أعلنت مصادر أمنية أن حوالي 35 مجندا أصيبوا حين انفجرت سيارة ملغومة قرب معسكر للأمن المركزي في الإسماعيلية شرق القاهرة مساء أمس. وقال التلفزيون المصري إن العشرات أصيبوا دون أن يذكر رقما محددا. وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية على موقعها الإلكتروني أن 20 مجندا أصيبوا في الانفجار ونقلوا إلى مستشفيين وأن تبادلا كثيفا لإطلاق النار وقع عقب الانفجار. ونقلت عن شهود عيان قولهم إن الانفجار نتج عن "سيارة مفخخة" وإن سيارات الإسعاف والإطفاء انتقلت إلى الموقع. إلى ذلك كشفت تقارير أمنية أن الجماعات التكفيرية في سيناء طالبت عناصرها بشن هجمات ضد عدد من السفارات الغربية بالقاهرة، ومنها السفارة الأميركية، وخطف مواطنيها في مصر، رداً على الحصار الذي تفرضه عليها القوات الأمنية داخل سيناء. وأشارت التقارير إلى أن تلك الجماعات، ومن بينها السلفية الجهادية وأنصار بيت المقدس، طالبت عناصرها أيضاً بمهاجمة جميع مقرات جهاز أمن الدولة في القاهرة وعواصم المحافظات والمراكز عن طريق السيارات المفخخة، فضلاً عن استهداف شخصيات إعلامية عدتها معادية للإسلام وشريعته، إضافة إلى استهداف رجال أعمال رأت أنهم يحاربون الله والدين الإسلامي، وعلى رأسهم رجل الأعمال نجيب ساويرس. من جهته، قال الخبير الأمني وأستاذ العلوم الجنائية اللواء رفعت عبدالحميد: إن العناصر الإرهابية المتناثرة في سيناء، تعاني من حالة ترنح وإغماء بعد الملاحقات الأمنية وفرض القوات المسلحة على المنطقة، ولن تفيق منها إلا داخل السجن، وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "القوات المسلحة سيطرت على كل البؤر الإجرامية الموجودة داخل سيناء بعد أن قطعت عنها الإمدادات، والوضع الأمني بسيناء الآن يختلف تماماً عما كان عليه قبل 30 يونيو، لكن الأمر لا يعني أن المواجهة مع تلك الجماعات قد انتهت، فالأمر يحتاج لمزيد من التنسيق على كافة الأصعدة الأمنية والاجتماعية والتنموية، خاصة أن التحقيقات مع المقبوض عليهم من عناصر تنظيم بيت المقدس كشفت أن العشرات من الأجانب لقوا مصرعهم أثناء الحملات الأمنية ضد الإرهاب، وتم دفنهم في مناطق غير معروفة، وأن الطائرات العسكرية تمكنت من قصف عدد من البؤر الإرهابية، التي تضم عددا من الأجانب، الذين كانوا يوجدون شمال سيناء خلال الفترة الماضية، وكانوا يشاركون في عمليات مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة". وكانت الجهات الأمنية قد ألقت القبض على معتز زغلول، وهو أحد عناصر أنصار بيت المقدس ويعمل طبيباً، لاتهامه عدة جرائم منها الاشتراك في تفجيرات سيناء الأخيرة، أثناء محاولته الهرب إلي ليبيا عن طريق الإسكندرية، مشيرة إلى أنه تم التحفظ عليه للتحقيق معه في عدد من الاتهامات الموجهة إليه. من جهة أخرى، عدت الخارجية المصرية أمس أن الشائعات التي ترددت بشأن قطع العلاقات بين القاهرة وطرابلس "مجرد محاولة للصيد العكر لإثارة البلبلة في العلاقات الحميمة بين البلدين". وقال المتحدث باسم الوزارة السفير بدر عبدالعاطي في تصريحات صحفية "الهدف من نشر شائعات عن قطع ليبيا علاقاتها مع مصر، وإمهال السفير المصري بطرابلس مهلة 24 ساعة لمغادرة البلاد هو إثارة بلبلة"، مؤكدًا أن علاقات مصر بليبيا راسخة، وهناك روابط دم، ومصير مشترك واحد بين البلدين، على حد تعبيره. وأضاف "لا يمكن أن تتأثر علاقات مصر بليبيا بمثل هذه الإشاعات، وبراءة قذاف الدم قد تكون سبباً في إثارة تلك الشائعات، لكن الواقع يؤكد أن القضاء المصري مستقل، ومشهود له بالنزاهة، ولا يمكن لأي أحد التعقيب على أحكام القضاء، والبعض يحاول أن يصطاد في الماء العكر، وهذا الأمر يتم التصدي له والرد عليه، وثبت بالدليل القاطع أن قطع علاقات مصر مع ليبيا أكاذيب". إلى ذلك، قال السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس الموقت المستشار عدلي منصور، سيعلن في كلمة له غداً موعد انعقاد الاستفتاء العام على مشروع الدستور، الذي سيعد، بعد إقراره، أول استحقاق رئيسي لخارطة مستقبل مصر. في سياق أمني، أطلقت قوات الأمن المركزي الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق مئات المحتجين الذين تظاهروا قرب مقر وزارة الدفاع بالقاهرة أمس.