×
محافظة مكة المكرمة

غياب شبكات التصريف أغرق الأنفاق

صورة الخبر

بدأ الخناق يضيق على تنظيم داعش في الرمادي، في ظل تقدّم القوات العراقية المشتركة ومن فوقها طائرات التحالف الدولي، ما أدخل معارك المدينة مرحلة الحسم ولم يتبق للإرهابيين سوى بقعة محدودة من المساحات الشاسعة التي كانوا يحتلونها، إذ يتحصّن ما لا يزيد من ألف مقاتل، مع استمرار عمليات التطويق وقطع طرق الإمداد، فيما فجّر مقاتلو الحشد الشعبي مئات المنازل في مناطق وقرى بيجي. وقال مسؤولون محليون في الأنبار، إنّ القوات المشتركة تقترب تدريجياً من الحسم، فيما لا يزال داعش يسيطر على نحو 20 كم مربع من المدينة. ووفق المسؤولين فإنّ القوات المشتركة في الرمادي تخوض حرب مفاجآت مع إرهابيي التنظيم، بينما تخلّل الهجوم على المدينة توقف أكثر من مرة بسبب تقديرات أميركية تارة، والسيارات المفخّخة وسوء الطقس تارات. وأعرب عضو خلية الأزمة في مجلس الأنبار غانم العيفان، عن اعتقاده بأنّ فترة قصيرة تفصل القوات المشتركة عن اقتحام مركز الرمادي، مشيراً إلى أنّ القوات العراقية تخوض حرب عصابات تعتمد على عنصر المفاجأة من المسلّحين، الذين يحترفون المباغتة وزرع الألغام ونشر المفخّخات، لكن المهاجمين أمامهم أياماً معدودة للسيطرة على كل الرمادي. خلل توازن وأبان العيفان أنّ عدم توازن القوى وحجم القوات ومستوى تدريبها في محاور الشمال والجنوب الغربي أحدث خللاً في سرعة التقدّم تسبّب في تأخّر الحسم، لافتاً إلى أنّه وعلى الرغم من ذلك نجحت القوات المشتركة في التقدّم سريعا في المحور الغربي نظراً لأنّها قوات نخبة تضم العمليات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب الذي تدرب على حرب الشوارع. وأشار العيفان إلى أنّ الجيش يقاتل بصورة تقليدية والمسلّحين يهاجمون بخطط جديدة ومباغتة، مؤكّداً خروج بعض العائلات من منطقة التأميم ورفع آخرين الرايات البيضاء، موضحاً أنّ داعش ضيق الخناق بعد ذلك ولم يسمح للمزيد من المدنيين بالخروج. تفجير منازل في الأثناء، أفاد مصدر عراقي في مجلس محافظة صلاح الدين أمس، أنّ عناصر الحشد الشعبي فجّروا مئات المنازل في مختلف مناطق وقرى بيجي شمالي بغداد. وقال المصدر إن عناصر الحشد الشعبي قامت بتفجير 150 داراً في قرية الشط في مقدمتها دار محافظ صلاح الدين السابق حمد حمود الشطي وجامع التوبة والمستوصف الصحي في القرية، كما تم تفجير دار شقيقه ودور أخواته وأقربائه في القرية، فضلاً عن تفجير دور العديد من أبناء عشيرة الجيسات في الحي العصري ودور لمواطنين قرب القائمقامية، ومبنى مدرسة بيجي الاعدادية ومتوسطة الرازي في الحي العصري أيضاً. وأوضح المصدر أنّ عناصر الحشد الشعبي تبرر تفجيرها للمنازل والمباني بأنّها مفخخة من قبل عناصر تنظيم داعش الذي كان يسيطر على المنطقة قبل تحريرها. رفض تسلّح بدوره، أعرب التحالف الوطني عن رفضه لما آلت إليه الأوضاع في قضاء طوزخورماتو شرقي صلاح الدين، رافضاً انتشار المظاهر المسلّحة داخل القضاء. وذكر بيان صادر عن التحالف أمس، أنّ رئيس التحالف الوطني ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ترأس اجتماعاً دورياً للهيئة القياديّة بحُضُور رئيس الوزراء حيدر العبادي، نوقشت خلاله أهم القضايا الراهنة، وعلى رأسها الوضع في قضاء طوزخورماتو، مشيراً إلى إعراب التحالف عن رفضه ما آلت إليه الأوضاع في القضاء، مُشدِّداً على ضرورة قيام الحكومة بواجباتها، وبسط الأمن وحماية أرواح وممتلكات المدنيين. وأضاف البيان أنّ التحالف دعا الأطراف التي تسبَّبت في خرق الأمن، والاعتداء على أرواح المدنيين وممتلكاتهم إلى الكف عن التسبّب بالأزمات والإذعان لسلطة الدولة. ولفت التحالف وفق البيان إلى أنّالتحدّي الماثل أمام العراق وكل العالم هو مواجهة الإرهابيين، وأنّ من غير الصحيح الانشغال بخلافات لا رابح فيها، والتسبّب في نشر الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وتشتيت الجهود الوطنية الرامية لمحاربة تنظيم داعش.