لا أعرف سببا منطقيا ومقنعا لمنع طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية من لبس «العُقال» إلا إنه قد يكون «آخر العلاج» فى نقاش حاد بين الطالب وزميله وورقة ضغط أخيرة بين الطالب ومعلمه! وإذا كان ذلك هو الهدف السامي فى منع ارتداء «العقُل» داخل المدارس وإجبار الطلبة على لف الشمغ على رؤوسهم أو حملها على أكتفاهم «كرعاة الإبل» أو عدم ارتداء الشمغ أساساً لما تسببه لهم من إزعاج، فهو أمر يدعو وزارة التعليم إلى إعادة النظر! دائماً ما يكون للملبس دور فى إحساس الشاب بكينونته ورجولته مثلُه مثل الآخرين خاصة وأن الشاب فى هذه المرحلة يكون مقلداً لوالده وأقاربه، وكونه يمثل الكمال بالنسبة للرجال وأحد رموز الأصالة والانتماء، أما الخوف من استخدامه من قبل الطالب للاضرار بزميله لاختلاف ينشأ عادة على مقاعد الدراسة، فهذا أمر لا يعدو كونه غير منطقي فقد يستخدم قبضة يده أو مقدمة قدمه أو كرسي الصف وهذه الادوات أشد ضررا من ضربة العقال «أقولها من واقع تجارب سابقة!»: لم تسجل مراكز الشُرط حصول عاهة مستديمة لطالب ضرب بالعقال! قد يقول قائل ولكن رجال الدين وطلبة العلم لا يحبذون لبس العقال ولم ينقص ذلك من رجولتهم وتحصيلهم وبحثهم العلمي!.. أرد عليهم بما قاله فضيلة الشيخ الدكتور عايض القرني عندما سئل عن السبب قال (كونه نتيجة لعادة متأصلة في المملكة لطلبة العلم وحسب، لا لسبب ديني ولا يوجد مانع ديني يحرم أو يكره لبس العقال). ولكي يثبت وجهة نظره تلك عمد إلى لبس العقال في مقابلة له مع إحدى الفضائيات. واستقبل كتاب مواقع التواصل تصرفَ الشيخ القرني بالتعليق المرحِّب بالتغيير، ورأى بعضهم أن ذلك التغيير ربما يكون وسيلة لإزالة ما يشبه أن يكون تجهما يَسِم المشايخ وطلبة العلم بسبب عدم لبسهم للعقال ورفع حالة الشك. والرد على من يقول إنه مدعاة للكبر والتكبر، أعود لأقول لبس العقال جزء من التربية يا وزارتها وجرعة من الأصالة فكما ننتقد الدخول للمساجد بقميص النوم ومراجعة الدوائر الحكومية بـ «ترنق الرياضة» والتسوق بنصف الهدوم، فمن الطبيعي أن نشجع الشباب على الخروج للمدرسة بالزي الوطني كاملاً، دون زيادة او نقصان، والله المستعان!