أعلنت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عن جائزة جديدة للتأليف المسرحي موجهة لكتّاب المسرح في دول مجلس التعاون الخليجي، بقيمة 175 ألف درهم، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في الدائرة إن الجائزة هي بمثابة تكريم من لدن صاحب السمو حاكم الشارقة للمؤلفين المسرحيين في دول مجلس التعاون واعتزاز بجهودهم وثقة في قدراتهم على تقديم ما يسهم في الارتقاء بتجربة المسرح في المنطقة وتطويرها، وأشار بورحيمة إلى أن الجائزة تأتي في إطار سلسلة من الفعاليات المسرحية التي تنظمها الإدارة، وتشمل مجالات المحترفين والهواة والمدارس، بهدف دعم وحفز تجارب المسرح في دول الخليج، وخصوصاً تلك التجارب الشابة والجديدة التي تشكل نبض اللحظة الراهنة وتعبر عن هموم مجتمعاتنا وتطلعاتها. أضاف بو رحيمة: نأمل أن تسهم هذه الجائزة إلى جانب الأنشطة الأخرى في إبراز واستكشاف المزيد من المشاريع المسرحيّة الخليجية المبدعة، وأن تعزز موقعها في المشهد الثقافي العربي في صورته العامة. و تمثل الجائزة الجديدة تحولا وزيادة لجائزة الشارقة للتأليف المسرحي التي أطلقت سنة 1996، وظلت مقتصرة على الكتاب المسرحيين الإماراتيين، وذلك بعد أن كونت تلك الجائزة رصيداً محلياً من النصوص المسرحية لا بأس به، وعززت حضور الكاتب المسرحي الإماراتي في المشهد المحلي والخليجي، وزودت المخرجين المحليين بمدونة مسرحية تمتح من الواقع الإماراتي وتعالج مشكلات المجتمع الراهنة، وهو ما يسمح لإدارة المسرح باتخاذ الخطوة الجديدة من أجل الانفتاح على الدائرة الأكبر التي تتقاطع مع الساحة المحلية في كثير من أوجه الشبه، والتي ستشكل نصوص كتّابها إضافة وإغناء للرصيد المحلي، وستوزع الجائزة على المراتب الثلاث الأولى، بحيث ينال الفائز بالمركز الأول 100 ألف درهم، والفائز بالثاني 50 ألف درهم، والثالث 25 ألف درهم. وجاء في إعلان الدائرة أنها ستبدأ في تلقي المشاركات من هذا الشهر وحتى فبراير/شباط 2016، على أن توزع الجوائز خلال مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي يقام في النصف الثاني من مارس/آذار، ويشترط في النصوص المتقدمة للمنافسة أن تكون بالفصحى إلا في الحالات التي يستلزمها البناء الدرامي، وذلك تناغما مع رؤية الشارقة الثقافية الهادفة إلى الاحتفاء بلغة الضاد والمتكلمين بها، وتعزيز مكانتها بين اللغات، كما يشترط في الكتّاب المشاركين أن تزيد أعمارهم على 21 سنة، وأن يكون النص مستوفياً لشروط الإنتاج في الدولة وأن يكون معداً للنشر للمرة الأولى. الجائزة الجديدة تستتبع سلسلة من المبادرات المسرحية التي اتخذتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة والمتعلقة بالساحة المسرحية الخليجية، وبالكتابة المسرحية العربية، منها إطلاق مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي الذي نظمت دورته الأولى مطلع العام الجاري بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة، وذلك بهدف دعم وتشجيع الفرق المسرحية الخليجية، وهو مهرجان دوري ينظم كل سنتين، وقد شهدت دورته الأولى إقبالاً واحتفاء من الأوساط المسرحية الخليجية التي وجدت فيه فرصة لتعزيز الحركة المسرحية وتنشيطها، كما يضاف إلى جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأحسن عرض مسرحي خليجي التي تقدم دورياً خلال دورات مهرجان الخليج للفرق الأهلية الذي يتولاه مجلس وزراء الثقافة في دول الخليج. على مستوى كتابة النص المسرحي العربي تضاف المبادرة الجديدة لمبادرات متعلقة بالتأليف المسرحي، منها بنك النصوص المسرحية العربية الذي أطلقته الدائرة عام 2009 بتوجيهات من صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء مدونة للنصوص العربية، بعد أن لاحظ سموه أن إحدى أهم المشكلات التي تعانيها الساحة المسرحية المحلية هي ندرة النصوص المسرحية الجيدة التي تلائم هذه الساحة، وذلك في تصريحاته خلال اختتام الدورة الثامنة عشرة من أيام الشارقة المسرحية 2008، فوجه سموه بإنشاء تلك المدونة التي تضم نصوصاً من مختلف الأقطار العربية لتكون متاحة للمسرحيين الإماراتيين للاستفادة منها في علمهم، وضم أول كتاب صدر في تلك السلسلة خمس مسرحيات لكتاب من دول عربية عدة، هي ابن رشد بالأبيض والأسود للدكتور عبدالكريم برشيد، وجريمة قتل تحت الأضواء الكاشفة محمد أبوسيف، وأبوحيان التوحيدي يحضر زمن الجراد للدكتور محمد أعراب، والغالية للدكتور محمد الوادي، وأطفال البؤس للدكتور مصطفى رمضاني، ثم تتابعت السلسلة خلال السنوات التالية، ومن هذه المبادرات أيضاً ملتقى الشارقة لكتّاب المسرح الذي تنظمه الدائرة، وكانت انطلاقته الأول عام 2011، ويبحث هذا الملتقى إشكاليات التأليف المسرحي وتقنياته، وسبل تعزيز مهارات الكتاب المسرحيين العرب، وطرق تذليل الصعاب أمامهم، وتوفير الظروف الملائمة لهم لكتابة نصوص مسرحية جيدة ومعاصرة تغوص بعمق في مشكلات الإنسان العربي المعاصر.