بمشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – رئيس وفد المملكة ، انطلقت في أنطاليا التركية امس الأحد قمة مجموعة العشرين ، وبدأ الزعماء قمتهم بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح ضحايا هجمات باريس التي خلفت نحو 130 قتيلا وأكثر من 300 جريح، حيث تصدر الارهاب جدول أعمال القمة ، كما تركز على الملفات الاقتصادية العالمية والمناخ ، كما تناقش قضايا الإرهاب واللاجئين ، كونها تعقد وسط جملة من الأزمات أبرزها النزاع في سوريا والعراق. وفي هذا الإطار قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مفتتحا أعمال القمة إن “حادث الجمعة الحزين بباريس يظهر لنا أن الاقتصاد ليس بمعزل عن السياسة، وأن اهتمام مجموعة الـ20 الرئيسي هو الاقتصاد، ليس على هامش الحياة الاجتماعية والسياسية والإنسانية”. وأشار أردوغان إلى أن أزمة الهجرة التي بلغت أبعادًا دولية، لم تخضع للأسف لمراجعة كافية، كما أعرب عن أمله في أن تمثل قمة الـ20 نقطة تحول تاريخية في الصراع ضد الإرهاب وأزمة اللاجئين، مبرزًا أن التوترات الأمنية تلقي بظلالها سلبًا على اقتصاديات الدول. وأشار إلى أن الزعماء المشاركين، سيناقشون خلال جلسات القمة قضايا النمو وخلق فرص العمل، إضافة إلى العديد من القضايا الاقتصادية العالمية، مؤكدا أن المقترحات التي تقدمت بها مجموعة الأعمال ومجموعة العمل، ستساهم في إغناء الحوارات التي ستجري بين زعماء قادة قمة العشرين. هذا وعقدت عدة لقاءات ثنائية على هامش قمة العشرين، منها لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان. وتعهد أوباما أثناء اللقاء بمضاعفة الجهود، مع باقي دول التحالف الدولي، من أجل القضاء على تنظيم “داعش” وتحقيق انتقال سلمي في سوريا. وتعتبر مجموعة العشرين من النوادي الرئيسية لمناقشة قضايا التعاون العالمي الاقتصادي والمالي، وهي تضم كبريات اقتصادات العالم المتطورة والنامية التي تصل حصتها إلى 85% من الإنتاج الداخلي الإجمالي العالمي. وتضم مجموعة العشرين إلى جانب المملكة العربية السعودية: الأرجنتين، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، واليابان، والمكسيك، وروسيا، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين. بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وقد ترأست روسيا المجموعة عام 2013، وسلمت الرئاسة لأستراليا عام 2014، قبل أن تنتقل إلى تركيا هذا العام. من بين قادة بلدان مجموعة العشرين لم تستطع رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر الحضور هذه المرة، إذ منعتها الانتخابات، كما غاب عن اللقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بسبب الأحداث الأخيرة في بلاده. وعلاوة على البلدان الأعضاء في المجموعة دعي إلى القمة رؤساء أذربيجان وزيمبابوي وماليزيا والسنغال وسنغافورة، إضافة إلى قادة المنظمات الدولية الرئيسية، بما فيها الأمم المتحدة والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية. بعد الافتتاح الرسمي شهدت القمة جلسة عمل ناقشت حالة الاقتصاد العالمي واستراتيجيات التوظيفات. أما اليوم االاثنين فيكرس لمسائل التنظيم المالي وإصلاح صندوق النقد الدولي ومكافحة الفساد، وتناقش الجلسة الأخيرة مسائل الطاقة والتجارة العالمية، وفي ختام القمة يصدر بيان وخطة عمل للمرحلة المقبلة، قبل أن يجري تسليم الرئاسة للصين.