مشكلة الأحياء لدينا بعدم تكامل الخدمات، والخدمات ليست المياه والكهرباء والطريق فقط، نقصد بالخدمات شمولية الحي السكني بالخدمات من حيث الحدائق والمدارس والمركز الصحي، الشرطة الدفاع المدني السوبرماركت وهكذا، تناسق الحي سكانيا وإمكانيات وحاجة، فالملاحظ لدينا أنها عشوائية وغير منظمة، فقد تجد حيا بدون مدرسة ابتدائية سواء بنين أو بنات، أو بدون صرف صحي، أو حديقة، وهكذا؛ نادر جدا أن تجد حيا متكاملا وبذلك يكتفي سكان الحي بالخدمات المتاحة، فلا يحتاج طالب الابتدائي للانتقال لمسافات طويلة ولحي آخر، أو الطالبة، أو من يريد العلاج الطبي لا يجد مركزا طبيا، وهكذا، فتصبح عمليات التنقل كبيرة والضغط على الخدمات غير منضبط وتسود العشوائية وعدم القدرة على معرفة الاحتياج الحقيقي. من المهم مثلا بالرياض المدينة أن تقسم إلى 5 أو 8 قطاعات إدارية، وكل قطعة تقسم أيضا وفق الموقع والعدد السكاني، وتقسم الأحياء، فتصبح إدارتها والسيطرة أسهل فمن يدير قطاع الأول لا علاقة به بالقطاع الثاني أو الثالث وهكذا، إلا تنسيقيا أو ما ندر، فيصبح التركيز أكبر كإدارة ومتابعة، ثم تصمم الأحياء على قواعد أساسية لا تحيد عنها ولا تتنازل وهي "الشوارع تنظيمها وتنسيقها، توفير الخدمات فلا يبنى سكن أو محل إلا والخدمات متوفرة وإلا أصبح عبئا، وأن تتوفر المدراس بما يفي الحاجة، توفر الحدائق، مكتبة، مسرح، شرطة، دفاع مدني، مركز طبي، وهكذا؛ هل نتصور هذا مستحيل؟! أبدا أبدا، وأكررها لماذا لا تنهج البلديات هذا النهج "لا حي بدون تكامل" وهذا سيكون أهم حل للأحياء وحتى السكن، وأي أرض لا تستثمر يفرض عليها رسوم خدمات التي وصلت لها أو حولها كشوارع أو نظافة أو حديقة أو خلافه، وهذا لا علاقة له برسوم الأراضي هذه مضافة، عندها سنجد الأحياء تتكامل أوتوماتيكيا، فلا يحتاج رب الأسرة للبحث عن مدرسة فهي بالحي، أو حديقة، أو وايت ماء، أو خلافه، كل شيء يتكامل، وحتى أمنيا ورقابيا، ولنا تجربة "الحي الدبلوماسي" بالرياض، لماذا لا تعمم؟! حتى مع خصوصية الحي الدبلوماسي يمكن التطوير وتصبح للأحياء بالمملكة، فلا نجد التشوه الكبير في الأحياء وتباين الخدمات، حتى تجد أحياء بلا مركز طبي ولا مدرسة ولا صرف صحي أو حديقة، فلماذا يسمى حي من الأساس. يجب على الأمانات بكل مناطق المملكة أن تعمل على منهج وإستراتيجية "الحل المتكامل" فلا تكون انتشار المحلات التجارية بهذه العشوائية، أو نقص الخدمات بالأحياء، والتنسيق مع كل وزارة معنية، فما أجده أن "الأمانات" هي نقطة البداية لحل مشكلة تناقض وخلل الأحياء، حتى وإن تركت أراضي للحديقة والمدرسة، يجب أن تحافظ عليها وتبقيها حتى لو تأخرت الوزارة المعنية، المهم حي متكامل الخدمات لجميع قاطني الحي، وهو مهم للمدنية في المجمل لا شك، وسيخفف كثيرا من معاناة السكان في التنقلات والبحث عن الخدمات.