×
محافظة المنطقة الشرقية

فرنسا: لص يسطو على محل أثناء الوقوف «دقيقة صمت» حداداً

صورة الخبر

دان محللون وخبراء أمنيون مصريون تفجيرات باريس الإرهابية محذرين من التهاون في الحرب ضد الإرهاب، لاسيما أن تلك التنظيمات أعلنت عن مواجهة شاملة مع الدول التي تكافح الإرهاب، مشددين على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بقوة في مواجهة هذه الظاهرة الشريرة وإعادة النظر لبعض الدول في مواقفها الداعمة له. وقال هؤلاء: إن حادث باريس سيلقي بظلال سلبية على المهاجرين العرب إلى أوروبا وربما سيدفع بعض الدول الأوروبية إلى تأجيل الهجرة أو منع منح الجنسيات الغربية للعرب لفترات طويلة. قال المحلل السياسي عمار علي حسن: إن تأثيرات تفجيرات باريس على الوضع في المنطقة العربية متوقف على رد فعل الشارع الفرنسي، عما إذا كان سيرى الحل هو انسحاب فرنسا من التحالف ضد داعش، لاسيما أن تلك العملية الإرهابية تأتي انتقاماً من تنظيم داعش لمشاركة فرنسا في التحالف، أو أن يرى الشارع الفرنسي أن الدفاع عن فرنسا يبدأ من ضرب التنظيم في الأرض التي يسكنها، ومن ثم تستمر فرنسا في المشاركة التي لا بد أن تمتد إلى تعزيزات قوية ضد داعش. وأضاف حسن أن الحادث لن يتوقف أثره على المهاجرين العرب والمسلمين في فرنسا فحسب بل سيمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، لاسيما أن تنظيم داعش ذاته أعلن أنه سيستهدف بلدانا أوروبية أخرى شاركت في التحالف ضد الإرهاب. وأشار إلى أن الحادث سيزيد من عمق الكراهية لدى الأوروبيين للجاليات العربية والإسلامية، وأن تلك الجاليات ستتأثر من ناحية المعاملة لهم في الشارع أو مؤسسات الدولة التي ستفرض مزيداً من القيود وستضيق الخناق لاسيما على الجاليات الأكثر تواجداً من المغرب والجزائر وتونس وستجعل السفر إلى فرنسا ليس بالأمر السهل كما كان. وتوقع حسن أن فرنسا والدول الأوروبية ربما ستتخذ قرارات للحد من الهجرة أو منح الجنسيات للعرب، لاسيما أن فرنسا وحدها يعيش فيها ما يقرب من 6 ملايين عربي، وستتخذ إجراءات ربما تطال الفرنسيين أنفسهم، وأضاف حسن: الآن الحادث كشف ضرورة أن تتم محاربة الإرهاب في إطار دولي أشمل، وأن على الدول الأوروبية دوراً مهماً في مساندة الدول العربية التي تكافح الإرهاب، وعلى أوروبا أن تتفهم موقف الدول العربية، ضارباً المثل بمصر التي لا تلقى الدعم في حربها من بعض الدول الأوروبية التي لديها إمكانات هائلة وأعداد كبيرة من العناصر الإرهابية، وألا تلقي دول باللوم على مصر كما حدث في حادث الطائرة الروسية حيث سارع بعض الأطراف الأوروبية إلى إدانة الأمن المصري. وقال حسن إن الإرهاب إذا استهدف بلداً لا يمكن لجهاز أمني وحده حجبه أو تفاديه تماماً، غير أنه يمكن أن يقلل بعضها. ودعا حسن إلى ضرورة أن تُقدم الدول الأوروبية على تعاون معلوماتي مع الدول العربية التي تعاني من حرب الإرهاب، لاسيما أن هذا النوع من الإرهاب يتطلب تعاونا معلوماتيا في المقام الأول، كما على الغرب أن يدرك أن الإرهاب لا يفرق بين غرب وشرق فهو يضرب الجميع. وقال الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية كمال حبيب: إن حادث تفجيرات باريس هو الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية، وهو أكبر بكثير من حادث شارل إيبدو، وأشار إلى أنه من المرجح أن من قام به من حاملي جوازات السفر الغربية الذين التحقوا في وقت سابق بصفوف الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق في مشهد يذكرنا بما كان يسمى العائدون من أفغانستان للدول العربية. وأوضح حبيب أن الحادث كشف أن الغرب ليس بمقدوره أن يحقق أمنا مستقلا بمفرده وبمعزل عن دول شمال وجنوب المتوسط، لاسيما أن البحر الأبيض المتوسط متصل وغير منفصل، وأضاف حبيب أن الحادث من شأنه تغيير نظرة الغرب لمكانة الإرهاب، وسيفرض مكافحة جدية من الغرب في التعامل مع داعش وليس الاكتفاء بتوجيه ضربات جوية كانت من نتائجها الإبقاء على جزء من تنظيم داعش كورقة لحل الأزمة السورية. وقال خبير شؤون الجماعات الإسلامية إن الحادث سيلقي بظلاله على المنطقة العربية وسيدفع نحو صعود جديد لليمين المتطرف الذي من شأنه إعادة دعاة الإسلاموفوبيا، ونظرتهم إلى المنطقة العربية باعتبارها مصدراً للإرهاب. وتوقع حبيب صدور قرارات غربية أكثر جدية في مواجهة التنظيمات الإرهابية وبخاصة تنظيم داعش الذي بدأ ينقل العمليات الإرهابية إلى ساحات غربية إلى جانب عملياته في المنطقة العربية. من جهته، قال الأمين العام لاتحاد المحامين العرب عبد العظيم المغربي: إن تفجيرات باريس على الرغم من فداحة حجمها وخسائرها البشرية، إلا أنها تعد إنذاراً إلى الدول الغربية حتى تدرك أن الإرهاب ظاهرة عالمية ولا يمكن قصرها على المنطقة العربية وهو ما يحتاج إلى تكاتف دولي واسع لمواجهته مواجهة جادة، وأشار إلى أن الحادث سيلقي بظلال سلبية على المهاجرين العرب في أوروبا ويجعل إمكانية قبول مهاجرين جدد من الدول العربية إلى بلدان أوروبية أمراً صعباً. وأضاف المغربي: إذا لم تنتبه الدول الأوروبية إلى أهمية مساعدة الدول الفقيرة في العالم خاصة إفريقيا في الحد من عمليات الفقر وزيادة البطالة ستظل هناك تربة خصبة لإنتاج الإرهابيين، ومن ثم على الغرب ضرورة مساعدة تلك الدول في عمليات التنمية المختلفة، وأن تدرك الدول الغربية أن الإرهاب لا وطن له ومن ثم عليها الاندفاع نحو مكافحة جادة وتعاون ملحوظ وواضح في القضاء على الإرهاب ومصادره. ومن جانبه قال الخبير بشؤون الجماعات الإسلامية، أحمد بان: الغرب يدفع ثمناً لدعمه للتيارات الدينية المتشددة، وأن حادث الإرهاب الذي هز العاصمة الفرنسية باريس من شأنه ذهاب دول الغرب مجتمعة إلى مراجعة مواقفها من تلك التنظيمات الإرهابية. وأضاف بان أن حادث باريس سيؤثر في العرب المهاجرين في الدول الأوروبية والغربية وسيضعهم تحت حصار مستمر وإخضاعهم لإجراءات قد تنال من حريتهم وحرية تنقلهم مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجمات 11 سبتمبر 2001. وقال بان: إن الغرب عليه أن ينظر إلى الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية لم تقتصر أعمالها على البلدان العربية، ومن ثم لا بد من توحد الحكومات في محاربة الإرهاب. وأشار إلى أن دول الغرب وفي المقدمة أوروبا ستعيد النظر في نظام الهجرة من الدول العربية إلى أوروبا، وربما ينعكس ذلك إلى وقفها على الأقل لفترات إلى حين أن تبذل تلك الدول جهوداً تضع ثمارها على الأرض. ودعا بان الدول الأوروبية إلى رفع الغطاء الأمني على الجماعات الإرهابية وتسليم المطلوبين من الإرهابيين الذين يقطنون بعض الدول الأوروبية لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من جرائم إرهاب فظيعة في بلدانهم. وقال رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أحمد بهاء الدين شعبان: إن حادث تفجيرات باريس لن تمر بسهولة وستترك تداعيات كبيرة أبرزها أنها ستكون نذيراً للدول الأوروبية بأن وحش الإرهاب الذي سهرت على دعمه بعض الدول الأوروبية انقلب عليهم، كما انقلب تنظيم القاعدة من قبل بعد حرب الاتحاد السوفييتي، خاصة أن دولاً غربية قدمت المساعدات لداعش لإشاعة الفوضى في الدول العربية، وأشار إلى أن ذلك التنظيم الداعشي الذي انخرط في صفوفه عرب وغربيون عادوا إلى أوروبا بعد أداء مهامهم الإرهابية في بلدان عربية مثل سوريا والعراق وليبيا ليضرب مناطق أوروبية. وتوقع شعبان أن تنشط الدول الأوروبية في معركة مكافحة الإرهاب وستنتقل من مرحلة المناوشات الخفيفة إلى المرحلة الأكثر حدة وضراوة ومساندة الدول العربية في ذلك وقال شعبان: إن حادث باريس ستدفع جزءاً من ثمنه الجاليات العربية في أوروبا من متابعات ومراقبات أمنية ستقيد من حرياتهم، ورأى أن السنوات الأخيرة ستشهد تضييقاً على الهجرة العربية إلى أوروبا، كما ستشهد الزيارات العادية تضييقا لاسيما على الشباب العرب، ما ينذر بأن أوروبا ستؤجل أي هجرة جديدة إلى مدة طويلة وربما لمستقبل غير منظور. وقال الخبير الأمني اللواء فؤاد علام: إن الغرب ظل ينظر إلى قضية الإرهاب باعتبارها قضية تخص العرب وحدهم وراحت بعض الدول تدعم تلك الجماعات الإرهابية كما حدث في تسعينات القرن الماضي مع تنظيم القاعدة إلى أن انقلب على الغرب، وأشار إلى أن هجمات باريس ستدفع الغرب نحو الوقوف مع الذات ومراجعة مخططاته وسياسته في المنطقة العربية والتي ألقت بظلالها على الغرب ذاته. وأضاف علام لا توجد في الغرب سوى 3 دول تعمل جاهدة على مكافحة الإرهاب وهي فرنسا وإيطاليا وروسيا، وأن ضرب فرنسا يأتي عقاباً لموقفها في مكافحة الإرهاب، وتوقع حدوث ضربات مماثلة في إيطاليا وأن دولا أخرى ستلحق بها في يوم ما، واعتبر علام الإرهاب صناعة أمريكية- إسرائيلية وأنه ستدور الدائرة ويستهدف الإرهاب تلك الدول يوماً ما. ودعا علام الدول العربية إلى ضرورة تشكيل مجلس قومي عربي لمواجهة الإرهاب يضم المتخصصين والعلماء من دون انتظار أن يقدم لنا الغرب روشتة لمواجهته، وتوقع علام أن يلقي حادث باريس بظلاله على المهاجرين العرب، لاسيما إذا ثبت صحة الزج ببعض أسماء السوريين المهاجرين.