×
محافظة المنطقة الشرقية

السعودية تشارك في قمة حماية الطفل من الاستغلال الجنسي

صورة الخبر

لم يسلم شيء، حتى المستشفيات، من القذائف التي تضرب يومياً مدينة تعز المحاصرة والتي كانت قد انطلقت منها شرارة المظاهرات التي خرج فيها اليمنيون إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية إبان انتفاضة الربيع العربي لكنهم يكافحون فيها الآن من أجل البقاء. وتقع تعز ثالث أكبر المدن اليمنية تحت رحمة الآلاف من المقاتلين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي انتفض سكان المدينة ضده في عام 2011. ويتهم السكان الحوثيين بمنع دخول المساعدات الغذائية وقصف الأحياء السكنية عشوائياً وهم يحاولون السيطرة على المدينة في الحرب المستمرة منذ نحو سبعة أشهر. ويعتقد أهل تعز أنهم يتعرضون لعقاب جماعي على يد الحوثيين والموالين لصالح على معارضتهم له في الماضي. وقال توفيق الشعبي رئيس نقابة المحامين في تعز كل يوم نعاني من القصف بمدافع الهاوتزر والهجمات بصواريخ الكاتيوشا ليس فقط على قوات المقاومة ولكن على المناطق المدنية أيضاً والمنازل والمستشفيات والأسواق وصنابير مياه الشرب العمومية. وأضاف في حديث لرويترز عبر الهاتف هدفهم هو تركيعنا، لأن أهل هذه المدينة رفضوا القبول بأن تسيطر جماعة مسلحة على السلطة في هذا البلد بالقوة ولأننا كنا أول من انتفض ضد الاستبداد في 2011. ومن بين أكثر من 5600 يمني قتلوا في الحرب، يقول مسعفون في تعز إن أكثر من 1600 قتلوا بالمدينة التي كانت تعرف في السابق بتعددها الثقافي. ويلقي السكان أشد اللوم على محاصريهم من الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع صالح. ويصف الحوثيون معارضيهم في تعز وغيرها من المناطق في ربوع اليمن بالمرتزقة الذين يعملون لحساب الغرب والقوى العربية الخليجية. ويقول صالح إنه لا يدعم أي طرف لكن منتقديه يتهمونه بالمساعدة في توجيه الموالين له بالجيش لتصفية حسابات واستعادة بعض من نفوذه القديم. وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس/آذار الماضي دعماً للحكومة اليمنية الشرعية التي اضطرت للانتقال إلى المنفى بعد تقدم الحوثيين الذين يعملون كوكلاء إقليميين لإيران التي تدعمهم مالياً وإعلامياً وبالسلاح والتدريب والمستشارين. وبعد أن خسر الحوثيون وصالح معركتي عدن ومأرب، يحاولون منذ بعض الوقت إحكام السيطرة على تعز. وتسيطر ميليشيا الحوثيين على مداخل المدينة ويقول سكان إن نقاط التفتيش التابعة للحوثيين تفتش السيارات القادمة ليس فقط بحثاً عن الأسلحة وإنما أيضاً للبحث عن عبوات الوقود والدقيق (الطحين) وغيرهما من المؤن الأساسية. ويتم تهريب الحطب على ظهور الحمير عبر الجبال التي تحيط بالمدينة لطهي الطعام، وعندما تمكنت شاحنة مياه من تجاوز الحصار الشهر الماضي أطبق عليها العشرات من السكان البائسين بعبوات فارغة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأسبوع الماضي إنها تفاوضت مع الحوثيين على مدى أكثر من شهرين من أجل إدخال إمدادات طبية أساسية بما فيها مضخات الأوكسجين، ولكن من دون جدوى. وقال عبد الرحيم السامعي وهو طبيب محلي إن من يصابون في القصف لا يلقون مساعدة تذكر داخل مستشفيات المدينة التي تفتقر إلى الإمدادات وتعرضت لعمليات قصف متكررة. وأضاف انهار القطاع الصحي بشكل كامل. يرى المرء أناساً يموتون أمام عينيه جراء الآلام من أسوأ الجروح الممكنة ولا يقدر على توفير أبسط سبل الراحة. ومضى يقول أصاب 13 صاروخاً مستشفى الثورة الرئيسي يوم الأحد. ويوم الخميس فقط، سقطت قذيفتا مورتر على البوابات وقتلت رجلين. عندما لا يسلم هدف مثل هذا.. فأنا لا أسمي هذا قصفاً عشوائياً.. بل أسميه متعمداً. وظهر تسجيل فيديو لصبي في مستشفى الشهر الماضي يعالج بعدما أصيب هو وأصدقاؤه عقب سقوط قذيفة عندما كانوا يلعبون. توسل الطفل فريد شوقي ذو الست سنوات للأطباء وهو يرتعد ألماً قائلاً لا تقبروناش (لا تدفنوني). لكن الطفل استسلم لجروحه وفاضت روحه حيث دفن بعد ذلك بأيام. ويواجه السكان مشكلات مضنية ويعلقون أمالاً كبيرة على قوات التحالف العربي في تحرير المدينة في نهاية المطاف. وتواجه المدينة حالياً خطر معاناة نفس مصير مدينة عدن الجنوبية التي تم انتزاع السيطرة عليها من الحوثيين في يوليو/تموز.(رويترز)