سماء عبدالجليل: أكد عدد من الإعلاميين العرب المشاركين في المنتدى الخليجي للإعلام السياسي على ضرورة ضمان دقة ومضمون الرسالة الإعلامية وموضوعيتها، مشيرين إلى أن محتوى الإعلام التقليدي له دور بارز في تعزيز ثقافة السلم الأهلي من خلال التمسك بقيم الموضوعية والتبادل الحر للآراء والأفكار والتأكيد على قيم الحداثة والاستنارة. وفي الجلسة الأولى من المنتدى الخليجي عن الاعلام السياسي أمس أكّد مقدم أحد أبرز البرامج الحوارية في قناة العربية حسن معوض على اهمية وضرورة تقيد القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية المختلفة بالمعايير المهنية والأخلاقية والدقة في نقل الأحداث والأخبار، ضاربا مثالاً على ذلك بالقول: عندما يتم نشر خبر حول اعتقال دولة معينة لزعيم المعارضة دون التأكد من المعلومة ومصدرها، فإن ذلك يعتبر عملاً غير مهني، فيجب تحري الدقة في النقل. كما أشار إلى ضرورة الموضوعية في نقل الأخبار، وقال: أنا كإعلامي يجب أن أطرح الموضوع دون أن يكون لي رأي فيه، كما يجب علينا أن نقنن التغطيات والصور التي تظهر على الشاشات ويجب أن نعطي المجال لكل الآراء من خلال التغطية. وحول دور البرامج الحوارية التي تقوم بتثقيف المجتمع حول السلم الأهلي قال: نحن نحرص أن تكون البرامج الحوارية مباشرة وواضحة، وليس من الضروري ان يكون البرنامج الحواري مستفز، فالمحاور الجيد هو المحاور الذي يحافظ على هدوء ضيفة حتى آخر البرنامج. مضيفاً لا بد أن يكون للإعلامي رأي في الموضوعات المختلفة، وإذا كان يمثل مؤسسة فان رأيه يعبر عن رأي المؤسسة. من جانبه أوضح مديرعام قناة سكاي نيوز عربية نارت بوران على أن الإعلام يجب أن يكون قائما على ثقافة تقبل الآخر، ونبذ الطائفية، ويجب أن نعترف أن هناك قنوات دينية وثقافة دينية تلعب دورا كبيرا في الإعلام العربي، مشيرا إلى أن موضوع التطرف خطير جدا، فالمشكلة تكمن في أن الأطراف لا تريد سماع بعضها البعض. وحول البرامج الحوارية قال: البرنامج الحواري يتطرق الى بعض المواضيع خلال ساعة، ولكن يستمر الحديث عن الموضوع لأسابيع من خلال قنوات التواصل الاجتماعي، والمعايير يجب ان تكون واضحة في اسلوب الحوار واسلوب الكلام، فسياسة المحطة هي التي تفرض على المحاور تلك المعايير. من جانبه قال رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك: إن أي مؤسسة إعلامية يفترض ان تلتزم بضوابط معينة مثل نشر ثقافة السلم الأهلي وتقصي الاخبار بشكل دقيق، وهذه احدى مسؤوليات المؤسسة الإعلامية. وتابع يجب تكوين فكر مستنير واثراء الخبرات الاجتماعية، وذلك يعكس عدالة المجتمع، لذلك الصحافة تسلط الضوء على السلم الأهلي، وان نحرص على ايجاد جهد ايجابي لعدم تشويه الحقائق. وأضاف ولا يكون تطور مكونات الإعلام الجديد إلا من خلال التركيز على قضايا الجيل الجديد، كما يجب على الصحافة ان تركز على بث السلم الأهلي لأنها تعكس الفكر المستنير، ولأن مسؤوليتها ان لا تبث الفتن وتكون متمسكة بثوابت الصحافة. الجدير بالذكر أن الجلسة الأولى من المنتدى والتي أدارها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خليل الذوادي ركّزت امس على أهمية الحفاظ على دعائم الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة وكيفية تجنب إساءة استغلال هذه المنابر لقطع الطريق على التطرف والإرهاب. وقد دعا المشاركون فيها إلى ضرورة ضمان دقة ومضمون الرسالة الإعلامية وموضوعيتها وعلاقة التأثر بين وسائل الإعلام التقليدية والانتماءات والتوجهات الفكرية والإيديولجية السائدة، ومدى قدرتها على استيعاب التناقضات الاجتماعية والاتجاهات السياسية المختلفة وإدماج جميع القوى الاجتماعية. كما واستعرضت الجلسة الأولى نماذج واقعية لمحتوى الإعلام التقليدي ودورها في تعزيز ثقافة السلم الأهلي من خلال التمسك بقيم الموضوعية والتبادل الحر للآراء والأفكار والتأكيد على قيم الحداثة والاستنارة.