نحب كرة القدم ونعطيها الحيز الأكبر من حياتنا، لكننا في مقابل هذا الحب لانزال نمارس التعصب في أبشع صوره وأشكاله، نقبل بمن يشاطرنا الانتماء ونرفض البقية، بل إننا في الغالب نتعاطى مع هذه البقية الباقية على طريقة العدو الذي يمقت خصمه .. نتهم ونظلم ونصل بمفردة الطرح وعلى كل وسيلة إعلام جديدة كانت أم قديمة إلى حدود الشتم والسب هكذا لمجرد أن ثقافة الحوار مع ثقافة تقبل الخسارة وإنصاف المنافس وحقه المشروع باتت عوامل نرفضها على غرار من سبقونا من ذاك الجيل الذي أسس في قلوبنا التعصب وأصبحنا بعده نكرر السير في طريق هذه التجاوزات التي لاتمت للرياضة ولا للأخلاق ولا لثقافة الحوار المتبادل بأي صلة. - فما أن تجد هذه الفئة فريقها المفضل وقد خسر في مواجهة خصم أو منافس إلا وتسمع شتى أنماط التجاوزات اللفظية ، ردح وقدح وشتم وأساليب أخرى مكملة لايقبل بها عاقل ولا يقرها دين، وقس على هذه الفئة فئات أخرى تتوشح برداء المثاليات إن رأت من تنتمي إليه في الصدارة وتمزقه إذا ما تغيرت الصورة، وعلى هذا المنوال الكل يتعامل صوتا وتصريحا وصورة. - هذا المناخ الرياضي الذي تلوث بداء التعصب والشتيمة لايمكن له أن يكون سببا في الارتقاء برياضتنا، كما أنه كذلك لايمكن أن يصبح داعما ومحفزا للارتقاء بنجومنا بل على العكس من ذلك تماما، فكلما تفاقمت حدة التعصب وزادت وتيرتها مع زيادة عبارات الشتم فالنتيجة المستخلصة هنا لن تبرح مكان السالب أما الإيجاب منها فسيبقى غائبا ومغيبا إلى حين نسارع في تطوير ثقافتنا الرياضية من منطلق حسن النوايا واحترام الخصم والاعتراف بمقومات قوته وأفضليته. - هنا ليست هذه العبارات بالجديد الذي يكتب، فمنذ سنوات مضت ونحن نكرر التذكير بما وصلنا إليه من (تخلف) رياضي مؤلم، لكننا برغم كثرة التذكير والتكرار لمثل هكذا طرح لايزال الواقع الحالي بارزا في صورة تماثل سابقه، فالشتم كبرت مساحته والتعصب طال أمده والتصحيح المنشود لهذا وذاك هو في غياهب المجهول لانعلم متى يحين وقته وعلى يد من سيأتي هل بأيادي هذا الجيل الذي نعيشه معه اليوم أم بأيادي أجيال قادمة تأتي بما لم نستطع عليه طيلة العقود الماضية. - أما بعيدا عن هذا التعصب والشتم والتجاوزات فالذي يحدث في أروقة الاتحاد لايسر عدوا ولاصديقا، فالذي يحدث في هذا النادي الثمانيني هو بمثابة تصفية حسابات المستفيد منها (قلة) والخاسر فيها الكيان والتاريخ والجمهور. - حتى البرامج الرياضية استغلت الحال المايل للعميد فأشغلت الوقت بالإثارة بحثا عن تناقضات أخرى تعيد هذا العملاق إلى عمق الإخفاقات. - كان الله في عون الاتحاد وجماهيره، فقد فاض بهم الكيل من هؤلاء المبرمجين الذين يسعون لإرضاء الأشخاص على حساب النادي واستقراره ومستقبله. - أضحكني المحلل التحكيمي محمد فودة وهو ينتقد الزميل عادل الملحم قائلا (ليه ما تمسي)؟ وبنفس الأسلوب قال لي ذات مرة عبر برنامج المجلس: ليه ما تقول لي (يا استاذ)؟ السؤال هنا: كيف تنتقد الآخرين يا(فودة) وترفض قطعيا كل من يحاول انتقادك؟.. وسلامتكم.