احتفت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض صباح أمس الإثنين، بوصول آلة حفر الأنفاق العملاقة التي أطلق عليها سكان الرياض اسم (جزلة) إلى موقع محطتها الأولى المجاورة لمحطة سكة الحديد ضمن الخط البرتقالي من قطار الرياض محور (طريق المدينة المنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول). وقد شارك في الحفل الذي أقيم في موقع المحطة ماتيو رينزي رئيس الوزراء الإيطالي الذي يزور السعودية حالياً، حيث كان في استقباله المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة، وكبار المسؤولين في الهيئة، وقادة الائتلافات والشركات العالمية المنفذة والمشرفة على مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات. وخلال الحفل شاهد الحضور، رأس الآلة "جزلة" أثناء اختراقه لجدار المحطة التي تقع بعمق يبلغ 25 متراً تحت الأرض، وذلك بعد أن أنهت الآلة، حفر نفق مسار الخط البرتقالي في المنطقة الممتدة من جنوب استاد الأمير فيصل بن فهد في حي الملز، حتى موقع المحطة الأولى بجوار محطة سكة الحديد في حي الصناعية، بطول 1.2 كيلو متر، وذلك منذ انطلاق أعمال الآلة في منتصف شهر رمضان الماضي. تمثل الآلة “جزلة” إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع. “الاقتصادية” وبعد مشاهدة الآلة "جزلة" وهي تخترق جدار المحطة، واصلت الآلة طريقها في اختراق باطن الأرض لحفر نفق يبلغ طوله 6.5 كيلومتر يمتد حتى محطة قصر الحكم الرئيسية، ضمن الخط البرتقالي الذي يبلغ طوله الإجمالي 40.7 كيلومتر، ويمتد من طريق جدة السريع في غرب المدينة حتى منشآت الحرس الوطني في خشم العان شرقي المدينة. وقال المهندس إبراهيم بن محمد السلطان عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض رئيس مركز المشاريع والتخطيط بالهيئة نحتفي اليوم بوصول آلة الحفر جزلة إلى إحدى محطات قطار الرياض ضمن الخط البرتقالي من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض بحضور رئيس الوزراء الإيطالي ضيف المملكة، حيث قطعت الآلة جزلة، المسافة ما بين استاد الأمير فيصل بن فهد ومحطة سكة الحديد، وهي الآن منطلقة لتواصل عملها حتى تصل إلى محطة قصر الحكم. وأضاف "لم نصل إلى هذه المراحل المتقدمة من التنفيذ إلا بفضل الله، ثم برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده وولي ولي العهد". وأكد أن المسيرة تتوالى، وكل يوم يوجد إنجاز جديد ومحطة جديدة نحتفل بها ضمن هذا المشروع المهم لمدينة الرياض وسكانها واقتصادها وحركة المرور فيها، حيث إنه مشروع عملاق يمس كل نواحي الحياة في المدينة، ويعمل وفق البرنامج الزمني المحدد له، حيث تخطت نسبة الإنجاز فيه 24 في المائة حتى الآن. وأشار المهندس إبراهيم السلطان إلى أن هذه الآلة هي الخامسة من بين سبع آلات ضمن المشروع، حيث سيتم تدشين آلتين جديدتين قريبا، تحت رعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، الذي يتابع عن كثب كل تفاصيل المشروع ويحرص على إنجازه. ونوه المهندس السلطان بالكوادر السعودية العاملة في المشروع، قائلاً "تشاهدون اليوم المهندسين والعاملين في المشروع يحتفلون بوصول الآلة لهذه المحطة، وهذا من جوانب الفخر في هذا المشروع الذي يعمل به أكثر من 800 مهندس سعودي متميز". وتمثل الآلة "جزلة" إحدى سبع آلات جرى تصنيعها خصيصاً للمشروع لاستخدامها في حفر أنفاق ثلاثة مسارات بطول إجمالي يبلغ 35 كيلومتراً، ويتراوح طول الآلة الواحدة، ما بين 90 و120 متراً، وتقدر كمية الحفر اليومية لكل آلة بما يعادل 50 شاحنة، كما يصل وزن الآلة الواحدة نحو 2000 طن، بما يعادل وزن أربع طائرات من طراز "جامبو 747" بكامل حمولتها. وتتجاوز مهام الآلات حفر التربة ونقلها، إلى تبطين جدار النفق، وبناء جداره من قطع الخرسانة داخل النفق، دون أن تحدث أية اهتزازات أو ضجيج على سطح الأرض. يشار إلى أن ائتلاف (الرياض نيو موبيليتي ANM)، يتولى تنفيذ مسار القطار البرتقالي على محور (طريق المدينة المنورة - طريق الأمير سعد بن عبدالرحمن الأول)، ضمن مشروع قطار الرياض، بقيادة شركة "ساليني – ايمبريجيلو" الإيطالية.