أكد الدكتور محمود طالب الأمين العام لجائزة سلطان بن خليفة آل نهيان العالمية للثلاسيميا أن الجائزة تجسد مدى الاهتمام الذي يوليه سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان مستشار صاحب السمو رئيس الدولة لتحسين الواقع الصحي على الساحة الإنسانية الدولية، كما تأتي ضمن مبادرات سموه النبيلة للحد من وطأة المعاناة الصحية والإنسانية التي يعاني منها مرضى الثلاسيميا وتشجع المهتمين بالشأن الصحي على بذل المزيد من الجهود وتحسين الخدمات من أجل توفير رعاية أكبر للمرضى. انتشار واسع وقال الأمين لـ البيان إن ما حققته الجائزة خلال الدورة الأولى أكسبها سمعة عالمية وحققت توسعاً وانتشاراً في الأوساط الطبية الإقليمية والدولية، وأصبحت دافعاً للاجتهاد أكثر في مجال الدراسات والبحوث العلمية والطبية، كما عملت على حث العلماء والأطباء لإيجاد الحلول للقضايا الطبية المستعصية التي تهدد حياة الإنسان، لافتاً إلى أن تكريم سمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان للعلماء دليل على الاعتراف بمجهوداتهم وعطائهم الكبير من أجل الإنسانية. وأشار إلى أن الدورة الثانية من الجائزة ستعقد في التاسع عشر من الشهر الجاري، مؤكداً أن الجائزة ساهمت في تحسين حياة مرضى الثلاسيميا في الدولة من خلال تطوير الخدمات المقدمة وافتتاح مراكز جديدة للثلاسيميا في إمارتي الفجيرة ورأس الخيمة، لافتاً إلى أن هناك خطة لافتتاح مراكز مماثلة في الإمارات الأخرى مستقبلاً. وبين أن القطاع الصحي في الدولة يحظى باهتمام القيادة الرشيدة والحكومة التي لم تدخر وسعاً في توفير أفضل سبل الرعاية الطبية للمواطنين والمقيمين ولذلك أنشأت المستشفيات وجهزتها بأحدث المعدات ووفرت لها الكوادر الطبية المؤهلة في جميع التخصصات. انعكاسات سلبية وأكد الأمين أنه على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية دقيقة حول أعداد المصابين بالمرض في الدولة إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود ما يقرب من 2000 مريض بالثلاسيميا، في حيت يقدر أن 8.5% من سكان الدولة حاملون لصفة مرض البيتا ثلاسيميا. وأفاد بأن الثلاسيميا تعتبر من الأمراض المزمنة التي تترك انعكاسات سلبية اجتماعية واقتصادية ونفسية على المريض والأسرة، كما أنه من الأمراض المكلفة جداً، لافتاً إلى أن الإمارات من الدول التي توفر العلاج للمواطن والمقيم مجاناً رغم أن تكلفة علاج المريض الواحد قد تصل إلى أكثر من مليون درهم. وزاد أن العلاج الشافي لمريض الثلاسيميا هو زراعة النخاع في المراكز المتخصصة، مشيراً إلى وجود أكثر من 100 حالة مرضية زرعت النخاع، وتتابع الآن العلاج في العيادات المتخصصة في مركز الثلاسيميا. العلاج وأردف الأمين أن العلاج يتطلب نقل الدم بشكل شهري للحفاظ على هموجلوبين الدم بمستويات طبيعية، وتناول يومي للدواء أو حقن الديسفرال تحت الجلد لمدة 12 ساعة يومياً مدى الحياة لإزالة الحديد الزائد في الجسم قبل أن يتسرب في أجزاء مختلفة من الجسم، مشيراً إلى أن الإمارات كانت أول دولة على مستوى المنطقة في ادخال دواء الأكسجيد الذي يعتبر بديلاً للديسفرال، حيث يتناوله المريض مرة يومياً عن طريق الفم وهو عباره عن أقراص تذاب في الماء. وبين الأمين العام لجائزة سلطان بن خليفة آل نهيان العالمية للثلاسيميا أن تكرار نقل الدم يؤدي إلى زيادة نسبة الحديد في الجسم، وهشاشة في العظام، وضعف عام في الجسم، وتأخر البلوغ، وتغير في شكل عظام الوجه والفكين. لافتاً إلى أن إهمال علاج المرض يؤدي إلى فقر دم شديد ومزمن، وتشوهات مستقبلية في عظام الرأس خاصة وسائر عظام الجسم عموماً، وترقق في العظام، وتأخر النمو الجسدي والعقلي، وتأخر في البلوغ، إضافة إلى تضخم الكبد والطحال ما يسبب تضخماً عاماً في البطن، ومشاكل في الأسنان، وضعفاً في المناعة.