يغري الحراك السياسي بعض الكتاب والمدونين. بأن يتحولوا إلى كائنات ناشطة تحاول أن تنتقد كل شيء، يتحول البلد في عيونهم إلى ترسانة من العيوب الكبيرة، لا يرون في كل ما يجري أي ميزة أو قيمة. يستهترون بكل القرارات والإجراءات ويحاولون دغدغة عواطف الناس بالضرب للدولة والنقد للسياسي من دون أي رؤية، ومن دون التوفر على برنامج تنموي، القصد كله في الشتم والبحث عن النجومية عبر ظهر الدولة. ومع حال التسامح الذي تقوم به الدولة تجاه منتقديها فإن هذه النماذج تتكاثر وتنتشر ولها أتباعها على الانترنت، وربما صح وصفهم بـ«المناضلين من منازلهم»، على حد تعبير المحامي عبدالرحمن اللاحم. المناضلون من منازلهم يعتمدون على لوحات المفاتيح، ويجيشون الناس وهم ممن يستفيد من الثغرات التي ينتقدونها. أحدهم يتحدث عن انتشار الفساد -وحق له ذلك- لكن ماذا لو أن الكشف عن الفساد وصل إلى محيطه التجاري؟! أو إلى استثمارات هو جزء منها؟! هل سيكون بنفس الحماس المهم للكشف عن الفساد وانتشاره وتفشيه وخطره؟! هذا سؤال لم يجب عليه المناضل من منزله، لأنه اعتبر حال «النشاط»، مقصدا وهدفا أساسيا حتى وإن عدمت الغاية، فهي مهنة من لا مهنة له، ومجد من لا مجد له! يسخر من يعتبر نفسه ناشطا من إجراءات هيئة البيعة، من زيارة أوباما، من أوامر تطبيق الأمن في البلاد، يعترض على الدولة بوصفها من وجهة نظره تخالف بعض الأحكام الشرعية، لكن أتساءل مع الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم «الرياض ليس فيها أماكن للخمور، ولا شواطئ عارية، فلماذا يصف الإخواني مع دول أخرى ضد الرياض»؟! هذا السؤال يكشف عصب الانتماء السياسي والحالة الحركية للناشطين في منازلهم! لكنهم يخافون، والله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، حين قننت الدولة حصار الإخوان اختفت إشارات رابعة، وعدلت الصور، وانخلعت قلوبهم، هذا هو الناشط المناضل من منزله، زئيره لا يتعدى حدود غرفته.