** حين تسير الأمور في سياقاتها الطبيعية والمنطقية، يصبح من الطبيعي والمنطقي بالتأكيد، أن تختفي علامات الاستفهام والتعجب، ومعها تختفي مظاهر الضجيج والصخب، والتعاطي الهستيري التي تحدث عادة كنتيجة حتمية لوجود خلل ما في المسألة أدّى بالتالي إلى طغيان ظهور تلك المظاهر كما حدث خلال الموسم الماضي الذي سبقه بشكل عجيب ينم عن أن ثمة أشياء قد عصفت بمنطقية المعادلة، وقلبت الموازين، وهو ما أوجد تلك الحالات التعاملية (الفجّة) التي واكبت سير الأمور بتلك الطريقة التي ظل التحكيم هو اللاعب الأول والأبرز في توجيه دفتها من محطة إلى أخرى!!. ** بطبيعة الحال الحديث عن صدارة الدوري خلال مراحله الأولى كمؤشر على الأهلية المطلقة للحصول على اللقب، إنما يعتبر في أعراف العقلاء (مراهقة) لا تستند إلى منطق كرة القدم، وأن القياس على ما حدث خلال الموسم الماضي والذي قبله هو قياس خاطئ، ولا سيما في حال اختلاف اللون؟!!. ** ولأن الأمور تسير هذا الموسم حتى الآن، وإلى حدٍ بعيد، سيرًا طبيعيًا سواء من حيث المنطقية، أو من حيث الأهلية في احتلال المراكز.. لهذا لم نقرأ أو نشاهد تلك العناوين الصاخبة من عيّنة (لا تكلمني) وأخواتها من المحدثات اللفظية المراهقة والطارئة، لأن الأمور ببساطة تسير في سياقاتها الطبيعية - كما أسلفت - .. بمعنى أن من يتبوأ مركز صدارة الترتيب لم يكن في أي يوم من الأيام طارئًا، أو متطفلاً على المركز، أو أنه قفز إليه في غفلة من الزمن، لذلك فهو يتعامل هو وعشاقه مع المسألة بكل تواضع، ودون ضجيج، يتعامل معها كأحد موروثاته، ووفق ثقافته الأزلية التي لها معطياتها وشروطها وفلسفاتها، ولها محاذيرها وتحسباتها أيضًا. ** هذا الوضع الطبيعي - أعني تدنّي مستوى الضجيج - هو ما تحتاجه كرتنا في هذه الآونة تحديدًا وبشكل عام في سبيل إخراجها من أزماتها المتراكمة المتمثلة في جملة من العوامل التي تعترض طريق عودتها إلى ما كانت عليه، والسير بها إلى حيث يجب أن تكون. ** لعل أحد أهم تلك العوامل والمعضلات هي إفراغ ساحات وميادين التباري والتنافس على تقديم الأفضل والأجمل، أداءً وعطاءً وبذلاً.. إِذ تم تحويل تلك المهمات من الميادين والساحات إلى دكاكين الفضاء التي حوّلت المسألة هي الأخرى إلى سوق للتباري والتنافس على عرض بضاعتها الرديئة، من خلال الحرص على استقطاب أصحاب السحنات المغسولة بـ(...) والألسن الطويلة التي تبرع كثيرًا في فن الردح والثرثرة، التي لديها الاستعداد للاستمرار في ممارسة وظائفها تلك على مدار اليوم والليلة دون توقف - ولا أعمم -، وبذلك تحولت تنافساتنا واهتماماتنا وحماسنا إلى (تهريج وتهييج وتأجيج) في سوق برامجي فضائي مستحوذ ومكتسح، الخاسر الأكبر فيه كرتنا وتنافساتها!!. شوارد: ** شكرًا للحازم الصارم (محمد بن سلمان).. شكرًا أيها الأمير بحجم القيمة الكامنة في معنى كلمة (رجل) إذا عَزّ الرجال، وكفى. ** (والله) ما ذرفت دمعة واحدة فرحًا بمباراة، أو حزنًا على أخرى منذ أن تورطت في عشق (الكورة) منذ نصف قرن.. ولكنها خانتني عبرتي عندما شاهدت التاريخ الناصع (محمد الشلهوب) يمشي على عكازين، وبركبة محاطة بالجبيرة.. ذلك المشهد الذي أعاد إلى ذهني مشهد إنهاء حياة (نواف التمياط) الكروية بواسطة (نور)، ومن قبله مشهد تحطيم ساق لاعب فريق الرياض (أحمد زايد) بواسطة كاسحة السيقان (محمد الصحفي)؟!!. ** لو لم يتحقق من مكاسب الاحتجاج الهلالي سوى كشف المزيد من سوءات اتحاد (نيشيمورا) واتحاد (عيد)، وما يكتنف نتاجهما من المضحكات المبكيات، لكان كافيًا، فشكرًا للإدارة الهلالية على تكفلها بهذه المهمة ونجاحها فيها؟!!. ** تخيل أن لدينا (سركال)، تخيل فقط؟!. ** (ميكي ماوس) زعلان هذه الأيام من التحكيم فيما كان العام وقبل العام يمارس وضع الميت تارة، و(رشّ) النصائح بتقبل قرارات وأخطاء الحكام تارة أخرى، فقط لأن المتصدر الآن ليس المتصدر العام وقبل العام، علمًا أن فريقه كان الأقرب لتحقيق اللقب الموسم الماضي ولكن!!!. مقالات أخرى للكاتب من يهن يسهل الهوان عليه؟! مع ذلك سيظل الزعيم أنتم لها يا زعماء مبارك فوز الأخضر ولكن؟! الكرة في ملعب الزعماء