سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، اليوم، الضوء على لجوء إبراهيم رئيسى مرشح التيار المتشدد للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرر اجراؤها الشهر المقبل إلى استخدامه تكتيكات غير تقليدية فى حملته الانتخابية، من أجل كسب أصوات الناخبين من الاتجاهات الأخرى وتوسيع قاعدته الانتخابية.وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن «المرشح الرئاسى الإيرانى المتشدد إبراهيم رئيسى كشف عن سلاح مفاجئ فى ترسانة حملته الانتخابية ألا وهو زوجته»، مضيفة أنه «فى خطوة لم يسبق لها مثيل لرجل دين محافظ يشغل منصبا سياسيا، نشر رئيسى مقطع فيديو على مواقع وسائل التواصل الاجتماعى أشاد فيه بزوجته جميلة علم الهدى، الاستاذة فى جامعة الشهيد بهشتى، بوصفها نموذجا للمرأة العاملة الناجحة.ونقلت الصحيفة عن رئيسى قوله فى مقطع الفيديو: «عندما أعود إلى البيت ولا أجدها، لا ألقى بالا، وعندما لا أجد عشاءً معدا لى، لا أهتم، فأنا أعتقد صدقا بأن عملها يساعدها ويساعد البلاد... وبأن لديها تأثيرا».ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة تعد محاولة من رئيسى للوصول إلى ناخبين خارج التيار المتشدد الذى يمثله، مع اقتراب موعد الانتخابات فى 17 مايو المقبل، مشيرة إلى أن بعض المراقبين للشأن الإيرانى رأوا فى هذه الخطوة دليلا على الصعوبات التى يواجهها للتغلب على منافسه الرئيس الحالى حسن روحانى. وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن المحللين المقربين من التيار الإصلاحى يعتقدون أن رئيسى، نائب النائب العام السابق، هو المرشح المفضل لدى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله على خامنئى، وأنه يمثل تحديا جديا للرئيس روحانى فى الانتخابات.وقالت الصحيفة إن «رئيسى يفتقر إلى الخبرة السياسية، كما أنه لا يحظى بشعبية بعد أن ظل يعمل لسنوات طويلة فى السلك القضائى وبعيدا عن الأضواء».وأوضحت الصحيفة أن الجناح الدينى المتشدد، الذى يدعم رئيسى، هو أيضا فى حالة انقسام وغياب قيادة منذ هزيمته فى انتخابات عام 2013 التى جاءت بروحانى إلى سدة الرئاسة.كما أشارت الصحيفة إلى وجود صراع على السلطة داخل المعسكر المتشدد، الذى تقدم بثلاثة مرشحين للتنافس فى هذه الانتخابات الرئاسية، الأمر الذى يحد من فرص رئيسى للفوز.ويتنافس رئيسى على أصوات التيار المتشدد مع عمدة طهران القوى، محمد باقر قاليباف، الذى جاء ثانيا فى الانتخابات السابقة بعد روحانى، ويعتقد بعض أنصار التيار المتشدد أن قاليباف (55 عاما)، أكثر خبرة سياسية وله حضور شعبى، ما يعطيه فرصا أكبر لهزيمة روحانى.وخلصت الصحيفة إلى أن التيار المتشدد يسعى لتجنب ما حدث فى انتخابات عام 2013 عندما شتت مرشحو التيار أصواتهم، عبر اظهار موقف موحد بانسحاب مبكر للمرشحين الآخرين لمصلحة المرشح الأكثر حظا فى صناديق الاقتراع، ولكن لم يؤكد رئيسى أو قاليباف بعد التزامهما بمثل هذا الاتفاق.