•• هناك من يسرقون "مشاعرنا" ويكذبون علينا.. •• وهناك من يسرقون "أموالنا".. ويتاجرون بحقوقنا.. •• وهناك من يسرقون "نجاحاتنا" الفردية ويُجيِّرونها لأنفسهم.. •• وهناك من يسرقون "سعادتنا".. ويورثوننا "الشقاء".. ولا تتحرك ضمائرهم.. أبداً.. •• والأخطر من كل ذلك.. أن هناك من يحاولون سرقة أوطاننا منا.. وتهجيرنا إلى المجهول..(!!) •• هذا النوع المتعدد الأشكال من السرقات.. خطير للغاية.. •• فهو إما أن يشككنا في سلامة الفكر الصحيح الذي أوجبته عقيدتنا.. علينا.. •• وإما أن يوسع الشقة بيننا بإثارة الكثير من القضايا الخلافية بين مذاهبنا.. •• وإما أن يخلق لبعضنا مرجعية أخرى لزعزعة ارتباطه بالأرض.. وبالوطن.. وبالمجتمع الذي نحن فيه.. ••وإما أن يحولنا إلى أناس لا صلة لهم بأي هوية بهدف التأثير فينا.. وضربنا في الصميم.. بإضعاف صلتنا بالوطن الذي نحن فيه.. •• وبالتأكيد فإن هذا النوع الاخير من السرقات هو الأخطر.. والأصعب.. •• لماذا؟! •• لأنه يجعل الواحد فينا يعيش في "مهب الريح".. •• فلا هو يشعر بالانتماء إلى الثقافة.. التي هو جزء منها •• ولا يُحس بالارتباط بالأرض التي يعيش عليها.. •• ولا هو يُحسُّ بأنه جزء من الجماعة التي هو فيها ومنها.. •• ولا هو يدين بالولاء لمن يعيشون له.. ومعه.. ومن أجله.. •• وبمعنى أشد قسوة.. فإن هؤلاء "اللصوص" يدفعون الشعوب إلى حالة من "التمزق" و"التحلل" و"الخواء" بحيث لا تعود تشعر بقيمة الأشياء ولا بعمق الارتباط، ولا بعظمة المكان والزمان.. والإحساس بقيمة الأوطان..(!!) •• هذا الخطر "الماحق" و"الساحق" و"المدمر" يبدو وكأنه سمة المرحلة التي نحن فيها الآن.. •• والأخطر من ذلك أن نظل في حالة "توهان".. •• فلال نحن بالذين نصحح مفاهيمنا الفكرية الخاطئة.. •• ولا نحن بالذين نُعالج الأخطاء التي تباعد بيننا وبين تعزيز الولاء والارتباط بالأرض.. ومن.. وما عليها.. •• ولا نحن بالذين نقول كفى للمفاسد والانحرافات.. التي يستثمرها الأعداء بحنكة فائقة.. •• وإذا نحن تغاضينا عن كل هذه الأنواع من "السرقات" فإننا نكتب نهايتنا بأنفسنا.. •• وتلك هي المصيبة.. التي لا يجب أن نسمح لها بأن تُحيق بنا..(!!) ضمير مستتر: •• كل شيء قابل للتعويض.. إلا الأوطان.. فإذا غفلت عنها الشعوب.. فإنها لا تستطيع استردادها إلى الأبد..