محمود عبدالله (أبوظبي) ولد القاص والروائي والصحفي الفلسطيني الساخر رشاد أبو شاور في 15 من حزيران عام 1942م، في قرية ذكرين قضاء الخليل، غير أن اسمه وحياته وإبداعه وشهرته، ارتبطت جميعها بالمنفى الفلسطيني. ففي عمّان ودمشق وبيروت وصنعاء وتونس تفجّرت رؤاه الإبداعية، كما وجد فيها ضالته التخييلية. وبإمكان المهتمين بعلاقة المبدع بالمكان أن يتخذوا الآن من هذه التجربة، مجالاً للتنظير والرصد والمقاربة. وقد بقي أبو شاور وفياً لهذه المدن، التي استوحاها في جُل أعماله، وفياً لأمته العربية وقضاياها ومستقبلها، سعيدا بتواجده في العاصمة أبوظبي، وتحديدا لتسلم «جائزة القدس الثقافية للعام 2015»، خلال فعاليات النسخة السادسة والعشرين لمؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وقد منحت له الجائزة من قبل المكتب الدائم للاتحاد، خلال اجتماعه في مدينة طنجة المغربية في الفترة من 4 إلى 8 يونيو الماضي، عن مجمل إنتاجه الأدبي المتنوع بين القصة القصيرة والرواية والمسرح والدراسات الأدبية والنقدية، وقد منح أرفع جوائز الاتحاد من بين 24 متنافساً لاعتبارات ذات صله بتميّزه في طبع المشهد الأدبي العربي بلون خاص يشهد له به جمهرة نقاد الأدب، وخصوصاً ما يتصل منه باهتمامه الوفي باستيحاء القضية الفلسطينية في كتاباته القصصية والروائية، ما يضفي على أعماله نكهة إبداعية خاصة يتميز بها أبو شاور في كتاباته، وفي انتصاره لعوالم المهمشين والمقهورين، اجتماعياً ونفسياً وفكرياً وإنسانياً. في حديث خاص لـ«الاتحاد» عبر أبو شاور عن تقديره لدولة الإمارات واستضافتها لهذه النسخة من المؤتمر، من خلال جهود اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، «الذي يقدّم لي قيمة هذه الجائزة في أجمل العواصم أبوظبي وأكثرها انفتاحاً على الحوار الثقافي العالمي»، وقال: سعادتي مضاعفة بتسلم هذه الجائزة هنا، ووسط مئات المثقفين والمفكرين وفي احتفالية استثنائية لا تضاهى، حيث التقدير الأوفى للكلمة والإبداع. وقال أبو شاور عن كتاباته وآخرها كتاب بعنوان «الكنعاني» وصدر في عمّان: كل ما أكتبه يذهب إلى هدف واحد: التعبير عن آلام الشعب الفلسطيني ومعاناته، وعن هموم أمتنا والتحديات الجسيمة التي تواجهها، وأهمها العنف الفكري. وشدّد على أهمية أن يتبنى الاتحاد وفروعه خطاباً ثقافياً جديداً معاصراً مؤثراً، ضمن مشروع حوار الثقافات للتّصدي للإرهاب والعنف الفكري والكتب والكتابات التحريضية الموجّهة. وفي ردّه عن سؤال حول هدفه من الكتابة بعد كل هذه السنوات؟ أجاب: أنا الآن، كما في كل وقت أواصل الكتابة.. والقراءة طبعاً، وأريد من الكتابة (شرف الكلمة) أن تفتح عقول الناس، وضمائرهم، وتصرخ بهم حتى لا يذهبوا إلى الهاوية! وأحلم بثورة عربية تقتلع «الاحتلال الإسرائيلي»، وتوحد الأمة العربية في دولة عربية واحدة، يعيش فيها، وعلى أرضها مشرقاً ومغرباً إنسان عربي حر سيّد يتمتع بالكرامة والحرية والكبرياء في وطنه الكبير.