×
محافظة المدينة المنورة

جود خضعت للجراحات المتاحة.. والإصابات الشديدة لا علاج لها

صورة الخبر

لن نتحدث عن سيرة هذا الزعيم المناضل نيلسون مانديلا،الذي لا يقل عن غاندي ومارتن لوثر كينج وعمر المختار وغيرهم من العظماء في التاريخ.،كونه تحدث عنه وأثنى عليه الجميع بل إن التاريخ تحدث وسوف يتحدث عنه لعقود طويلة فهو بالفعل لا يحتاج إلى تعريف ولو أنه يستحق ذلك.ولكن سوف نختصر سيرة هذا الرجل العطرة بأنه ناضل بشكل سلمي بعيدا عن العنف والقتل والتفجيرمن أجل تحقيق مطلب وحيد شرعي يتمثل بتحرير شعبه من عبودية البيض وحكم الفصل العنصري apartheidوالعيش بشكل متساوٍ مع البيض في الحقوق والواجبات.إذن هذا هو الظلم الأول الذي عانى منه مانديلا،وهو في الواقع ليس ظلماً وقع عليه شخصيا بل ظلم وقع على شعبه هو نفسه تحمله بالكامل ودفع ثمنه زهرة شبابه قضاها في السجن لأكثر من ربع قرن من الزمان.وعندما أصبح رئيساً لم يستمر بل أفسح المجال لغيره بأسلوب ديمقراطي حضاري ينم عن حبه الشديد لشعبه ووطنه الذي عانى من ظلم حكومة عنصرية لا تؤمن إلا بالجلد الأبيض وماعداه من ألوان فليذهبوا إلى الجحيم؟! نيلسون مانديلا يلقب بـ"ماديبا"وهو ينحدر من قبيلة "الهوسا"في أفريقيا الجنوبية،والتي كان والده،الذي توفي وهو صغير،يرأس تلك القبيلة تولى رئاستها بعده ابنه مانديلا.تزوج مانديلا من أرملة رئيس موزمبيق بعد أن طلق زوجته "ويني" المتهمة من خلال التحقيقات بتهم منها إختفاء شابين كانا معها في آخر مرة،وكذلك اختطاف وقتل الطفل"ستومبي سيبي"صاحب الأربعة عشر عاما وأربعة آخرين كما تشير إليها الوثائق.الظلم الثاني الذي تعرض له مانديلا هو بعد وفاته،وهذا هو بيت القصيد في هذا المقال والذي يتمثل في البعض من الزعماء والأنظمة الدكتاتورية الذين يحاولون أن يختطفوا مكانة هذا الرجل وتجييرها لأنفسهم بالتباكي عليه وكيف أنه زعيم مناضل إكتسب شهرته من حبه لشعبه ووطنه والنضال من أجل تحريره من طغيان البيض وحكمهم الجائر؟!البعض من الزعماء يحاول أن يكونوا مثل مانديلا وذلك من خلال الثناء عليه كمناضل ضد العنصرية والإستعباد والنأي بأنفسهم من كونهم طغاة وتناسوا أن شهرة هذا الرجل وقوته أنه كان يناضل من أجل شعبه وليس ضد شعبه كما فعل المتباكون عليه؟!فهم يعظمون ويمجدون بهذا الرجل،وهو بالفعل يستحق ذلك، ولكنهم تناسوا أن البعض منهم مثل هولاكو التتري في الوحشية وسفك دماء الشعوب فما بالك بشعوبهم وأوطانهم التي يحكمونها بالحديد والنار وترويض شعوبهم بأقذر أسلحة الدمار الشامل بالكيماوي؟!والأمثلة واضحة من قذافي ليبيا الذي أنقذه نيلسون مانديلا والسعودية وتوسطهم لدى أمريكا مع الرئيس السابق بيل كلينتون عندما تورط في حادثة لوكربي وأسقط طائرة الـ"بان آم" المدنية وأزهق أرواح أبرياء، ولولا توسط مانديلا والسعودية في عهد بيل كلينتون لوجد القذافي طائرات ودبابات رامسفيلد،وزير الدفاع الأمريكي السابق،في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش"جنيور" تصول وتجول في أجواء وشوارع طرابلس وغيرها من المدن الليبية؟!أما الدموي الآخر المرتمي في أحضان روسيا والصين وإيران وإسرائيل والغرب وبمباركة من طاغية العراق نوري المالكي وطاغية لبنان المرتزق حسن نصر الله الذي يحكم لبنان بالشبيحة والمليشيات والمرتزقة.البعض من الأنظمة والحكام لماذا لا يطبقون ما طبقه نيلسون مانديلا على شعوبهم بل لنكون متفائلين ونقول نصف ما طبقه مانديلا على الأقل ،عطفا على ما قاموا به من الثناء والتمجيد والتعظيم برجل لا يقل عنهم،فالفارق بينهم وبين مانديلا أن مانديلا يحترم بل يحب شعبه ووطنه فأحبه العالم أجمع وتلك الأنظمة وزعماؤها مارست الظلم والطغيان على شعوبها وأوطانها فكرهتها شعوبها ولعنتها بل لفظتها وجميع شعوب الأرض وبلدان العالم؟!هل نيلسون مانديلا خلقه الله شخصاً مختلفاً عمن ظلموه بالإعجاب به وهم يمارسون أبشع أنواع العنصرية على شعوبهم؟هل نحن بالفعل نعيش في الزمن الرديء كما يقول البعض؟عصر يكال فيه بمكيالين واحد للشعوب بالتعظيم بقادتها الذين ناضلوا من أجلها وآخر للشعوب الأخرى بالتحقير وظلمها وحرمانها من أبسط حقوقها في إختيار من يحكمهم ويتولى أمورهم؟هل يريد من يمجد نيسلون مانديلا القول بأنه لا يقل عن مانديلا في النضال من أجل تحرير شعوبها وهم من الطغاة الذين يريدون أن يحرروا كراسيهم من نضال الشعوب؟!ما نريد قوله والوصول إليه أن من يمجدوا الزعماء العظام،الذين خدموا شعوبهم،وهم يمارسون ضد شعوبهم عكس ما قام به أولئك الزعماء العظام فعليهم أن يخرسوا ألسنتهم،فهم آخر من يتكلمون عن أولئك العظماء الذين ضحوا بحياتهم من أجل شعوبهم وليس العكس من ضحوا بشعوبهم على حساب كراسيهم وزعاماتهم الذين سوف يكونون في مزابل التاريخ. sultama@hotmail.com twitter : @alangari_sultan تحياتي لجميع الأخوة الزملاء أسرة التحرير بدون استثناء. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (29) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain