عقب الإجراء الذي اتخذته إدارة القناة الرياضية تجاه المعلق محمد غازي بإنهاء العقد معه على إثر التجاوز الفادح الذي صدر منه أثناء تعليقه على مباراة الاتحاد والنصر، بمافيه من تأييد للسلوك غير الحضاري الذي أقدم عليه قلة قليلة من جماهير محسوبة على رئيس نادي الاتحاد المستقيل محمد الفايز، وعقب أيضا ماتم اتخاذه من قرارات مماثلة ضد المذيع الزميل عادل الزهراني وزملاء آخرين، فمن المؤكد أن (الأمن) الوظيفي لدى العاملين بقناة الوطن مفقود تماما، وفي نفس الوقت أن من سوف يسعى إلى استقطاب مقدمي برامج ومعلقين وكذلك ضيوف لهم علاقة بالكلمة سواء بعقود تبرم معهم أو متعاونين فإنهم سيكونوا في حذر شديد من الإقدام على التعامل مع إدارة القناة الرياضية مهما قدمت لهم من إغراءات مادية تفوق القنوات الأخرى، بعدما أصبح الانطباع السائد عند كافة الإعلاميين مخيفاً جداً وغير مطمئن بأي حال من الأحوال. - أكاد أتفهم جداً موقف إدارة القناة في لحظة حدوث تلك الأخطاء الجسيمة والقاصمة أمام الرأي، ثم الضغوط التي قد تواجهها من عدة أطراف، واتفق تماما على أن ماصدر من تجاوزات لايمكن السكوت عليها تتطلب اتخاذ موقف حازم وصارم من إدارة القناة ولكن سياسة(خذوه فغلوه) لم يعد لها في عصر الإعلام الحديث وحقوق الإنسان قبول، فهناك إجراءات نظامية من المفروض استخدامها تدريجيا، فعقوبة الفصل أو إنهاء العقد يبقى الحل الأخير بعد استنفاد كافة الوسائل والأساليب من عقوبات (تأديبية)، هذه الإجراءات معروفة ولاتعد اختراعاً إنما هي نظم إدارية تحكمها قوانين (مدنية) وليست(عسكرية)، وحتى العسكرية رغم صلابة وحدة أنظمتها وقوانين تضبطها إلا أنها لاتصل إلى قرارات تعسفية لاترحم تؤدي إلى(قطع الأرزاق)، خاصة أولئك الذين لاتوجد لهم أي مصادر من الدخل سوى دخل يحصلون عليه من وظيفة واحدة وهو رب أسرة، ومن المؤكد أن قرار الفصل الذي يتخذ ضدهم فيه(خراب بيوت) ودمار يلحق به وبمن يعولهم شرعا، ناهيك عن الالتزام بالتزامات مالية بناء على وضع مادي معين كيف به حياته المعيشية لفترة محددة الأجل. -لعل مايجب على إدارة قناة الوطن الاهتمام به وأخذه بعين الاعتبار أن معظم المذيعين والمعلقين هم من جيل من الشباب حديثي التجربة بالعمل الإعلامي، فرض وجودهم وقبولهم موهبة وضعت فجأة في مواجهة الإعلام المرئي، علما بأن البعض كانت نقطة انطلاقتهم عبر قنوات فضائية (خاصة) وحققوا شعبية جماهيرية ولم تكن توجد أي خطوط(حمراء)مثلما هو موجود في القنوات التلفزيونية (الحكومية)، كما أن غالبيتهم اعتمد على موهبته ولم يلتحق بأي دورات(تدريبية)، وهو أمر في غاية الأهمية، ولم يبلغ في تلك القنوات الخاصة بأي (محاذير) تلزمه باتباعها والتقيد بها وإلا أنه سيكون عرضة للجزاء، وهذا مايدعوني إلى مطالبة المسؤولين في هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى إقامة دورات تدريبية لهؤلاء الإعلاميين الشباب حتى وإن كانت لهم تجارب قصيرة. وأحسب أننا نتذكر الفكر الذي كان ينطلق به رئيس لجنة المعلقين زاهد قدسي(يرحمه الله) قبل ضم أي معلق لمهنة التعليق، ثم قائمة التعليمات التي كان يمر بها، وكانت بمثابة (دروس) يجب على من يقبل الاهتمام بها وحفظها عن ظهر قلب. -لهذا أتمنى من رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع ومدير عام القنوات الرياضية محمد باريان الاهتمام بكل هذه الجوانب الإدارية والنظامية والتنظيمية والإنسانية، والجزء الخاص بالتدريب يجب أن يأخذ نصيبه البالغ من الاهتمام والبدء فورا بالتخلص من سياسة (العصا الغليظة)، فقد ولى زمنها هي ما يندرج تحت مفهوم(خذوهم فغلوهم).. والله المستعان.