يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، حيث تزامنت سلسلة من العمليات التي نفذها الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة مع رد عسكري من إسرائيل، التي أضافت أكثر من 30 فلسطينياً لحصيلة الشهداء، فيما لقي 7 من اليهود الإسرائيليين مصرعهم. ومرة أخرى، هنالك حديث عن انتفاضة ثالثة، بمعنى انتفاضة هائلة للمجتمع الفلسطيني ضد احتلال أراضي دولته. لمثل تلك المخاوف المتعلقة بتصاعد الموقف أساس من الصحة، حيث أغلقت الشرطة الإسرائيلية أحد الأحياء العربية في القدس، بصورة جزئية، في محاولة لاحتواء موجة هجمات عفوية في المدينة، واعتمد وزير إسرائيل للأمن العام تدابير لتسهيل حصول الإسرائيليين على الأسلحة. كما أعلن عن فرض عقوبات أشد على عائلات أي من الفلسطينيين المتورطين في الهجمات. وعلى الأرجح، لا يجدر بأي من ذلك التخفيف من حدة الوضع الذي وصل مجدداً إلى نقطة الغليان. لقد كان الشعور بالعجز بين السكان الفلسطينيين هو الذي قاد إلى الانتفاضات السابقة، وهو أمر قائم اليوم بقوة. لقد فشلت 10 أعوام من السلام النسبي (داخل الأراضي الإسرائيلية، إن لم يكن في غزة أو الضفة الغربية) في التوصل إلى حل دبلوماسي أوثق للصراع. إن السلطة الفلسطينية، التي قلما كانت أضعف حالاً وهي تسيطر على الضفة الغربية، وتسعى للمضي قدما بقضيتها من خلال المواثيق مع الهيئات الدولية، كالمحكمة الجنائية الدولية، لم تتوصل حتى الآن إلى شيء. ومعظم المقومات موجودة لإحداث انفجار جماعي. وهذه المرة، فإن القيادة وحدها غائبة. ففي الغالب، كانت الهجمات عفوية حتى الآن، ونفذها شباب فلسطينيون ليست لهم صلة بالفصائل المسلحة.