×
محافظة المنطقة الشرقية

17 دولة تناقش علاج ذوي الإعاقة بـ 41 ورقة علمية في مؤتمر دولي للتأهيل بالمدينة المنورة

صورة الخبر

على طول الوطن العربي وعرضه تقام الكثير من المؤتمرات والملتقيات المتعلقة بالشعر العربي والرواية والقصة، وترصد كذلك جوائز مهمة هنا وهناك لكل من تلك الأجناس الأدبية، مما يعطيها حيوية وحضوراً، ومتابعة من طرف القراء والأدباء ووسائل الإعلام، ويبدو النقد الأدبي هو الغائب في تلك الاحتفاليات الأدبية، فلا تقام له ملتقيات أو مؤتمرات كبيرة، ولا ترصد له جوائز بحجم ما يرصد لتلك الأجناس الأدبية، وفي كثير من الأحيان فإن الاهتمام به يبقى رهين أروقة الجامعات أو مراكز البحث، ويقتصر على المتخصصين، وإذا حضر في الملتقيات الكبيرة أو الجوائز فإنما يحضر بشكل جزئي باهت، أي على الهامش في أكثر الأحيان، ويتساءل المرء لماذا هذا التجاهل للنقد الأدبي، ولمصلحة من؟ لو أن المؤسسات التي تنظم تلك التظاهرات الأدبية كانت مؤسسات نشرية ربحية خاصة، تريد استثمار نتائج تلك الملتقيات في إصدارات جديدة أو الترويج لإصداراتها وجذب القراء لها، لكُنّا عذرناها، لكنّ تلك التظاهرات تقوم بها مؤسسات ثقافية عربية غير ربحية، وهدفها البعيد هو خدمة الثقافة العربية، والمساهمة في تطويرها، وتشجيع التأليف، فلماذا لا توجِّه مثلَ ذلك الدعم إلى النقد والنقاد، وحاجته إلى الدعم لا تقل عن حاجة الإبداع الأدبي، وهو جزء لا يتجزأ من الأدب ، وتطوره مرهون بتطوره. ترجع حالة الركود الأدبي التي يعيشها الأدب العربي في جزء منها إلى غياب النقد الأدبي الذي يرشد الحركة الأدبية ويوجهها، فقد تراجع الاهتمام به كثيراً، وفقد ألقه الذي عاشه في فترات سابقة، حيث حظي النقد الأدبي منذ عشرينات القرن الماضي باهتمام شديد، وكان النقاد هم طليعة الساحة الأدبية، وقد استفاد الأدب العربي من ذلك كثيراً في بلورة المفاهيم الأدبية وتطويرها، وتسريع وتيرة الحداثة الأدبية وخلق ظروف للإبداع، وتربى الكثير من الشعراء والروائيين والقصاصين في أحضان أولئك النقاد، وكانت آراؤهم نبراساً لهم يسترشدون بها في صناعة الإبداع. ولعب النقد دوراً آخر هو الدفاع عن الإبداع وحراسة الجمال الأدبي من طغيان الطفيليين وأدعياء الأدب، فكانوا يكشفون بوضوح سخف بعض الكتابات التي تدعي الإبداع وقصورها عن أن تصل إلى مرتبه، وكان من السهل على القارئ أن يحدد الأدباء بمرجعية النقد من الأدباء الأصلاء الذين يستحقون أن يقرأوا من الأدعياء الذين لا شأن لهم بالأدب، ولا سبب لهم إلى الإبداع. لا يخفى على أي مطلع على الأدب أن ضعف النقد في العقود الأخيرة، وفتوره عن متابعة الساحة الإبداعية، هو الذي خلط أوراق الأدب، وجعل كل أحد يستطيع أن يدعي ما ليس له، ويسطو على غيره، ويستغل الوسائل المتاحة له للترويج لنفسه، ويرتقي في سلم الوجاهة الأدبية فيصبح مبدعاً من غير أن يكون له إبداع، وقد انعكس ذلك سلباً على الأدب، بأن أفقده ثقة القارئ الذي انصرف عنه لقراءات أخرى تبدو اليوم أكثر فائدة له. محمد ولد محمد سالم dah_tah@yahoo.fr