عواصم الخليج، وكالات: انتهى اجتماع فيينا الدولي حول سوريا الذي عقد على المستوى الوزاري بمشاركة الإمارات و16 دولة، إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للبحث عن حل للأزمة السورية، من دون التوصل إلى حل الخلافات الجوهرية، وفي مقدمتها عقدة الرئيس السوري بشار الأسد، من حيث بقائه في السلطة أو مشاركته في المرحلة الانتقالية، وشارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في الاجتماع حول سوريا الذي عقد أمس في فيينا بمشاركة دولية وإقليمية. كما حضر الاجتماع فارس محمد المزروعي مساعد وزير الخارجية للشؤون الأمنية والعسكرية. وجرى الاتفاق حول العديد من النقاط المهمة، ما استدعى الإعلان عن توجه لعقد اجتماع جديد خلال أسبوعين، في وقت ارتكبت قوات النظام السوري مجزرتين جديدتين في دوما بريف دمشق وفي مدينة حلب. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن القوى الكبرى توافقت على ضرورة الحفاظ على الدولة السورية، كما اتفقت الدول المشاركة على الطلب من الأمم المتحدة رعاية وقف إطلاق نار في سوريا، لكنه أكد استمرار الخلافات مع روسيا وإيران حول مصير الرئيس السوري. وجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يوجد اتفاق على مصير الأسد، وعلى السوريين تحديد مصيره، مشيراً إلى التوصل لاتفاقات مهمة بشأن محاربة تنظيم داعش وجماعات إرهابية أخرى، وقال نريد منع الإرهابيين من السيطرة على السلطة في سوريا. وفي بيان مشترك صدر عقب الاجتماع، دعت أطراف المحادثات الأمم المتحدة لجمع الحكومة والمعارضة السورية من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحداً. وأكد البيان أنه لا تزال هناك خلافات جوهرية، لكن المشاركين اتفقوا على الإبقاء على سوريا موحدة. وبموازاة ذلك، أعلن مسؤول أمريكي أمس، أن الولايات المتحدة سترسل أقل من 50 (بين 20 - 30) عنصراً من القوات الخاصة إلى شمال سوريا للمشاركة ميدانياً وتقديم المشورة للمعارضة المعتدلة. وأشار إلى أن واشنطن ستقدم مساعدة أمنية للأردن ولبنان، وأن الجيش الأمريكي سينشر طائرات هجومية من نوع إيه-10 ومقاتلات إف-15 في قاعدة جوية تركية، وتعقيباً على ذلك، أكد البيت الأبيض أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لم تتغير رغم قرار إرسال عدد محدود من القوات الخاصة على الأرض. وبالمقابل، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إنه لا يمكن لأي دولة استخدام القوة العسكرية في سوريا من دون أن تحصل أولاً على موافقة الحكومة السورية. واعتبر مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر في مقابلة مع شبكة سي إن إن الإخبارية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يملك استراتيجية على المدى الطويل في سوريا وأنه يرتجل قراراته فيها يوماً بعد يوم. يأتي ذلك، فيما قتل 90 شخصاً بينهم 17 طفلاً، وأصيب عشرات آخرون، أمس، في قصف للنظام السوري على مناطق تسيطر عليها المعارضة، فقد قتل 57 شخصاً بينهم 5 أطفال في قصف استهدف سوقاً في مدينة دوما، أحد أبرز معاقل فصائل المعارضة في محافظة ريف دمشق، في حين قتل 32 شخصاً بينهم 12 طفلاً جراء غارات جوية شنتها طائرات حربية على أحياء عدة تحت سيطرة الفصائل في مدينة حلب. وكثفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها في سوريا ووجهت ضربات إلى 118 هدفاً في عدد من المحافظات السورية خلال الساعات ال 24 الأخيرة، وأعلن الجيش الروسي أنه دمر 1623 هدفاً منذ بدء تدخله العسكري في سوريا قبل شهر.