للعُلَمَاء في استغلَال الوَقت لِطَلَب العِلْم؛ قصَص وأعَاجيب، وحِيَل وألَاعيب، وإليكُم شَيئًا مِنها..! وقَبل البدء، أَتذكَّر أنَّني حِين كُنتُ طِفلًا؛ أَرْتَع وأَلْعَب في حي المصَانع بالمَدينة المُنيرة، كُنتُ أُشَاهد بَعض مَشايخنا «الشَّنَاقِطَة»؛ يَمشون مِن الحَرَم إلَى بيوتهم، وكُلّ مِنهم يَسير خَلفه تلميذ؛ يَستظهر آخر مَا حَفَظ مِن القُرآن، حتَّى إذَا وَصَل البَيت يَكون استَظْهَر النَّص كَاملًا..! ومِن قصَص العُلَمَاء في استغلَال الوَقت، أنَّ الإمَام «ثعلب النحوي» كَان إذَا دَعَاه أَحَد يُجيب الدّعوة، بشَرط أنْ يَكون في المَجلس بَين المدعوّين؛ ومَعه كِتَاب يَقرأ فِيهِ، حَيثُ يُروَى عَنه (أنَّه كَان لَا يُفارقه كِتَاب يَدرسه، فإذَا دَعَاه رَجُل إلَى دَعوة، شَرَط عَليه أن يُوسِّع لَه مقدَار مسورة –أي مُتّكأ مِن الجِلْد-، يَضع فِيها كِتَابًا ويَقرأ)..! ومِن الغَريب أنَّ وَلع الإمَام «ثعلب النحوي» بالكِتَاب؛ كَان سَبب مَوته، حَيثُ رُوي أنَّه (خَرَج ذَات يَوم جُمعة مِن الجَامع بَعد العَصر، وكَان قَد لَحقه صمَمٌ، لَا يَسمع إلَّا بَعد تَعب، وكَان في يَده كِتَاب يَنظر فِيهِ في الطَّريق، فصَدمته فَرَس أَلقته في هُوّة، فأُخرج مِنها وهو كالمُختلط -أي مُشوّه العَقل-، فحُمل إلَى مَنزله عَلى تِلك الحَال وهو يَتأوّه مِن رَأسه، فمَات في اليَوم الثَّانِي)..! * حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي التَّذكير بقِيمة الوَقت، ذَلِك السَّائِل الذي يَتسَاوى في امتلَاكه الفَقير مَع الغَنِي، ولَكن كُلّ مِنهما ينفقه وفق احتيَاجَاته..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com