دعا رامز شحادة، نائب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة بوز ألن هاملتون، إلى ضرورة إنشاء إطار واضح المعالم لتحديد مستوى ذكاء الخدمات العامة في المدن المعاصرة، وذلك في كلمة ألقاها أثناء فعاليات مؤتمر سمارت كون 2015 الذي تستضيفه دبي، حيث أشار شحادة في سياق حديثه إلى تقرير كانت قد نشرته بوز ألن تحت عنوان المدن الذكية: بوابة إلى الحياة الرقمية داعياً إلى اعتماد معايير موحدة لقياس الذكاء، كي يتم الرجوع إليها في تقييم الخدمات والمبادرات التي تطلقها الحكومات، والقطاع الخاص على حد سواء. توصي الشركة بأن يتم تقييم ذكاء الخدمات ومستوى امتيازها وفق الفئات الأربع التالية: متصل، ومتكامل، وشخصي واستباقي، حيث سيساعد هذا الإطار على تطوير الاستراتيجيات الانتقالية، واستنباط أساس موحد ومتفق عليه لتحديد الذكاء. وقد لفت التقرير إلى أن تحسين مستوى المعيشة في المدن الذكية يتوقف على الفهم الدقيق لسلوكات مكوناتها، لذلك يعتبر تحليل البيانات الضخمة للمدن أداة جوهرية في فهم هذه السلوكات، وتحديد سبل التعامل معها. وقال شحادة: إن اعتماد منهجية شاملة ومتمحورة حول المواطن في تطوير المدن من شأنه أن يسمح للمسؤولين بتحقيق وعودهم بتوفير حياة أفضل، وزيادة مستويات الإنتاجية، وتحسين مستوى الابتكار، مما يثمر بالتالي برفع مستوى الرفاهية بشكل عام. وأضاف شحادة: أن أفضل صيغة يمكن اعتمادها هي الخدمات الذكية ذات الطابع التنبؤي، التي تسمح للهيئات المعنية بتحويل المعلومات الميدانية التي تصلها إلى رؤى تنبؤية، مما يمكن هذه الهيئات من اتخاذ خطوات عملية استباقية. وغالباً ما يكون ذلك مدعوماً ببرنامج تحليل خاص يهدف إلى تقييم الطرق الحالية. وكلما ازداد مستوى ذكاء الخدمات على هذا المقياس، كانت المدينة أذكى ككل. وفي الواقع، إن ما نراه الآن من زيادة في مستويات ذكاء المدارس، والمرافق العامة، وقطاعات التجارة والرعاية الصحية والنقل والسلامة هو باكورة لما سيكون متاحاً في المستقبل. وقد وجه التقرير دعوته للحكومات وموفري خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى أنحاء العالم إلى تحديث وتطوير البنية التحتية الحالية بهدف تعزيز نمو البنى التحتية الرقمية التي ستدعم الخدمات الذكية بدورها. كما أوضح أن الاستفادة من أحدث تقنيات القرن الحادي والعشرين ستساعد صانعي السياسات على مواجهة ما تفرضه التنمية العمرانية من تحديات على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية كافة . ويؤكد التقرير أيضاً ضرورة أن يشمل ذكاء الخدمات مجالات هامة أخرى مثل الحفاظ على بساطة واجهات المستخدمين وطابعها الشخصي، وتوفير تطبيقات أكثر ذكاء.