أجدها فرصة لأكتب عن طموح فتاة من بلادي قررتْ أن تفتح حضانة نهارية، وعملت على الحصول على التراخيص الورقية لكنها شعرت أن ثمة أموراً غير التراخيص والتمويل تقف عثرات في طريق باقي طموحها. وهي أشياء – كما نعرف – لا ينفع معها البذل وطول التفكير والتخطيط، عقبات وعثرات مصدرها المجتمع ذاته، أو أطراف المشروع الأخرى، غير التمويل والرخصة والحماس المفعم بالوطنية. تُواجه تحديات لا يمكن تصنيفها، أو لنقل أسئلة يصعب الجواب عليها أو إنهاؤها بقرار إداري يصدر من هنا أو هناك. تقول الشابة إن معاناتها تتمثل في أنها توظف حاضنات سعوديات، ولا تشترط شهادة وراتب ثلاثة آلاف ريال ودوام 8ساعات وعانت من كون المتقدمات رغم أنهن بحاجة ماسة للوظيفة عندهن تسيب وعدم تحمل مسؤولية. ولاحظت أن هذا الطبع يزيد كلما زادت حاجة الموظفة للراتب. ثم ترى صاحبة المشروع أن تكون مساعدات الجمعيات الخيرية مشروطه لكن"مادام الشعب بياكل ببلاش والجمعية بتسدد إيجار بيته وهو منبطح أكيد ماحيشتغل"ليش كنا منضبطين ونحس بالمسؤوليه بالرغم من أن حياتنا ما كانت متوقفة على الراتب وهذول بيموتون عليه وماعندهم أي انضباط". والذي أراه أن الحياة العملية عندنا في هذه المنطقة من العالم صعبة المراس وأي مشروع مهما كان هدفه يواجه عقبة أو حائلاً، وتختلف التحديات ولكن عندنا في الشرق بزيادة. والسبب فقدان المرجعيات التي قد تعطي ضوءاً وتسهل طريق المتحمس، أيضاً فقدان النظم العصرية التي تُوضّح أن التسيب وترك الخدمة الفجائي أو المساومة خارج العقد أمور ليست تخدم المهنيّة ولا الرقيّ. فالمُتسيب يمكن أن يثير قضية لدى الجهات الحقوقية والعمالية ويدّعي الفصل التعسفي. ولو وُجد أن دعواه كيدية وليست حقيقية لا يجد العقاب الرادع. في الغرب يحمّلون صاحب الدعوى الكيدية أو المتخلّي عن عمل عُهد به إليه، أو ترك المقر دون إنذار مُسبق، يحملونه كل مصاريف القضية وتعويض المتضرر عما لحقه من ضرر. وأعود إلى صاحبة المعاناة لأقول ما قاله المتنبي: على قدر أهل العزم تأتي العزائمُ وتأتي على قدر الكرام المكارمُ وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائمُ