كشف العائدون من جنوب السودان إلى السودان عن أوضاع مأساوية بسبب الحرب التي وصفوها بالقبلية، وقال بعضهم إنهم نادمون على تصويتهم لصالح الانفصال. ورغم الترحاب الذي وجدوه من السودانيين عند عودتهم باعتبارهم لاجئين فإنهم يشعرون بالأسى لفقدانهم الوطن، ومنهم من فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم أيضا. وتقول أنجلينا -التي فرت من جنوب السودان مع أطفالها الستة إلى السودان- إنها قضت عامين في جنوب السودان عاشت خلالهما مع أطفالها جحيم الحرب والقتل، وانتهت بموت العديد من الذين ذهبوا إلى جنوب السودان ودفنت معهم أحلامهم بالدولة المستقلة. كانت أنجلينا من الذين صوتوا لانفصال الجنوب، وكانت تمني نفسها بحياة مستقرة في وطنها الجديد كغيرها من الجنوبيين، لكن أحلامها ذهبت أدراج الرياح. وتقول "ندمت أشد الندم، ولن أذهب مرة أخرى إلى جنوب السودان.. لو رأيت كيف ذبحوا جداتنا ما كنت تتخيلأننا وصلنا السودان". والعائدون من الجنوب استقبلتهم حكومة السودان هذه المرة بصفتهم لاجئين وفقا للقانون الدولي، وهم يتحدثون عن جرائم وفظائع ارتكبت بحقهم ولم يسلم منها حتى الأطفال. وتقولإحدى العائدات"الموت كثير جدا.. الناس تم دفنهم في مكان كبير جدا.. الأطفال لم يتركوهم، وحتى الحوامل". وتعتبر أسرة رجينا واحدة من آلاف الأسر الجنوبية التي قادتها فرحة الانفصال إلى الدولة الوليدة، وهناك قتلت والدة رجينا وأربعة من أفراد عائلتها وتشتت شمل البقية وهي الآن تعيش مع بنات خالتها في الخرطوم. وتقول "ضربت أمي في رأسها وكذلك أختي وتفرق بقية الإخوة.. لا نعرف أين هم الآن".