×
محافظة المنطقة الشرقية

فيجو يطالب بدعم مرشع " ويفا " لرئاسة " فيفا "

صورة الخبر

برايان بورزيكوفسكي صحفي لسنين خلت، كان استكشاف الفضاء مقصوراً بشكل كبير على أجهزة التلسكوب بعيدة المدى ومؤلفي قصص الخيال العلمي. لم يكن هذا شيئا يمكن للإنسان العادي يأمل أن يشارك فيه على الإطلاق. لكن ذلك قد يتغير، إذ أن شركات تجارية جديدة بدأت تضع ضمن مهامها إطلاق رحلات فضائية. وحتى وقت قريب، كان جميع أنشطة الفضاء تقريباً يجري تطويرها وتمويلها من قبل الحكومات، ومعظمها في روسيا والولايات المتحدة. كانت هناك تكنولوجيا جديدة في الولايات المتحدة تقودها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وفي روسيا، كانت هناك تكنولوجيا مثيلة تقودها وكالة الفضاء الاتحادية الروسية ـ روسكوزموس. ومع ذلك، وعبر السنين، وخاصة بعد الركود الاقتصادي الأخير، جرى تخفيض تمويل المشاريع الفضائية. في منتصف ستينيات القرن الماضي، أنفقت الولايات المتحدة قرابة 4.4 في المئة من إجمالي ميزانيتها على المساعي المتعلقة بالفضاء، بحسب البيت الأبيض. أما الآن، تراجعت هذه النسبة إلى 0.47 في المئة، ونتيجة لذلك، ومثل باقي الوكالات الفضائية المدعومة من الحكومات في جميع بقاع العالم، فقدت ناسا تفردها في الابتكارات المتعلقة بالفضاء. لقد فتح هذا مجالاً مثيراً جديداً للمستثمرين. وبشكل مفاجئ، أتيحت الفرصة لرجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال وحتى الأفراد للعمل في مجالات الفضاء. لا زالت الرحلات المأهولة الى الحدود الخارجية لمجرتنا، درب التبانة، هدفاً بعيد المنال للغاية. غير أن الاستثمار في شركات تصنع أقماراً صناعية صغيرة وصواريخ غير مكلفة لمساعدة قطاعات صناعية أخرى في رؤية الأشياء من أعلى، أصبح أمرا قابلا للتحقيق الآن. الأمر المؤكد هو أن الفرص محدودة جدا في هذا المجال ومحفوفة بالمخاطر. لكن ذلك لم يثنِ عزم بعض المستثمرين المتحمسين من المراهنة على هذا القطاع الناشيء. ما هي المخاطر؟ يرى ديفيد كوين، وهو أحد المساهمين في شركة بسمر للمشاريع ومقرها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، أن فرصة استكشاف الحدود النهائية (الفضاء) لا يمكن أن تتحقق قريبا. يقول كوين: نحن بحاجة لكي نصبح أجناساً نتنقل بين الكواكب لكي نبقى على قيد الحياة. المخاطر عالية جداً. كوين ليس من المعجبين بمسلسل ستار تريك، لكنه من أصحاب رؤوس الأموال ولديه شركة تمتلك حصصا في عدد من الشركات العاملة في مجال الفضاء من بينها سباير، وهي شركة للأقمار الصناعية تنشط في مجال تتبع مواقع السفن والأحوال الجوية ومقرها في غلاسكو، وشركة روكيت لاب النيوزيلندية التي تطور نظم إطلاق الأقمار الصناعية الصغيرة. ورغم أن مشاريع الفضاء لا تزال تمثل قطاعاً صناعياً بالغ الصغر عند مقارنتها بأغلب القطاعات الأخرى، فإنها تشهد نموا سريعا. في عام 2011، كانت هناك 100 شركة فقط تعمل في هذا القطاع. أما الآن، فهناك ما يقرب من 1000 شركة، بما فيها قرابة 700 من القطاع الخاص، بحسب ريتشارد روكيت الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة نيو سبيس غلوبال، ومقرها في كيب كانافيرال، بولاية فلوريدا. تتابع الشركة أنشطة قطاع الفضاء التجاري في أنحاء العالم لصالح المستثمرين. تمثل الشركات الأمريكية حوالي 70% من الشركات التي تعمل في هذا القطاع، لكن هناك أيضا صناعة فضاء كبيرة في أوروبا، على حد قوله. تقربنا تلك الشركات المبتكرة خطوة نحو التوطن في الفضاء. ويقول كوين: لا أحد يبني المنظومة بالكامل، ولكن كل واحد يبني أجزاء منها. وبالتالي، فإننا نرى نظاما بيئيا متكاملا يجري تطويره في الفضاء بشكل لم يعهده أحد من قبل. ورغم أن القطاع ينمو بسرعة كبيرة، فإنه من الصعب تتبع نمو الإيرادات السنوية لأن أغلب الشركات هي من القطاع الخاص، والعديد منها لم يحقق إيرادات بعد. رغم ذلك، فإن أحد المؤشرات على النمو هي الأموال الخاصة التي تُستثمر في هذا القطاع، حسبما يقول روكيت. وخلال السنوات الخمس الماضية، كانت هناك زيادة سنوية بنسبة 30 في المئة في استثمارات القطاع الخاص في الشركات التي يتابعها. ويضيف: جرى استثمار المليارات في هذه الشركات والمشاريع. توجد حالياً طرق للاستثمار، مثل شراء أسهم في شركات الملاحة الجوية المدرجة في البورصة مثل شركة أيرباص و بوينغ، أو الاستثمار في شركات لديها اهتمامات بأبحاث وتطوير تقنيات الفضاء والأقمار الصناعية، مثل مجموعة فيرجن، المالكة لشركة فيرجن غالاكتيك التي تنظم رحلات فضائية. ومع ذلك، فإنه هذا بكل تأكيد هو استثمار طويل الأجل. عهد جديد خلال السنوات الأربع الأخيرة، وبعد أن أوقفت ناسا برنامجها لمكوك الفضاء ودخل مستثمرون هذا المجال، شهد هذا القطاع انطلاقة جديدة. وضع رواد الأعمال من أمثال إيلون ماسك، أحد أكبر مشاهير المستثمرين في العالم ومؤسس شركة تيسلا وشريك مؤسس لشركة باي بال، هدفاً لهم لتنظيم رحلات لنقل الإنسان إلى كوكب المريخ. تصنع شركة سبيس إكس التي يمتلكها ماسك، ومقرها هوثورن بولاية كاليفورنيا، الصواريخ والمركبات الفضائية بأسعار أقل مما كانت تكلفه ناسا على الإطلاق. والملفت للنظر أن ماسك عمل على تخفيض تكاليف تصنيع وإطلاق المركبات الفضائية إلى نحو النصف، من تكلفة تبلغ 100 مليون أمريكي، كما ورد في بعض التقارير، إلى 55 مليون دولار. وقد استطاع ماسك القيام بذلك عن طريق تصنيع 80 في المئة من أجزاء الصواريخ في مصانعه بالإضافة إلى الاستعانة بشركات خارجية كما فعلت ناسا، بحسب كريس كويلتي، خبير تحليل الأسهم المقيم في فلوريدا ونائب أول لرئيس شركة ريمون جيمس وشركاؤه. ومن الآن فصاعداً، تستخدم صواريخ سبيس-إكس غير المأهولة لإطلاق أقمار صناعية في مداراتها، وأيضاً لتموين محطة الفضاء الدولية، لكن يمكن استخدامها في يوم من الأيام لارسال البشر إلى الفضاء. في نهاية المطاف، تمثل التكاليف العامل الأهم في استكشاف الفضاء. ووفقا لتقديرات مؤسسة المريخ واحد، التي تعمل على إرسال البشر إلى الكوكب الأحمر، فإن تكاليف إرسال أربعة أشخاص إلى المريخ ستصل إلى ستة مليارات دولار أمريكي. وقال كويلتي: ننطلق حاليا 100 صاروخ في السنة من كافة أنحاء العالم. وأوضح أن معظم هذه الرحلات غير مأهولة وتهدف إلى وضع أقمار صناعية في المدار. وأضاف: نحتاج إلى إطلاق المزيد والمزيد إذا ما أردنا إقامة ما يمكن وصفها بقاعدة على سطح القمر. ورغم أن المستثمرين لا يمكنهم شراء أسهم في سبيس-إكس بشكل مباشر، فقد استثمرت شركة فيدلتي إنفيستمنت الأمريكية مبلغاً (لم يُكشف عنه) في هذه الشركة في يناير/كانون الثاني المنصرم. ويعني هذا أن بعضاً من أسهمها يقع ضمن صناديق الاستثمار المشتركة للشركة، وهو ما يسمح لعامة الناس أن يمتلكوا بعضاً منها. ليس ماسك هو رجل الأعمال الوحيد الذي يراهن بأمواله وشهرته على الاستثمار في مجال الفضاء. يأمل ريتشارد برانسون، مالك شركة فيرجن غالاكتيك، في أن يصبح صاحب أول شركة للسياحة الفضائية. تكلف الرحلة الفضائية إلى ما يقرب من ربع مليون دولار أمريكي، غير أنه ليس معلوماً موعد إنطلاق أول رحلة من هذا النوع. في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تحطمت إحدى المركبات المكوكية التابعة للشركة أثناء تحليق تجريبي، ما أسفر عن مقتل الطيار وأضر بالجدول الزمني لشركة فيرجن وسمعتها. البحث عن فرص يمثل تصنيع الأقمار الصناعية أحد المجالات الرئيسية في الابتكارات الفضائية. عندما كانت الحكومات تشتري هذه الأقمار، كانت تكلفة صناعتها وإطلاقها في المعتاد تقارب مليار دولار أمريكي. اشترت شركة غوغل شركة سكاي بوكس للتصوير، ومقرها في ماونتن فيو (كاليفورنيا)، بمبلغ نصف مليار دولار أمريكي في يوليو/تموز عام 2004، وطورت سكاي بوكس للتصوير قمر صناعي مكعب صغير (10 سنتيمتر بأبعاده الثلاثة) يحمل اسم كيوب سات وتبلغ تكلفته خمسة ملايين دولار. واستطاعت الشركة إطلاق هذا القمر الصناعي الصغير إلى الفضاء بكلفة خمسة ملايين دولار. من ناحية أخرى، تعمل شركة بلانيت لابز، وهي من شركات القطاع الخاص ومقرها في سان فرانسيسكو، على تطوير أقمار صناعية صغيرة بمبلغ 50 ألف دولار لكل جهاز، بحسب كوين. تهتم شركات الأقمار الصناعية هذه بالتصوير، وهو ما يعني أن أجهزتها تلتقط صوراً للكرة الأرضية، وعملائها من العاملين في قطاع الزراعة والتعدين والعقارات والنفط والغاز وغيرها من القطاعات التي تحتاج الى رؤية أفضل لسطح الأرض من الجو. يقول روكيت: إنها مؤسسات صناعية هائلة وراسخة تعتمد بشكل كبير على الأقمار الصناعية لتزيد من ربحيتها. كما توجد شركات تحاول تصنيع صواريخ بتكاليف أقل مثل أوربيتال ايه.تي.كيه، وهي شركة مسجلة في بورصة نيويورك وتصنع مركبات الإطلاق، وقدمت لـناسا خدمات شحن في الماضي. ويجري تداول أسهمها بمبلغ 72 دولارا، لكن كويلتي يقول إن أسهم الشركة قد تصل إلى 90 دولار خلال سنة من الآن. ويمكن للمستثمرين أن يشتروا أسهماً في شركات مثل غوغل أو أيرباص، اللتين بدأتا الاستثمار في الفضاء، حسبما يقول روكيت. لكن هاتين الشركتين منشغلتان بأنشطة أخرى كثيرة خارج هذا المجال. يرى كويلتي أنه مهما كان المجال الذي نستثمر فيه، فمن المهم التحلي بالصبر. لكن المستثمرين يقولون إن الأمر لن يدوم طويلاً لتحقيق عوائد. يُتوقع خلال السنوات الخمس القادمة أن تطرح المزيد من الشركات التي تركز على الفضاء أسهمها للتداول العام في البورصة، وستجني الكثير من الشركات أرباحاً. سينتهي الأمر ببعض الشركات لتكون ضحايا، في حين ستدرج أخريات في البورصة وستنجح، في حين سيجري الاستحواذ على أخرى. المهم هو أن نقطة التحول هذه آتية لا محالة، بحسب كويلتي. يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital .