×
محافظة المنطقة الشرقية

المحكمة الإيرانية العليا تؤيد حكما بإعدام الداعية السني«شهرام أحمدي»

صورة الخبر

وتفجير جديد في مسجد بمدينة نجران.. هي حالة فكرية تتمدد ويبدو أنها مرنة في تنفيذ مزيد من العمليات الإرهابية باسم الدين الذي يتم استغلاله وتوظيفه بصورة متعمدة لتبرير الموت والغدر وترويع الآمنين، ولأنه من المستحيل ملاحقة النيات والدخول إلى القلوب والضمائر والعقول، فإن كل المعالجات الأمنية لا يمكن أن تنجح إن لم تتم معالجات من لدن هذا الفكر المشوه. وجود عناصر تندرج تحت فكرة الخلايا النائمة في الوسط الاجتماعي، يعني أن الأوضاع لن تستقر أو تهدأ إلا بمعالجات فكرية تستهدف اختراق ذلك التعنت العقدي وتفكيكه بذات الصورة التي تم بناؤه بها، فكما كان هناك من يقذفون حمما من الخطاب الديني في عقول وقلوب هؤلاء الصغار والتائهين في ظلام الليل ومن وراء الناس بعد اصطيادهم، فمن المهم إعادة انتشار دعاة يخترقون ذلك الظلام والوصول الى المختبئين فيه والعمل على تحويل قناعاتهم الى أخرى إيجابية لا تستخدم القتل سلاحا لنصرة دين أو عقيدة خاطئة. أولئك الذين يفجرون ويقتلون يستمتعون بغطاء ظلامي يعيشون فيه ويخرجون منه للغدر بالآمنين، ليذهبوا هم إلى الجنة ويرسلوا الضحايا إلى الجحيم، وتلك فكرة غير منطقية، دينيا وإنسانيا وأخلاقيا، وتنطوي على انتهازية واضحة فإذا كان فيما يفعلون وسيلة لغاية نبيلة فإنهم يستأثرون بها دون غيرهم وذلك يتنافى مع مقتضيات أي مصالح مرسلة أو غيره، ثم إن كان الآخرون في ضلال فلماذا لا يجهدون في هدايتهم والحرص على إضافتهم للمشروع الديني السديد الذي يرونه؟! التهديد والوعيد ولغة الخطاب المتعنتة تتعارض مع سماحة الدين، وإخراج كل معارض لهؤلاء الظلاميين من جزيرة العرب فكرة بائدة، وفيها تعسف وضيق بالآخر يتنافى مع صبر من يطلب هدايته، ولذلك فإن الاستخلاص الطبيعي أن ما يفعله أولئك إنما هو سلوكيات إجرامية يائسة لا تنتهي بخير لأنفسهم المعذبة ولا لمجتمعهم أو وطنهم الذي عاشوا فيه وانتهوا أشلاء مبعثرة في بيوت الله التي تطاولوا عليها وتجرأوا الى الحد الذي لا يسمح بالتماس أدنى مبرر لما يفعلون من ترهيب ورعب وإجرام، وكل صاحب مبدأ وقضية حقيقية لا يعمل في الظلام ولا يأتي منه، وبالتالي فإن القضية في تقديري فكرية ايضا ولها عمقها الاجتماعي والديني الذي ينتج ضالين يعبثون بالدين وبحق المجتمع في الأمن والسلام، والقضاء على ذلك يبدأ وينتهي في المجتمع الذي يكمن فيه هؤلاء، ودون دور اجتماعي يعي وجود الغادرين والضالين لا يمكن السيطرة على هذه الجرائم، فقد انتهى وقت الغفلة واللا مبالاة وعلى الجميع إدراك واجباته تجاه دينه ومجتمعه ووطنه بإضاءة كل المساحات الظلامية التي يعيش فيها أولئك الإرهابيون.