شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ يتفنن المتسولون خلال شهر رمضان وموسم الحج، في ابتكار كثير من الطرق والوسائل والحيل التي تساعدهم على الوصول إلى جيوب المحسنين، مستغلين طيبة السعوديين وسعيهم لفعل الخير، ولم تسلم محافظة الخرمة من تدفق المتسولين خلال شهر رمضان الحالي، إذ بات من المألوف رؤيتهم قرب الإشارات المرورية والصرافات الآلية. وكشفت دراسة ميدانية حديثة عن زيادة ظاهرة التسول في المملكة في رمضان والعيد وأيام الحج، موضحة أن أكثر من 87 في المائة من المتسولين من غير السعوديين ومعظمهم مقيمون إقامة غير نظامية وفقا لإحصائيات الشؤون الاجتماعية ، فيما كشفت دراسة أخرى لإدارة مكافحة التسول أن غالبية المتسولين من المقيمين بصورة غير نظامية فهم إما متخلفون بعد أداء العمرة والحج أو عمال هاربون يعملون بعيدا عن كفلائهم. «عكاظ» حاولت سبر غور عالم التسول والمتسولين في الخرمة فتوجهت إلى مواقعهم في أماكن التسوق وجوار صرافات البنوك والإشارات الضوئية، وعند مداخل المساجد. وأوضحت أم صابر التي كانت تتسول قرب سوبر ماركت، أنها قد احترفت التسول وأصبحت مدمنة على ممارسته في هذا المكان مبينة أنها تجوب المواقع المهمة كالبنوك والمحلات الغذائية خصوصاً في الفترات التي يكثر فيها المتسوقين. بينما ذكر عامر محنسي (37 عاما) أنه قدم من دولة مجاورة بحثا عن عمل، وعندما لم يجده، أشار عليه أحد أصدقائه بممارسة التسول ودله على إحدى الإشارات المرورية ليكسب قوته. وإلى ذلك، حذر عبد الله محمد السبيعي من انتشار المتسولين قرب أجهزة الصراف، مؤكدا أنه سحب مبلغ 100 ريال فخطفها منه صبي كان يتسول في المكان وفر هاربا، لافتا إلى أنه لم يتمكن من اللحاق به لأنه في السيارة واللص سار في الاتجاة المعاكس. ورأى أن مكافحة التسول باتت مسؤولية يجب أن يشترك في أدائها الجميع، حاثا المواطنين على عدم تقديم الاموال للمتسولين، لأنها من مسؤولية الجمعيات الخيرية. من جهته، شدد محمد السبيعي على أهمية أن تنتهي هذه الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة تفعيل دور الجمعية الخيرية، واستقصاء حالات العوز في المحافظة ليس في شهر رمضان فحسب، بل على مدار العام موضحاً بأن المساجد تشتكي من كثرة المتسولين بعد اداء الصلاة حيث ذكر مشاهدته قبل شهر لأحد المتسولين بمحافظة الخرج وعند قدومه الى الخرمة بعدها بفترة شاهد نفس الشخص يقوم بالتسول بأحد المساجد. بينما، أرجع عبدالله الشريف تفشي ظاهرة التسول إلى الطيبة المتأصلة في نفوس أبناء الوطن، فهم ما إن يروا محتاجا حتى يمدوا له يد العون والمساعدة لكن تقف امام ذلك بعض الحيل التي يستخدمها المتسول في استدرار الناس واستعطافهم كالتشوه أو عمليات القسطره أو صور الصكوك والتي باتت معروفه لدى الجميع مطالباً بايجاد مكتب لمكافحة التسول في الخرمة. في المقابل، بين النقيب فهد القرني من إدارة الوافدين في محافظة الطائف أن لجنة مكونة من عدد من الجهات ذات العلاقة مثل الإمارة والجوازات والشرطة هي المنوطة بالقبض على هؤلاء المتسولين، ومن ثم تحويلهم إلى إدارة الوافدين حتى يتم ترحيلهم إلى بلدانهم، مؤكدا استمرار الحملات على المتسولين وملاحقتهم في أماكن تواجدهم. وناشد النقيب القرني الجميع بالتعاون لمنع الظاهرة وذلك بعدم إعطاء صدقاتهم لهؤلاء المتسولين، لأن هناك قنوات نظامية تدل المحسنين والخيرين والموسرين على المحتاجين والفقراء.