استؤنفت أمس المواجهات بين طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» وأجهزة الأمن في عدد من الجامعات المصرية، غداة نجاح السلطات في تمرير الاحتفالات بليلة رأس السنة من دون مشكلات كبيرة، باستثناء تحركات لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في محيط بعض الكنائس تصدت لها الشرطة، وتفجير جماعة «أنصار بيت المقدس» خط إمداد الغاز الطبيعي للأردن في وسط سيناء. ووقعت أمس اشتباكات بين طلاب جماعة «الإخوان» في جامعة عين شمس وقوات الشرطة عندما وصلت مسيرة ضمت عشرات الطلاب إلى محيط وزارة الدفاع، فتصدى لها عناصر الأمن بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وسادت حال كر وفر شارع الخليفة المأمون المطل على الباب الرئيسي لجامعة عين شمس في حي العباسية (شرق القاهرة) والمؤدي إلى وزارة الدفاع، ورشق الطلاب بالحجارة والزجاجات الحارقة قوات الشرطة التي زادت من استخدام الغاز لتفريقهم ولاحقت بعضهم. لكن الاشتباكات كانت أعنف في جامعة القاهرة عندما اقتحم الطلاب مقر المجلس الأعلى للجامعات، مرددين هتافات مناوئة لأعضاء المجلس ومطالبين برحيلهم. ووقعت اشتباكات بالأيدي والحجارة بينهم وبين الأمن الإداري للجامعة، ما أدى إلى تهشيم واجهات المبنى قبل أن تتدخل قوات الشرطة وتفرّق الطلاب المحتجين، وتلقي القبض على بعضهم. وتكرر الأمر نفسه في جامعة الزقازيق (دلتا النيل) عندما سعى طلاب «الإخوان» إلى تعطيل الامتحانات، قبل أن تتصدى لهم قوات الشرطة التي دخلت إلى حرم الجامعة وطاردت الطلاب. في المقابل ساد الهدوء الحذر جامعة الأزهر المشتعلة دائماً، حيث واصل الطلاب أداء امتحاناتهم وسط إجراءات أمنية مشددة. وأمرت النيابة المصرية أمس بحبس ثلاثة طلاب في الأزهر لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي تجري معهم بتهمة «ترويع زملائهم والاعتداء عليهم، وتمزيق أوراق الأسئلة والإجابات داخل لجان الامتحانات». وتأتي هذه الأجواء المشحونة بين طلاب «الإخوان» والشرطة في وقت تم تفجير خط إمداد الغاز المصري إلى الأردن في وسط سيناء، وهو الحادث الذي تبنته جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة. وأوضح مصدر أمني أن مجهولين فجّروا خط الغاز الواصل من مدينة العريش إلى منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء والمغذي لمصنع «إسمنت سيناء» في منطقة «بغداد» مركز «الحسنة» على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب العريش، ما أدى إلى توقف إمدادات الغاز. وكان قد سبق أن تعرّض خط الغاز للتفجير نحو 16 مرة منذ شباط (فبراير) عام 2011، قبل أن تتوقف التفجيرات في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي إلى أن عادت بعد ذلك. وأوضح المصدر إن الانفجار وقع بعد منطقة لحفن في تجاه وسط سيناء حيث تم وضع عبوات ناسفة أسفل الأنبوب، مضيفاً أن الانفجار أدى إلى ارتفاع السنة اللهب لأكثر من 20 متراً، وأن الأجهزة المعنية انتقلت إلى مكان الانفجار لإغلاق المحابس ومنع حدوث انفجارات أخرى. وكانت أجهزة الأمن نجحت في تمرير مشهد احتفالات المصريين عموماً والأقباط خصوصاً برأس السنة، من دون منغصات، بعدما كثّفت من وجودها في محيط الكنائس والأماكن الحيوية، وظهر أن تلك الإجراءات نجحت في التصدي لمحاولات مناصرين لجماعة «الإخوان» تعكير صفو الاحتفالات. إذ تصدت قوات الشرطة لمحاولة اعتداء على كنيسة ماري جرجس في منطقة عين شمس من قبل أنصار جماعة «الإخوان»، كما تصدت لتظاهرات نفذها عشرات في محيط كنيسة العذراء مريم في حي الزيتون (شرق القاهرة)، وفرقتهم، وتكرر الأمر نفسه في محافظتي المنيا ودمياط. غير أن عناصر «الإخوان» نجحوا في «إضرام النيران» في سيارة شرطة واعتدوا على مستقليها أثناء مرورها في أحد الشوارع الرئيسية في الدقي (جنوب القاهرة)، ما أدى إلى جرح ضابط وأمين شرطة. في غضون ذلك أمرت النيابة المصرية بحبس الناطق باسم الرئيس المعزول ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار السابق ياسر علي، 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بتهمة «إخفاء ومحاولة تهريب عدد من قيادات جماعة الإخوان». وكانت أجهزة الأمن قبضت على ياسر علي مساء أول من أمس في شقة في منطقة المقطم (شمال القاهرة)، تنفيذاً لأمر النيابة بضبطه وإحضاره. ووجه المستشار أحمد البلقي، المحامي العام لنيابات شمال الجيزة، إلى علي تهمة المساعدة في تهريب محكوم عليه مطلوب للعدالة حيث عاون هشام قنديل على التواري من وجه العدالة مع علمه بأنه مطلوب لتنفيذ حكم نهائي عليه بالحبس، كما وجهت النيابة إلى ياسر علي تهمة الانضمام إلى «تنظيم إرهابي»، في إشارة إلى جماعة «الإخوان المسلمين» التي صنّفتها الحكومة المصرية كجماعة إرهابية الأسبوع الماضي. كما أمرت النيابة بحبس نجل القيادي بجماعة «الإخوان المسلمين» محمد البلتاجي و3 آخرين 15 يوماً على ذمة التحقيقات بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية وحيازة أسلحة. وأمر النائب العام أيضاً بحبس عدد من الصحافيين في قناة «الجزيرة» القطرية لمدة 15 يوماً «لقيامهم باصطناع مشاهد مصورة وبثها على خلاف حقيقتها لتشويه صورة البلاد وسمعتها». وكانت قناة الجزيرة قالت أمس إن قوات الأمن اعتقلت في القاهرة أربعة صحافيين يعملون في قناتها الناطقة باللغة الإنكليزية بعدما اتهمتهم وزارة الداخلية بالبث بصورة غير قانونية من جناحين بأحد الفنادق بالاشتراك مع عضو بجماعة الإخوان المسلمين. وقال بيان للنائب العام إن الصحافيين ينتمون إلى «شبكة إعلامية يتزعمها عضو بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين»، لكن لم يحدد عدد من تم اعتقالهم. وتابع أن «المتهم زعيم الشبكة الإعلامية المنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية هو شخص مصري يحمل الجنسية الكندية». وأضاف: «استأجر جناحين بالفندق لاستخدامهما كمركز إعلامي لتجميع المواد المصورة والتلاعب فيها عن طريق تلك الأجهزة بإجراء أعمال المونتاج واصطناع مشاهد جديدة على خلاف الحقيقة والواقع لإعادة بثها عبر قناتي الجزيرة القطرية وسي أن أن الأميركية بهدف تشويه صورة مصر بالخارج». وأضاف البيان أن الآخرين الموجودين قيد التحقيق هم صحافيون مصريون وأجانب يعملون مع قناة «الجزيرة» وبينهم مراسل أسترالي. على صعيد آخر، قال مصدر أمني إن مدير مكتب الاستخبارات العامة في مدينة الطور جنوب سيناء توفي الثلثاء في حادث تصادم في سيناء. وقال المصدر إن السيارة الخاصة لمدير مكتب الاستخبارات اصطدمت بسيارة نصف نقل كانت تسير في الاتجاه المعاكس في منطقة تقع على بعد 30 كيلومتراً من مدينة الطور في اتجاه مدينة شرم الشيخ. وأسفر الحادث أيضاً عن مصرع قائد السيارة النصف نقل وأحد الركاب بجانبه.