كتب- عبدالمجيد حمدي: لا يزال موعد إطلاق الإستراتيجيّة الوطنيّة للسكري غامضًا على الرغم من إعلان بعض المسؤولين منذ عدّة أشهر عن إطلاقها قريبًا، فيما لا توجد أية مؤشرات عن قرب إطلاقها. فالمجلس الأعلى للصحة دشّن إستراتيجية خاصة بالسرطان، تحدّد خطوات التعامل مع مرضى السرطان، والتي تشمل التحويل خلال 48 ساعة من المراكز الصحية إلى العيادات الخارجية سواء بالمركز الوطني للسرطان أو بمستشفى حمد لإجراء كافة الفحوصات والاختبارات المعملية ليكون التشخيص النهائي خلال 14 يومًا. كما دشّن إستراتيجية محددة للصحة النفسية في 9 ديسمبر 2013، توضح رؤية قطر المتمثلة في تقديم أفضل خدمات الصحة النفسية للمواطنين وتغيير مواقفهم تجاه الأمراض النفسية. وتبقى الإستراتيجيّة الوطنيّة للسكري متعثرة رغم الزيادة المستمرّة في عدد المرضى. فحسب ما يؤكّده د. عبدالله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري فإن عدد المصابين بالسكري في قطر وصل 200 ألف مصاب من المُواطنين والمُقيمين، وذلك طبقًا لمبادرة لنعمل ضد السكري التي يشترك فيها كل من المجلس الأعلى للصحة، ومؤسسة حمد الطبية، ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، والجمعية القطرية للسكري وشركة ميرسك للبترول. ويشير د. الحمق إلى أن الجمعية القطرية للسكري تقوم بعدة دراسات وأبحاث منها دراسة عن عوامل الخطورة للإصابة بالسكري بين طلاب المدارس، وذلك بالتعاون مع كلية طب وايل كورنيل - قطر بحيث يتمّ تحديدهم ومن ثم وضع البرامج المناسبة لهم لتجنب الإصابة بالمرض. وأوضح أنه لا توجد نسبة محددة لعدد المصابين بالسكري في المدارس، ولكن بشكل عام فإن آخر إحصاء قام به المجلس الأعلى للصحة عام 2012 كان 16.7%، وأتوقع في المسح الجديد ألا تكون نسبة الزيادة في الإصابات أكبر من 1%. وقال لـالراية: قبل 3 أسابيع كنا في مؤتمر المجموعة الأوروبية للسكري وتمّ الإعلان عن أنواع جديدة من الأدوية لمصابي السكري، وهي أدوية خاصة بالهرمونات، حيث تمّ إنتاج نوع من الحقن يؤخذ مرة واحدة في الأسبوع وهي ليست مناسبة لجميع الحالات، ولكن لحالات محددة، لافتًا إلى أنه بالنسبة لموضوع الخلايا الجذعية فهناك تجارب عالمية في هذا الصدد حققت نجاحًا لافتًا، وهذا النوع من العلاج خاص بالنوع الأول من السكري فقط، ولكن في الوقت الحالي يعكف الباحثون على تقوية جهاز المناعة في المقام الأول بحيث لا يقوم الجسم بطرد هذه الخلايا بعد زراعتها. وأكّد أنه لا تضارب على الإطلاق بين اختصاصات ومهام المركز الوطني في السكري سواء في مستشفى حمد العام أو في مستشفى الوكرة وبين مهام الجمعية القطرية للسكري، لافتًا إلى أن مهام الجمعية الرئيسي يتركز على نشر التوعية والتثقيف وكيفية استخدام أجهزة قياس السكري أو حقن الأنسولين. ويشير إلى أن عدد المسجلين بالجمعية حتى الآن بلغ 7 آلاف عضو، وأن العدد سيكون محددًا بشكل دقيق بعد انتهاء تطبيق السجل الوطني للسكري، لافتًا إلى أن ما بين 100- 150 مراجعًا يقومون بزيارة الجمعية يوميًا من أجل الحصول على التثقيف اللازم لمرض السكرى، وأن تزايد العدد بهذا الشكل يشير إلى زيادة الوعي بين أفراد المجتمع حول مرض السكري. أكّد قرب الانتهاء منها.. د.زرعي: الإستراتيجيّة تطوّر الخدمة والأبحاث والتوعية ألف مراجع أسبوعيًا لمركز السكري بحمد العام أكّد د.محمود زرعي رئيس قسم الغدد الصماء والسكري بمستشفى حمد العام أن الإستراتيجية الوطنية للسكري أوشكت على الانتهاء، وسيتمّ الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، لافتًا إلى أنها تركّز على تطوير الخدمة والأبحاث والتثقيف والتوعية من أجل العمل على منع انتشار المرض. وأشار إلى أن المركز الوطني للسكري بمستشفى حمد العام يضمّ 10 عيادات يوميًا تستقبل حوالي 200 مريض، أي بمعدل ألف مريض أسبوعيًا، لافتًا إلى أن المركز يقدّم خدمة متكاملة لمريض السكري في زيارة واحدة، قد تصل إلى زيارة 5 اختصاصيين مرة واحدة، مثل الطبيب الاستشاري واختصاصي التغذية أو اختصاصي العيون أو المثقف الصحي أو اختصاصي القدمين. وأوضح أن معدلات الإصابة بالسكري شهدت استقرارًا خلال الفترة من 2008 إلى 2012، حيث بلغت نسبة الإصابة في قطر 16.7 %، لافتًا إلى أنه من المنتظر أن يقوم المجلس الأعلى للصحة بإجراء مسح آخر خلال الفترة القادمة للوقوف على معدلات الإصابة الحالية بالدولة. وقال إن مؤسسة حمد تقدم من خلال المركز الوطني للسكرى خدمات رعاية متميزة لمرضى السكري، حيث يوجد بالمركز خدمة متكاملة لكل ما يحتاجه مريض السكر، من خلال زيارة الطبيب أو اختصاصي القدمين أو اختصاصي التغذية أو اختصاصي العيون أو الصيدلية أو المخزن الذي يوجد به أجهزة وحقن الأنسولين، أي أنه في زيارة واحدة للمركز يستطيع مريض السكري أن يطمئن على وضع السكر جيدًا في الجسم، وأن يحصل على العلاج اللازم لمدة تصل إلى أسابيع طويلة قبل العودة مرة أخرى لصرف الدواء، حيث تختلف مدة تكرار الزيارة حسب حالة كل مريض. وقال: يوجد العديد من العوامل المعروفة للإصابة بالنوع الأول من السكري، وبرغم هذا استمرّ الباحثون لاكتشاف احتمالات جديدة تشمل العوامل الوراثية، والعوامل البيئية مثل التعرض لمرض فيروسي، من المحتمل أيضًا يلعب دورًا في مرض السكري، والجينات فوجود بعض الجينات مرتبطة بزيادة احتمالات الإصابة. وتابع: أما بالنسبة لعوامل الخطورة للنوع الثاني، فهي زيادة الوزن، والكسل والخمول فكلما قل النشاط البدني زادت احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني، والتاريخ العائلي، حيث يزداد خطر الإصابة إذا كان أحد الوالدين أو الإخوة لديه مرض السكري النوع الثاني، فضلًا عن تقدم العمر، حيث تزداد احتمالية الإصابة بالسكري كلما تقدم العمر، بالإضافة إلى التدخين الذي يعتبر من عوامل الخطورة الكبيرة أيضًا في الإصابة بالمرض. د. بثينة إبراهيم: مطلوب التركيز على البرامج التوعويّة طالبت د. بثينة إبراهيم، استشاري أول الباطنة وأمراض الغدد الصماء في مستشفى حمد العام بضرورة التركيز على البرامج التوعوية والإرشادات الخاصة بالتعامل مع مرض السكري، خاصة في المراحل العمرية الصغيرة، مشيرة إلى ضرورة أن نعد الأجيال الجديدة على هذا الأمر من خلال تكثيف الدورات والورش التدريبية خاصة في المدارس. وأكدت أن تزايد الإصابة بالمرض في الفترة الأخيرة يرجع إلى عدم القدرة على تغيير السلوك البشري، فالبرامج التوعوية والإرشادية لا تؤتي ثمارها، نتيجة لأن الكثير من الأشخاص لا يستطيعون تغيير عاداتهم اليومية، موضحة أن تغيير السلوك يعتبر من الصعوبات الكبيرة التي تواجه أي حملة توعوية أو برنامج إرشادي، ومن ثم فسيكون الأمر مجديًا لو تمّ التركيز على النشء الصغير من أجل زرع الثقافة التوعوية منذ الصغر والعمل على تجنب الوقوع فى الأمراض بقدر المستطاع وعدم الحاجة فيما بعد إلى العمل على تغيير سلوك محدد بل لابد من تربية الطفل الصغير على سلوك سوي قويم من البداية، لأن الوقاية خير من العلاج. الرعاية الأوليّة: سجّل إلكترونيّ لمرضى السكري أكّدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أنها بدأت، وتحت رعاية المجلس الأعلى للصحة، تنفيذ تطبيق نظام إلكتروني حديث لإعداد سجل وطني لمرضى السكري، بالتعاون مع الشركة الإيطالية (METEDA) التي تتولى تنفيذ المشروع. وقال مصدر مسؤول بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية لـالراية إن التطبيق بدأ تجريبيًا في نهاية العام الماضي في أربعة مراكز صحية، هي: الشمال والشيحانية والغرافة والخليج الغربي، قبل أن يتمّ تعميمه عبر مختلف المراكز الصحية الـ 21، مشيرًا إلى أن عدد المراكز التي تمّ تطبيق السجلات الإلكترونية لمرضى السكري فيها وصل إلى 15 مركزًا صحيًا، ويتبقى 6 مراكز سوف يتمّ التطبيق فيها أيضًا قبل نهاية العام الجاري. وأوضح أن إعداد السجل الوطني للسكري يسمح بحصر أعداد مرضى السكري من القطريين والمقيمين في دولة قطر، ومعرفة احتياجاتهم وتطلعاتهم في مجال الخدمات الصحية، والعمل على تثقيف مرضى السكري ومضاعفة البرامج التوعوية والكشف المبكر للتقليل من حالات السكري. وأشار إلى أن جهود التوعية بالسكري قطعت شوطًا كبيرًا في قطر خلال السنوات الثلاث الماضية، وذلك ضمن نطاق التعاون مع مبادرة لنعمل ضد السكري، لافتًا إلى أن الاستمرار في هذه الشراكة كان قرارًا طبيعيًا للمؤسسة، حيث حققت المؤسسة إنجازات بارزة خلال العام الماضي على وجه التحديد، لافتًا إلى أن المؤسسة تسعى من خلال هذه الشراكة إلى توعية أكبر عدد ممكن من الأفراد وتثقيفهم بفوائد اتباع نمط حياة صحي يمكّنهم من تجنب مخاطر الإصابة بمرض السكري.