×
محافظة الرياض

الباحة: «السيول» تتسبب في وفاة فتاة وإصابة أخرى

صورة الخبر

بزغ فجر إذاعة عجمان في العام 1961، بإرادة شباب من الإمارة صمموا أن يكون لهم محطة، أسوة بإذاعات دول مجاورة، لتكون بذلك أولى المحطات الإذاعية المحلية، وبدأت الإذاعة بفكرة من المرحوم راشد بن عبدالله بن علي بن حمضه، وشاركه وأيده فيها سالم عبيد سيف العليلي الذي صدح صوته بعبارة هنا إذاعة عجمان، ليكون من أوائل الإعلاميين والمذيعين في الدولة، من خلال هذه الإذاعة التي قاموا بإنشائها معاً، ولاقت نجاحاً كبيراً وقتها، رغم ضعف الإمكانيات إلى أن توقفت عام 1965، وظلت أجهزتها في بيت راشد إلى أن تم بناء متحف عجمان. حيث تم نقلها لتكون من معروضاته، ولا تزال في المتحف إلى يومنا هذا، ورحل مؤسسها العام الماضي وبقي رفيق دربه سالم العليلي، الذي روى لنا قصتها المفصلية في ذاكرة الإعلام الإماراتي، الذي يرى أنه اليوم وصل إلى القمة وتطور تطوراً كبيراً في الإمارات بشكل عام، وفي دبي بشكل خاص، من خلال مدن متكاملة خاصة بصناعته، حتى وصل إلى مراحل عالمية متقدمة. فكرة الإذاعة - كيف كانت بداية المسيرة الإعلامية؟ في ذلك الوقت لم يكن يوجد شيء اسمه إعلام، ولم يعرف مفهومه إلا بعض التجار والمثقفين والمسافرين، وحتى نحن لم نكن نعرفه، وكنا نسمع إذاعة صوت العرب من القاهرة وإذاعة دلهي وإذاعة من إيران، وعندما تأثرنا بالإذاعات أردنا أن تكون لنا إذاعة خاصة، وكان قريبي من إمارة عجمان راشد عبدالله بن علي بن حمضه يعمل في السعودية في مجال التلفزيون والإضاءة والأسلاك وبعض الأجهزة الفنية، وكانت عنده فكرة عنها دوّنها في باله وحفظها، وعندما عاد التقينا، وكان متضايقاً لعدم توافر عمل في ذلك الوقت، وكنت أدرس في المدرسة وعندي ثقافة في الكثير من الأمور، وعرض علي فكرة الإذاعة، وبدأنا رغم عدم توافر الكهرباء، والحياة التي كانت بدائية. مُعدات متواضعة واستطرد: جلسنا فترة استمرت قرابة شهرين ندرس فيها عملية التأسيس حتى استطعنا تجربة الصوت الإذاعي على الهواء، ولم نعتمد على أحد في هذا النشاط، كما أنه لم يكن هناك أحد يهتم بهذا الأمر، وكانت عدتنا متواضعة؛ راديو قديم وسماعات وخشبة خفيفة معدنية وأسلاك مررناها من الأرض تصل بالمحطة، وهي غرفة نوم راشد، وبطارية جافة شبيهة ببطارية السيارة، وهي مصنعة ومشحونة، وإذا قل الشحن نشحنها بالطاقة الشمسية أو الغاز، وهوائي، وعندما وصلنا إلى هذه النتيجة أصبحت الإذاعة جاهزة. نجاح البث كيف وصلت الإذاعة إلى الناس؟ ذهب راشد إلى القهوة القريبة من البيت، في الفريج لنجرب الأثير، فهذه القهوة يتجمع بها الشباب، وعندما وصل قمت بفتح الإذاعة من غرفة راشد، فكان الخبر جميلاً، وعندما عرفت أن الإذاعة اشتغلت وأن البث نجح، أعلنت بصوتي هنا إذاعة عجمان للمستمعين، وكانت بداية الإذاعة، وقد وقع التباس، فبعض الناس، ظنوا أن هناك خطأ حصل في إذاعة صوت الساحل البريطانية التي كانت تبث من الشارقة في تلك الفترة، لكن عبارة هنا إذاعة عجمان رافقتهم ولفتت انتباههم، ليتحول الأمر من تجربة بث في القهوة إلى إذاعة أخذت مجراها وسمعها شيوخ الإمارة وباركوا لنا ودعمونا. صوت الساحل هل كان الجميع راضياً عن ظهور الإذاعة في ذلك الوقت؟ لا، فقد سمعت الإذاعة البريطانية صوت الساحل وغضبوا بسبب أنهم تفاجأوا، ولم يتم استشارتهم في الموضوع، وذهبوا إلى الحاكم وعبروا عن تخوفهم من هذه الإذاعة، ورد الشيوخ عليهم بأنها إذاعة محلية أنشأها مواطنو الإمارة، وجاؤوا إلى الإذاعة وقمنا باستقبالهم، وشاهدوا مفتاح التشغيل والبطارية الجافة والهوائي والخشبة واستغربوا من ذلك، كما قاموا بتقديم دعوة إلى راشد، الذي لم يكن يقرأ أو يكتب، لزيارة إذاعتهم، وعرضوا عليه السفر إلى بريطانيا ولكنه اعتذر. موارد وبرامج هل كان هناك دعم أو تمويل للإذاعة وما البرامج التي كانت تبث عبر الإذاعة؟ لم يكن عندنا تمويل، ولم نكن نمتلك المال، وكانت موارد الناس بسيطة في تلك الأيام، فقد أعطانا الشيخ راشد النعيمي حاكم عجمان في ذلك الوقت هوائياً، وساعدنا أهالي عجمان وقاموا بإنزاله بالحبال، واستمرت الإذاعة، أصبحت أقوى وأفضل، كما حظينا بتشجيع كبير. كنا نبث القرآن الكريم وخطب صلاة الجمعة، وأحياناً يقوم راشد بتسجيلها بالمسجل وبثها، والشعر، وأخبار الحاكم، وإرشادات دينية، وما يطلبه المستمعون، وقراءة الرسائل التي كانت تأتينا من الناس الذين يدقون الباب ويسلموننا الرسائل، كما كنا نقدم برنامجاً للتكافل الاجتماعي؛ مثل المنازل التي تحترق، لأن البيوت كانت تصنع من جريد النخيل، أو أخبار البحر، كغرق سفينة لأحد المواطنين، فكان المستمعون يبادرون بالمساعدة والتبرع. أسماء أسهم مجموعة من ألأشخاص في هذه المحطة، ويتذكر منهم سالم عبيد سيف العليلي رفيق دربه في هذه الإذاعة مؤسسها راشد بن علي بن عبدالله بن حمضه، والمرحوم خلفان بن حميد المطوع خطيب الجمعة، والمرحوم الشيخ محمد التندي واعظ ديني، والمرحوم الشاعر حمد خليفة بوشهاب، والشاعر عمران بن سلطان المرداس من شعراء الإذاعة، وعيد الفرج القصائد الحماسية، وجودت البرغوثي برامج أدبية وأخبار الحاكم في الإمارة، ود.سالم بن راشد بن تريس جمع التبرعات للإذاعة، والمرحومة امطيره، وهي من النساء اللاتي كن يجمعن التبرعات.