×
محافظة جازان

صرف 20 مليونًا للعاملين بمستشفيات الحد الجنوبي الأسبوع المقبل

صورة الخبر

بات سرطان الثدي هو أكثر "الأورام الخبيثة" تشخيصاً بين النساء عالمياً، عربياً، ومحلياً، ويأتي في المرتبة الأولى سبباً للكثير من الوفيات بين السيدات. ومع التقدم العلمي، ارتفعت نسب الشفاء من المرض، وهذا التحسن الإجمالي في النتائج المرتقبة عند النساء اللائي يتم تشخيص سرطان الثدي لديهن، يعزى جزئياً إلى الكشف الباكر الذي نجم عن تزايد الوعي بخصوص الفحص الدوري للثدي وزيادة الوسائط الميسرة لإمكانية إجرائه. وتحدثت سيدات ل«الرياض» عن مواجهتهن للمرض، وتغلبهن عليه، وأكدن أن "دقيقتين من الفحص قد تنقذ حياتك". تقول هنادي محمود عن تجربتها مع سرطان الثدي، "اكتشفت إصابتي بالمرض بالصدفة، بعد ملاحظة كتلة في منطقة الثدي وبقيت هنادي تتقصى الأمر بحثا عن أسباب لما يطرأ من تغيرات على ثديها كانت تلاحظها خلال الفحص الذاتي الذي تجريه لنفسها، بعدها سارعت بمراجعة المستشفى لتقصي الأمر وقررت إجراء الفحوصات اللازمة، وهو ما أكد اصابتها بالسرطان". وتضيف: "صنف الورم لدي في المرحلة المتوسطة ( المرحلة الثانية مرتفع) وهذا الأمر قد شكل صدمة لدي في البداية، ولكن علمت أنه مع تقدم العلم ووجود العلاجات النافعة ضل أمامي أمل النجاة، لذا رغم أنه كان متأخراً إلا أن العامل المبكر في التعامل مع الحالة ساعد في شفائي بنسبة كبيرة وجعلني الحمد لله من الناجيات. والآن فإنني أدعو كل سيدة بزيادة الوعي بسرطان الثدي وطرق الكشف المبكر من خلال بناء ثقافة الكشف المبكر، حيث إن ذلك من شأنه أن يساعد في العلاج بصورة كبيرة بإذن الله". اليوم وبعد شفائها تؤكد هنادي التي شفيت الآن من مرضها، أنها تتعامل مع الحياة بابتسامة، رغم ما يصاحبها من شعور أحياناً بالألم، إلا أنها راضية بقضاء الله، وتحاول التغلب على ذلك الشعور، من خلال عملها في لجنة الأمل، التي تقوم من خلالها بالعديد من الأنشطة، لرفع الوعي العام بثقافة صحة الثدي، والدعوة إلى اكتشاف المرض بشكل مبكر، وبالتالي إنقاذ حياة العديد من السيدات، اللائي يمكن أن يذهبن ضحية لهذا المرض. وفي السياق ذاته، تحكي فاطمة أكبر عن تجربتها مع سرطان الثدي، بعد كفاح مرير معه، وهي تشعر بالسعادة من تغلبها عليه في نهاية المطاف، وشفائها منه، وكأنها كانت مرّت بكابوس طويل. تقول بعد أن تلقيت صدمة الإصابة بسرطان الثدي، أيقنت أن التشاؤم لن يجدي، فالاستسلام للمرض، أياً كانت خطورته، نوع من العجز، ومن ثم كان عليّ أن أعيد ترتيب حياتي للتعايش معه ثم مكافحته، رغم أن أفراد عائلتي كانوا في حالة صدمة. وتعترف بأنه من الطبيعي أن تنتاب المخاوف كل إنسان يواجه مرضاً غير معروف العواقب، خاصة وأن سمعة سرطان الثدي أقل ما توصف به أنها مرعبة. ولكن حتى يستطيع الإنسان أن يقاوم هذه المخاوف، تقول فاطمة، فلابد من أن يجد الدعم النفسي من المحيطين به، خاصة في أسرته، ما يساعده على الصمود والعلاج بإذن الله. وتستطرد فاطمة فتقول، في بداية تناولي للعلاج الكيماوي، شعرت بآثاره، ليس في لحظة تعاطيه، وإنما في الأيام التالية، حيث شعرت كما لو أن شيئاً انفجر في جسدي مع شعور بالغثيان وتقلب المزاج، لكن هذه المعاناة تهون أمام الأسوأ وهو فقدان الشعر. فالشعر عند الانثى تاج تضعه على رأسها، وهو جوهر أنوثتها وجزء مهم من كيانها. ويوم بدأ شعر رأسي يتساقط، تضاعف ألمي النفسي، فكنت أبكي رحيل كل شعرة أفقدها. الآن فاطمة، وقد تعافت أخيراً من مرضها، استعادت ابتسامتها، وتفاؤلها، ولم تكتف بذلك، بل تسعى من خلال لجنة أمل الجمعية السعودية لسرطان الثدي بالمنطقة الشرقية، إلى إظهار روح التفاؤل والصبر ورفع الوعي العام بثقافة صحة الثدي وتشجيع النساء على الاكتشاف المبكر لهذا المرض، تحت شعار "اعط نفسك دقيقتين قد تنقذ حياتك".