×
محافظة المنطقة الشرقية

د. جاسم حاجي علي غلاف مجلة Aviation Business

صورة الخبر

أمن لبنان الى الواجهة من جديد، بسلسلة إشارات معلنة عن استهدافات ستطال أماكن عامة في عدد من المناطق اللبنانية، هذا الكشف سبقه هزة أمنية في منطقة القاع على الحدود اللبنانية ـ السورية أودت بحياة عسكريين. ما بات واضحاً أنه كلما اشتد الخناق على «حزب الله» و«داعش» في معارك سوريا، يشهد لبنان اهتزازات أمنية وكأن لبنان هو الساحة التي ينفس فيها هذا الاحتقان. ويرى محللون وعسكريون لبنانيون تحدثوا لـ «اليوم» أن عودة التفجيرات الى لبنان هي «بداية نهاية تنظيم داعش» والذي أدرك أن المعادلة على الأرض بالإضافة الى المعادلة العسكرية والسياسية قد تبددت، لهذا لن يتوانى داعش عن تنفيذ مخططات إرهابية أينما طالت يداه. وتلعب الأجهزة الأمنية والجيش من جهتهم دوراً مفصلياً في لجم هذه التفجيرات وتمكنت بالفعل من إحباط عدد من المخططات، الا أن لبنان مجبر على دفع فاتورة وجهة نظر حزب الله في قتاله للتكفيريين وهذا هو السبب غير المباشر للتفجيرات التي تطال أمنه واستقراره. معادلة حزب الله والتفجيرات ويرى العميد المتقاعد ناجي ملاعب في تصريح لـ«اليوم» أن التفجيرات التي حصلت مؤخراً ليست جديدة كما قال وزير الداخلية نهاد المشنوق، فالنية في التفجير وإرباك الوضع الأمني في لبنان موجودة، لافتاً الى ان الأجهزة الأمنية تمكنت منذ حوالي شهرين أو أكثر من إلقاء القبض على مجموعات إرهابية كثيرة، تقريباً ثلاث أو أربع مجموعات ثبت أنها كانت تخطط لعمليات إرهابية متعددة. وأشار الى ان «العملية التي حصلت في القاع هي العملية التي لم تتمكن الأجهزة الأمنية من اكتشافها قبل حدوثها»، موضحاً أن «العمليات الإرهابية لن تنتهي بالعملية التي حصلت في القاع كوننا متأثرين بما يجري في سوريا»، وقال: «بدا واضحاً أنه كلما ازدادت الضغوط على «داعش» في سوريا تنعكس على بلدان المنطقة، في محاولة منها لتفجير الأوضاع في الخارج، ورأينا كيف عملت في الأردن ولبنان جزءا من هذا الموضوع». وأشار العميد ملاعب الى ان «جزءا مما يتردد عن وجود مخططات إرهابية هي إشاعات، لكن ما تم الإعلان عن اكتشافه هو صحيح الا انه لم يعلن عنه في حينه»، كاشفاً عن «وجود محاولة لتفجير الوضع في لبنان قبل بدء شهر رمضان ولم يعلن عنه خوفاً من إحداث ذعر في هذا الشهر، ولكن طالما ان «حزب الله» منخرط في القتال في سوريا فان لبنان سيبقى مستهدفاً». وأكد ملاعب أن «حزب الله يشكل سبباً غير مباشر لتفجير الوضع في لبنان»، لافتاً الى ان «الأردن ليس منخرطاً بالقتال في سوريا والساحة الأمنية مستهدفة هناك، فـ«داعش» يقوم بتفجيرات تطال رجال الأمن كما حصل على الحدود وفي مخيم البقعة حيث أودى الانفجار بحياة 6 من عناصر الأمن الأردني، وانخراط «حزب الله» في القتال في سوريا يفسر حدوث تفجيرات في البيئة الحاضنة له كما سبق وحصل في الماضي». وشدد ملاعب على ان «التدخل اللبناني في سوريا له نتائج سلبية مباشرة أو غير مباشرة والتفجيرات هي أحد نتائجها»، متوقعاً أن «تشهد المرحلة المقبلة عمليات كشف وضبط للخلايا النائمة»، قائلاً: «مثلما أفشل العمل الإرهابي الذي حصل في القاع ولم يتبنّه أحد فالماكينة التي تعد هؤلاء الانغماسيين وأفشل مخططها في القاع لازالت موجودة والانغماسيون مازالوا موجودين»، متوقعاً «حصول محاولات لإحداث إرباك جديد، ولكن في الوقت ذاته متفائل كون لبنان ليس وطناً للارهاب، فالارهاب في لبنان غير مقيم والخطب في الجوامع جيدة والقبول بالآخر والاعتراف بالآخر والحوار ما بين الفرقاء موجود». ولفت الى ان «لبنان ليس بيئة حاضنة للارهاب والإرهاب وافد له وليس مقيما وأكبر دليل هو ظاهرة الشيخ أحمد الأسير الذي حاول أن يكون عدائيا بحق فريق من اللبنانيين ولكنه دفع الثمن بعدائيته وعندما دخل الى السجن لم يجد من يتبنه ولم يجد بيئة حاضنة لا عند السنة كطائفة ولا عند اللبنانيين». توقع حدوث عمليات إرهابية تطال الأردن وتركيا وأوروبا من جهته قال المحلل السياسي باسكال مونان: ان «وضع «داعش» ان كان في العراق أو سوريا دخل في مرحلة تصغير الحجم، حيث بدأ بخسارة مواقع على الأرض ويواجه تضييقاً اقتصادياً ـ مالياً ـ عسكرياً عليه». وأضاف: «بدأ يتضح انهم خسروا في العراق مناطق واسعة ولا يزالون، أما في سوريا فالطوق يشتد عليهم، حيث يبدو أن تنظيم داعش دخل في مرحلة الإضعاف وهو في طريقه للانتهاء، الا ان هذا «الانفلاش» الذي حصل في السنوات الماضية والقوة التي كانوا يمتلكونها في السنوات الماضية والدعم الذي كانوا يحصلون عليه من بعض الجهات وتهريب البترول الذي كانوا يستفيدون منه والبيئة الحاضنة وكل هذه الأمور بدأت تتراجع وتتهاوى شيئاً فشيئاً، فعندما يتهاوى تنظيم داعش سيضرب وسيحرك كل الوسائل التي لازال يمتلكها». وربط المحلل السياسي باسكال بين ما يحدث في العراق وحلب وما يحدث في لبنان، ولا استبعد أن تكون هناك عمليات أكبر من ذلك كما حصل في الأردن وتركيا ولن نستغرب اذا حصلت عمليات إرهابية مشابهة في أوروبا والشرق الأوسط، فأين تمكنوا من تنفيذ هجمات فلن يترددوا في ذلك، معتبراً ان «التفجيرات دليل على ضعف «داعش» وأيقنوا أن المعادلة قد تغيرت ان كانت المعادلة على الأرض أو المعادلة السياسية والإقليمية، لهذا الأمور ليست مرتبطة فقط بلبنان، ولهذا لا استبعد أن يحدث المزيد من العمليات الإرهابية التي ستكون الدليل على بداية النهاية لتنظيم داعش». وجهتا نظر أضاف: «أما بالنسبة الى «حزب الله» فهناك وجهتا نظر حياله في لبنان وخارجه، الأولى تتجلى بوجهة نظر الحزب وايران وحلفائه أن ما قام ويقوم به الحزب كأنه عملية استباقية للحد من عمليات «داعش»، أما النظرية الثانية فإنه بالرغم من المعارك والتضحيات التي يقوم بها الحزب، إلا أنه لم يتمكن من تحييد لبنان عن الخطر الإرهابي، والدليل على هذا الامر ما يحصل الآن ففي النهاية وبدلاً من أن تكون وجهة النظر الأخرى وان يكون لبنان بمنأى عن الصراع السوري، انغمس فيه بسبب التدخل المباشر لـ«حزب الله»، ولا يمكننا أن ننسى أن دور «حزب الله» ليس فقط محليا بل هو إقليمي فالحزب حليف لإيران وهو يتحرك بالتنسيق المباشر مع إيران ولا يمكننا أن نأخذ سياسة «حزب الله» وتحركاته والعمليات العسكرية التي يقوم بها الحزب خارج سياق السياسة الإيرانية في المنطقة وسوريا». وأشار مونان الى ان الإشارات التي تتحدث عن وجود نيات لتفجيرات محتملة «هي حقيقية وأنتظر عودة التفجيرات في اليونان وأوروبا ولقد دخلنا في مرحلة بداية النهاية لأنه على الأرض يتراجع التنظيم بشكل كبير واذا لاحظنا أن هناك أطرافا متحالفة في العراق ضد داعش بينما هي متخاصمة في سوريا». وختم مونان حديثه بالقول: «لقد اختلطت الأوراق والهدف واحد من روسيا الى ايران الى الغرب الى الولايات المتحدة الأميركية الى النظام السوري و«حزب الله» وتركيا دخلت مؤخراً على الخط وها هي تدفع ثمن سياستها السابقة».