×
محافظة المنطقة الشرقية

«سهل» تحول حلم امتلاك المسكن إلى حقيقة

صورة الخبر

ماذا يفهم القارئ من الفضائية إذا تحدثت عن الدولة بأل التعريف؟ ألا يفهم أنها تعني دولتها التي تمتلك القناة، أو الدولة التي هي فيها؟ هذا أوّل الغيث الذي هو العيث. ما معنى الإعلام إذا صار ساحة كلها ألغام؟ حسناً، إذا سألك أفراد أسرتك: ما هي الدولة؟ هل ستقول لهم: إنها منظمة إرهابية؟ وماذا لو قالوا لك: إن القناة تسمّيها أيضاً الدولة الإسلامية، فهل نحن غير مسلمين؟ ولماذا تشاهد التلفزيون إذا كانت القنوات تكذب؟ وكيف يكون ردّك إذا وضعوك في خانة اليك: كيف اتفق أن تخصّ الفضائية تنظيماً إرهابياً سفّاحاً باسم الدولة، في حين لم تحظ الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الهند، بريطانيا، فرنسا وسائر الدول الكبرى، بالدولة معرّفة بأل ناشفة؟ المهزلة أخطر إذا كان أفراد أسرتك في الثانوية فصاعداً، والطامة الكبرى إذا كان بعضهم من طلبة الصحافة والإعلام أو العلوم السياسية، هم يعرفون أن الدولة لها سيادة ترابية وحدود مرسومة معترف بها دولياً، وشعب إلخ، فكيف يستوعبون عبث البث التلفزيونيّ، والحديث عن عصابات إرهابية استولت على مساحات غير محددة ولا ثابتة من العراق وسوريا وليبيا وغيرها، وسكانُها أو مواطنوها شراذم من الشيشان والقوقازيين والأفغان زُمر من بلدان عربية وأوروبيّة، يشكلون مرتزقة من مئة جنسيّة أو أكثر، ولا يشتركون في شيء غير مصّ الدماء وتدمير استقرار بلدان لا تربطهم بها رابطة؟ ثم إن تلك الشعوب المستهدفة لم تذنب في حقهم ولا أساءت إلى بلدانهم، حتى يبرّروا حقدهم بقتل الناس وبيع النساء والأطفال وتدمير البلدان ونهب ثرواتها وتدمير آثارها الراسخة وبيع المتحركة. قبل سنين كان للدكتور محمد جابر الأنصاري ملاحظة طريفة في شأن إشكالية الدولة في اللغة العربية، قال: الدولة في العربية مشتقة من دال يدول، ما يدل على عدم الثبات والاستقرار، في حين أنها في الإنجليزية والفرنسية من الأصل اللاتينيّ ستاتوس، الذي يعني الثبات والاستقرار. علينا ألاّ نتشاءم من اشتقاقات لغتنا، ولكن من عجائب المصادفات أن دولاً عربية لم تفكر منذ الأساس في أسس دوام الدول، التنمية، العدل، التعليم العتيد، السلام الاجتماعي، صروح الفكر والثقافة، المكانة العلمية الرفيعة. لزوم ما يلزم: النتيجة الإعلامية: الإعلام الذي يكذب على الناس كثيراً، لا يدري أن أكبر كذبة على نفسه هي وهم طول البقاء. abuzzabaed@gmail.com