×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير الشرقية ل«العقاريين»: السعر والجودة معياران تنافسيان يجذبان الباحث عن المسكن

صورة الخبر

في مقال سابق بعنوان (الأسد والحوثي.. وحلم الإمبراطورية العظمى) أشرنا فيه إلى أن كل التحليلات السياسية والاستراتيجية العسكرية في الوطن العربي وخارجه، بما فيها الدلائل والمؤشرات والوقائع على الأرض، تبرهن وتؤكد بقوة أن سوريا أصبحت في إطار هذا التحالف القوي مع إيران بمنزلة الجسر الأساسي الذي يمتد عبره النفوذ الإيراني في منطقتنا العربية، ذلك أن معظم الأسلحة التي تذهب إلى حزب الله تمر عبر سوريا، وبموافقتها. سوريا هي التي توفر لإيران قاعدة موالية لها في قلب العالم العربي، بما يمكّن إيران من تدعيم وتعزيز نفوذها، وتحقيق حلمها أن تصبح إمبراطورية عظمى تبسط سيطرتها ونفوذها على البحرين الأحمر والمتوسط ودول الخليج العربي. إن إيران تقوم بإنفاق مليارات الدولارات سنوياً في سبيل الحروب ودعم أنظمة وميلشيات وأحزاب وجماعات موالية لها، في دول عربية عدة، ويتم توكيلها نيابة عن إيران من أجل تنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة. وهي بذلك غير مبالية بما سيترتب على الشعب الإيراني المطحون والمغلوب على أمره، والذي عانى على مدى عقود مضت من حماقات ومغامرات تغامر بها إيران مع جيرانها لإشعال فتيل المنطقة! كما حدث في البحرين، والمملكة العربية السعودية، والكويت، وأخيراً بتدعيم الانقلابي الحوثي في اليمن بالعدة والعتاد لينقلب على الشرعية تمهيداً لتعيينه مرشداً لها في اليمن، وذلك من أجل تحقيق أغراضها التآمرية التوسعية الدنيئة. إن الشعب الإيراني الجار من المتوقع له أيضاً أن تزداد معاناته من جراء انخفاض سعر النفط، ومن جراء المغامرات الإيرانية المتواصلة التي ستؤدي أيضاً إلى نفاد وهدر مليارات أخرى، من تلك التي سيتم الإفراج عنها في الخارج. السؤال المطروح هو: لماذا لا تعيش إيران بأمن واستقرار ويستقر شعبها كباقي الشعوب الأخرى بثروات وخيرات أوطانهم وتكف أذاها عن جيرانها الذين يربط بين شعبها وشعوبهم علاقات جيرة وصداقات تاريخية حميمة كأي علاقة أخرى بين شعوب العالم المتجاورة؟! كان بإمكان إيران على مدى العقود الماضية، وخاصة بعد أن استنزفت قواها المادية والبشرية في حربها مع العراق، أن تعيش بأمن واستقرار، مع جيرانها وألا تتسبب بهذه الفوضى، وأن يستفيد شعبها من هذه الثروات، بدلاً من حرقها في تهديد المنطقة بالنووي والصراعات، والفتن، واستدراج المنطقة لحروب ونزاعات مذهبية وطائفية لا يعلم عواقبها إلا الخالق سبحانه وتعالى. إن إيران تقوم بالإنفاق على وسائل إعلامية عدة، سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية، من أجل التحريض وإشعال الفتن في المنطقة تحت مسميات وشعارات دينية. نعم إيران بحماقاتها تلك تثير النزاعات والمكونات الوطنية بعد أن جربت وسائل أخرى فشلت فيها فشلاً ذريعاً. إن السموم التي تبثها إيران عبر وسائل إعلامها ما هي إلا وسائل خداع وتضليل وبهتان من أجل خدمة مشروعها وحلمها التوسعي لبسط نفوذها في المنطقة العربية، وهو الأمر الذي عززته بأساليبها والحكام الموالين لها في كل من (سوريا ولبنان والعراق واليمن). وذلك باعترافات غراب الفتنة نصر الله بتمدد النفوذ الإيراني، وأنهم محور المقاومة مع (دمشق، بغداد، الضاحية، صنعاء)، بعد كل ما حدث لسوريا الشقيقة من خراب وتدمير لمدنها ومناطقها ومآذنها، وانتهاك حرمة مساجدها التاريخية العريقة كالمسجد الأموي في دمشق والعمري في درعا والأموي في حلب، وتهجير شعبها على يد حاكم طاغية لا يحنُّ قلبه لصرخة طفل بين الأنقاض ولا عويل أمّ تحمل على كفيها جثة رضيع أحرقت جسدَه الطاهرَ براميلُه المتفجرة ومزَّقتها، لا يهمه ولا يعنيه إلا الكرسي! ونفوذ دولة الخميني ورضا حزب الشيطان الأكبر ورئيسه، بعد كل المآسي الإنسانية التي اقترفها رجال الأسد والمتعاونون معهم من نظام الخميني في الشعب السوري الأعزل. بل تعدى الأمر إلى الكثير الكثير من الجرائم التي لا تعد ولا تحصى تهتز لها الضمائر وتقشعر لها الأبدان. ألا يوجد في سوريا بأكملها رجل يصلح أن يحكم؟ وكيف يمكن التوافق على بقاء إنسان دمّر الإنسانية أمام أعين شعبه وشعوب العالم أجمع أن يتقبله الشعب مرة أخرى! أليس السوريون المشردون والمهجرون لهم حق الاستفتاء والمطالبة بمن يحكمهم؟ أم إنهم غير محسوبين بأنهم فصيل من نسيج الشعب السوري! كما يردد البعض مقولة الشعب من يقرر مصيره كالروس والإيرانيين والموالين للأسد.. بعيداً عن الحل السياسي الذي يروج له الجميع، سواء روسيا أو الغرب، فإن المملكة العربية السعودية ودول الخليج لن تسمح بأي اتفاق لا يضمن وحدة وسلامة الأراضي السورية، وألا يُبنى على مبادئ تفاهم جنيف 1، الذي يدعو إلى تأسيس سلطة انتقالية من النظام والمعارضة تقوم بإدارة شؤون البلاد، والتحضير لانتخابات جديدة ودستور جديد، كي يكون لسوريا وشعبها مستقبل جديد، ويضاف لهذه المبادئ تنحية الأسد؛ وهو مطلب ضروري ومهم جداً. كما يراه الشعب السوري المشرد والمهجر، والائتلاف السوري، والمعارضة الوطنية الشريفة التي حاربت داعش عندما تركها الأسد تسيطر على حقول الغاز ليضرب بها الجيش الحر الذي انشق عنه، وهو الأمر الذي تؤكده المملكة العربية السعودية ودول الخليج كافة، ومن يرى غير ذلك فهو ليس مدركاً مدى خطورة التوغل الإيراني في قلب الأمة العربية، وخطورته على الأمن القومي العربي.