(كونا) -- قال وزير العدل ووزير الاوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع ان رجالات الكويت الاوائل قدموا الكثير من التضحيات والعطاءات الكبيرة و"نحن اليوم في أمس الحاجة أن يرى ابنائنا تلك العطاءات". واضاف الوزير الصانع في تصريح صحافي اليوم على هامش حفل توقيع مشروع وانجاز وصيانة وقف سبيل المرحوم عبدالعزيز الدعيج انه عندما كانت الدولة بأكملها تعتمد على استيراد الماء بطرق بسيطة وتقليدية بادر المحسن المغفور له عبدالعزيز الدعيج الى فكرة توفير ماء السبيل لتجسد خطوة كبيرة و"بطولة تضاف الى سجل البطولات التي كان يقوم بها رجالات الكويت السابقين". ومن جانبه قال المشرف العام على المشروع الدكتور جمال عبدالله الدعيج في تصريح مماثل ان الأمانة العامة للأوقاف تحرص على تكريم الواقفين في حياتهم وبعد مماتهم تخليدا لأعمالهم الجليلة في خدمة وتنمية العمل الخيري والتطوعي حيث أن هذا النشاط هو لبنة من لبنات تماسك المجتمع وقوته. واضاف الدكتور الدعيج ان من بين مشاريع الواقفين يأتي سبيل المرحوم عبدالعزيز الدعيج كأهم وأبرز هذه الأوقاف لأنه الأول من نوعه وفي أسلوب تشغيله الذاتي المتميز. وأكد ان الأمانة العامة قامت بسعي مشترك مع أبناء أسرته بإعداد مشروع يحقق الوظيفة المطلوبة من هذا الوقف والتركيز على الجانب الرمزي بعد أن تم إعادة تخصيص ساحة السبيل للوقف بشكل رسمي. ولفت الى انه تم إعداد مخططات المشروع ليقدم هذا الوقف للمجتمع بشكل يليق بمكانته التاريخية والتنموية ويترجم مجموعة أفكار تمثل رؤى تم تبنيها لتنعكس على مكونات المشروع المزمع تنفيذه بالساحة فيتحقق من وراء ذلك بعض من التزامات الأجيال المتعاقبة تجاه الرجالات الأوائل فتتمثل أمامهم قدوات تكون لهم نبراسا في حياتهم ومجتمعهم. وذكر ان وضع هذا المشروع في هذا الموقع (ساحة السبيل) بعد أن طرأت متغيرات جذرية في الزمان المكان والظروف الحياتية والاجتماعية استدعى النظر في تكييف الوضع لتكون رسالته في تقديم الوظيفة الأساسية بشكل يتناسب مع هذه المتغيرات وإضافة وظائف تكميلية وليكون معلما يبرز الجوانب الرمزية والأهداف غير الملموسة فيه. واشار الى ان الأهداف المطروحة هي ابراز الرمزية في هذه القصة من خلال تجسيد معاني العطاء والإيثار في أشد وأحلك الظروف التي مرت بالمجتمع الكويتي وبأعز وأغلى نعمة ولا تزال وهي الماء وابراز عمق وتجذر العطاء في المجتمع الكويتي والذي جبل عليه منذ التأسيس. وقال ان هذا العمل يهدف ايضا الى التركيز على ربط الأجيال من خلال توثيق مناقب وسيرة أجدادهم النيرة وإبرازها للمقيمين والزوار وتحقيق بعض من حقوق الواقفين على المجتمع من خلال تخليد هذه الأعمال الجليلة (أول سبيل في البلد) وابراز النموذج الرائع في سمو التكافل الاجتماعي وفي أحلك الظروف.