انتشار موجة أفلام ومسلسلات العصابات ومواجهات الخارجين عن القانون، بمفرداتهم، وسلوكياتهم، ورقصاتهم، لم ترض القائمين على صناعة السينما، ولا الفئة التي كان من المفترض أن تعبر عنها هذه الموجة من الدراما التلفزيونية والسينمائية، وبعد العديد من المطالبات الإعلامية والرسمية بوقف ما أسمته المهزلة، والسينما الرخيصة، والمطالبة بتقديم أعمال تليق بأبناء الحارة المصرية، جاء طوق النجاة والخلاص من هذا المستنقع في العودة إلى رفوف الروايات. وتبشر كواليس الاتفاقات وعقود مسلسلات وأفلام 2016 بعودة جديدة لروائع الأدب المصري للشاشتين الفضية والكبيرة، فبعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «الفيلم الأزرق» المأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه، يقدم الثنائي أحمد مراد والمخرج مروان حامد، رواية مراد «تراب الماس»، التي تحكي قصة «طه» مندوب الدعاية الطبية، الذي يعيش وحيدا مع أبيه القعيد حياة روتينية باهتة، وتقع جريمة قتل غامضة فتتحول حياته إلى جزيرة من الأسرار حتى يتكشف عالما من الفساد وسطوة السلطة التي تمتد لأجيال في تتابع مثير. وتطل رواية الأديب بهاء طاهر «واحة الغروب» التي فازت بجائزة الرواية العربية في العام 2008، وحولتها الكاتبة والسيناريست مريم نعوم إلى حلقات تلفزيونية، يجري التحضير لها من قبل المخرجة كاملة أبو ذكرى، التي قدمت مع نعوم «سجن النسا» قبل عامين، وبين المزج بين العالم الأسطوري والخيالي لعالمة آثار أوربية، وواقع يعايشه زوجها المصري، تدور أحداث الرواية في عالم جديد شديد الثراء يمزج بين الماضي والحاضر، ويقدم تجربة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنساني والسياسي، إضافة لحكاية مليكة الأرملة الشابة التي تسرد جانبا من التراث الشعبي والأنثروبولوجي لأهل الواحة بعاداتها وتقاليدها. أما رواية «أفراح القبة» للأديب الكبير نجيب محفوظ، وشخصياتها التي تعمل في المسرح، بهمومها الخاصة، والتي تنعكس عليها طبيعة عملها، حولها السيناريست محمد أمين راضي لمسلسل تليفزيوني يخرجه محمد ياسين والبطولة ستكون للفنانة منى زكي في عودة للدراما التلفزيونية، ومن خلال تواجد الشخصيات في هذا الجو الذي صوره الكاتب من خلال شخصيات متدنية هامشية من قاع المجتمع، وشخصيات أخرى برجوازية قفزت اجتماعيا لتستأثر بالتسلط والتحكم جسديا ونفسيا بكل من حولها من شخصيات وأحداث، يقدم راضي أحداثا معاصرة مقتبسة من أبعاد رواية محفوظ .