رغبة في رفع وتقوية العزيمة وإحياء الهوية الشابة وتوظيفها بالاتجاه السليم، اتفقت فاتن القحطاني وندى السلامة الطالبتان في جامعة الملك عبدالعزيز على تغيير نمط هذه الحياة عند الشباب من خلال الأنشطة الاجتماعية وتعزيز الثقة، وصقل الموهبة والتوسع في المدارك وتحقيق ما يحتاجه هولاء الشباب من الزيادة في حدة التواصل والتعارف ومرونة الفكر وقبول الآخر بمختلف الأفكار والثقافات وتوهج لديهم حب القراءة والوعي الثقافي ورفع معدل الاطلاع لذا ولدت فكرة سجال لديهما وهي مبادرة فردية تسعى للارتقاء بثقافة القراءة والتعلم والمتمثل في «مجلس سجال الثقافي» وهو مشروع ثقافي غير ربحي، يهدف إلى تكوين جيل قارئ مثقف واع. تقول فاتن القحطاني: اهتممنا بصنع قارئ متمكن من مهارات القراءة والنقد الإيجابي البناء. ورفع مستوى الذائقة الفكرية وتعزيز أساليب الحوار والنقاش الهادف. وأخيرا خلق مساحة ممتعة للمعرفة والعلم. وتشير إلى نشأة تلك الفكرة بقولها: بدأت عندما انتهينا من قراءة أحد الكتب، صاحبتنا رغبة هائلة في أن نتحدث عن ذلك الكتاب والمناقشة التفصيلية فيما يحتويه أو ما خرجنا من قراءته في واقع حياتنا ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت. وأضافت: من هنا نشأت فكرة «سجال» وواجهتنا في البداية بعض العقبات في تبني المشروع والتمويل له إلا أن الفرصة أتت عندما وجدنا دعما كبيرا من أفراد ورجال أعمال وأسعدتنا مشاركة الداعمين، وقدمت لنا مكتبة الملك فهد العامة مشكورة مكانا مناسبا للقاءات وكذلك بادرت بعض المؤسسات التجارية بالدعم العيني مثل تقديم الجوائز والكتب وما يلزم بإقامة الجلسات. وبدأنا القيام بجلسات شهرية في مكتبة الملك فهد للفتيات في مدينة جدة، تكون لمناقشة الكتب وطرح الأفكار وتبادلها والسجال الهادف المتبادل فيها، وصنع قراء مثقفين واعين متمكنين من مهارات القراءة المتعددة. وحقق «سجال» 11 اجتماعا في السنة الأولى، وكان الاجتماع الأول بسيطا ولكن زاد ذلك من عزيمتنا وإصرارنا على النجاح لتحقيق رؤيتنا، وبدأ العدد يزداد من اجتماع إلى آخر إلى أن وصل عدد المشاركين إلى 90 مشاركة في اللقاء الختامي للسنة الأولى. وتابعت: بالرغم من أن «سجال» لم يبلغ الفطام وفي عامه الأول ولكن حظي المجلس بنجاح باهر ولقي قبولا من المجتمع وخاصة فئة الشباب من كلا الجنسين ومن أغلب الفئات العمرية، ويظهر ذلك جليا من خلال الحضور الكثيف. وأيضا لقي قبولا في جميع مناطق المملكة مما شجع الكثير من خارج مدينة جدة على طلب إقامة فروع للمجلس في مختلف مدن المملكة والدول الخليجية والعربية، ولذا نعكف على وضع أسس وأنظمة ولوائح ليكون «سجال» ذا سمة وهوية موحدة في كل مكان. واختتمت بقولها: أضاف «سجال» اهتمامات جديدة للمشاركين والمشاركات مثل التطوع وخلق في أنفسهم قيما عالية لقضايا مختلفة. وازداد الوعي نحو المواطنة والتفاعل في خدمة المجتمع ونبذ الأفكار الهدامة من خلال النقاش وتبادل الأفكار بين مختلف الأعمار. ونسعى في الموسم الجديد لـ«سجال» أن يكون لنا اتجاه للأطفال وسيقوم به شباب سجال أنفسهم، وأيضا اتجاه للأمهات.