تبرز المكتبة العامة في مكة المكرمة كمركز ثقافي مشع، تحتضن بين جنباتها أكثر من 30 ألف عنوان في مختلف العلوم والمعارف، إضافة إلى عدد من المخطوطات النادرة، منها شرح حاشية العلامة إبراهيم الباجوري جوهرة التوحيد للعلامة إبراهيم اللقاني ومخطوطة إتحاف الراغب بشرح نهج الطالب لمحمد أبو هادي الجوهري الخالدي. وتحتوي المكتبة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام على عدد من المخطوطات النادرة وصور المخطوطات المتنوعة في موضوعات العقيدة والقراءات والفقه وعلم الحديث وعلم الفلك وكتب نادرة، البعض منها تجاوز الـ100 عام، متاحة للباحثين والمختصين، إضافة إلى مكتبة نادرة ضمن محتويات قاعة الكتب النادرة والمخطوطات وهي مكتبة دار العلوم الدينية. ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، فقد أكد حسن بن علي الزهراني مدير المكتبة العامة في العاصمة المقدسة، دور المكتبة الثقافي والتوعوي، من خلال مساهمتها في دعم المسيرة العلمية والفكرية والثقافية في المملكة عامة والمجتمع المكي خاصة، حسب الإمكانات المتاحة لها، مشيراً إلى مساهمة المكتبة في تربية وتعليم وتثقيف الشباب والأطفال، كونها حلقة الوصل في نقل التراث الثقافي إلى المجتمع الذي توجد فيه، ونشر الوعي الثقافي بين أفراده عن طريق ما تحويه من كتب ومجلات ومراجع تعين على اكتساب المجتمع للعلم والمعرفة والخبرة، وتمكن الباحثين والطلاب من الوصول إلى مصادر الفكر والثقافة. واستعرض الزهراني النشاط الثقافي في المكتبة خلال عام 1436هـ ومنها: إقامة معرض كتاب بمناسبة اليوم الوطني للملكة داخل وخارج المكتبة، وإقامة معرض كتاب ومشاركة المكتبة في اليوم العالمي للغة العربية، إضافة إلى المشاركة في اليوم العالمي للشعر واليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، كما شاركت المكتبة في حضور معرض الكتاب الدولي في الرياض. وأفاد بأن المكتبة تقوم بالمشاركة مع فرع جمعية المسرحيين لتقديم بعض المسرحيات الخاصة بالأطفال، وتدريب طلاب وطالبات قسم المكتبات والمعلومات في جامعة أم القرى واستضافة ملتقى القراءة الحرة، بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم في مكة المكرمة، واستضافة فعالية يوم اليتيم العربي بالتعاون مع مكتب الرعاية الاجتماعية في مكة المكرمة، كما استضافت الملتقى الثالث لاختصاصي المكتبات لمدة ثلاثة أيام أقيمت خلاله المحاضرات والندوات وورش العمل لاختصاصي المكتبات, كما شاركت في الندوة الكبرى التي أقامها النادي الأدبي في مكة المكرمة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز "الإنسان والتاريخ". وبين مدير المكتبة العامة في العاصمة المقدسة، أن المكتبة قامت بتدشين مشروع المكتبة الثقافية الرقمية للنشر الإلكتروني، إضافة إلى المشاركة في برامج التدريب للتعريف بنشاط المكتبات وتفعيل الخدمات وزيادة الاستخدام لمصادر المكتبة. وعبر عن تطلعه إلى زيادة التنسيق والتعاون مع المكتبات الأخرى في المملكة، للارتقاء بنوعية الخدمات ووسائلها كالتزويد التعاوني والفهرسة التعاونية وتبادل مصادر المعلومات، مشيراً إلى أنهم يعملون على استقطاب وتدريب طلاب قسم المكتبات والمعلومات في الجامعات للعمل في المكتبة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، إضافة إلى تطوير اللوائح المنظمة للعمل في المكتبات ومراكز المعلومات. وتستضيف المكتبة في مقرها في الزاهر، عددا من الجهات الثقافية منها النادي الأدبي الثقافي في مكة المكرمة وفرع جمعية المسرحيين, وفرع هيئة الصحافيين، إضافة إلى تقديم خدمة الإنترنت، وخدمة تصوير المراجع التي لا تعار، كما تقوم بإهداء بعض الإصدارات للجمهور والتعاون مع الجهات الرسمية في حال رغبتها في إقامة مناسباتها على مسرح المكتبة، وتستقبل المكتبة الجميع من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة العاشرة مساء, كما تقوم باستقبال زيارات المدارس خلال الفترة الرئيسة. تحتوي المكتبة على أرشيف متكامل للصحف والدوريات الصادرة في المملكة والوطن العربي.«واس» يشار إلى أن وزارة الثقافة والإعلام، قامت بتهيئة 84 مكتبة في مختلف مناطق المملكة من أجل توفير المعلومة لطالب العلم وتجهيزها بأحدث الوسائل التقنية وتزويدها بالكتب من مختلف العلوم والمعارف ومنها المكتبة العامة في العاصمة المقدسة، التي أنشئت عام 1397 هـ، حيث كانت تشرف عليها وزارة التربية والتعليم ومنذ عام 1424هـ أصبحت تحت إدارة وزارة الثقافة والإعلام، وهي عبارة عن مبنى يتكون من أربعة أدوار. وتنقسم المكتبة العامة إلى قسمين رئيسين، هما القسم الرجالي ويضم 56 موظفاً متخصصاً في علوم المكتبات، والقسم النسائي ويضم 6 موظفات متخصصات كأمينات مكتبات، وتبلغ مساحة مبنى المكتبة 1600 متر مربع، ويتكون من قاعة رئيسة تحتوي على أقسام الإدارة والاتصالات الإدارية والاستقبال وخدمة المستفيدين "الإعارة"، إضافة إلى قاعة مكتبة الطفل التي تخدم شريحة الأطفال عبر مجموعة كبيرة من القصص والكتب المتوافقة مع أعمارهم، وتحتوي على بعض الألعاب الترفيهية ومكتبة سمعية وبصرية يشرف عليها القسم النسائي. كما تحوي المكتبة قاعة الصحف والدوريات، حيث تتيح للرواد الاطلاع على جميع الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية والشهرية، وتحتوي كذلك على أرشيف متكامل للصحف والدوريات الصادرة في المملكة والوطن العربي. ومن القاعات التي تحويها المكتبة قاعة الكتب العربية، وتضم بين جنباتها الموسوعات ودوائر المعارف والقواميس والفهارس وكتب السير والتراجم العامة والمعاجم الجغرافية، إضافة لكتب في مختلف فروع العلوم والمعارف، إضافة إلى قاعة الكتب الأجنبية وبها مجموعة من الكتب والمصادر باللغة الانجليزية وقاعة الكتب النادرة والمخطوطات وقاعة المحاضرات، وتحتوي على مسرح مخصص للندوات والمحاضرات والأمسيات الأدبية والشعرية وإقامة الملتقيات الثقافية. كما تحتوي المكتبة على قاعة الأركان الحديثة، وهي من القاعات المستحدثة في المكتبة وتتكون من عدة أركان منها ركن الكتب الخاصة عن مكة المكرمة وركن الكتب الخاصة بالأسرة المالكة وركن للمكتبات المهداة وركن الكتب الأجنبية.