حين استقر الاختيار على الممثل البريطاني توم هيدلستون لأداء دور هانك وليامز أسطورة موسيقى الريف الذي تلطخت حياته المأساوية القصيرة بالزنا والخمر والمخدرات حرص على تجسيدها بأكبر قدر من الموضوعية. وقال هيدلستون الذي يؤدي دور وليامز في فيلم (آي سو ذا لايت) لرويترز "يتعين على الممثل أن يقول الحقيقة وألا يصدر أحكاما على الشخصية." وأضاف "كل منا له أيامه السيئة ... هناك شيء داخلي يدفعني للتأكد من السيطرة على انفعالاتي." ويتناول (آي سو ذا لايت) الذي قدم في عرض خاص الاسبوع الماضي في ناشفيل الصعود والسقوط الصاروخي لوليامز بعد نجاحه المفاجئ في اربعينات القرن الماضي وحتى وفاته عن 29 عاما إثر هبوط في القلب وهو على المقعد الخلفي لسيارته في أول أيام عام 1953. وقال هيدلستون (34 عاما) -المولود في لندن- إنه استطاع اتقان لكنة وليامز المحلية بمساعدة المغني والمؤلف رودني كرويل ابن ناشفيل الذي علمه كل شيء عن الشخصية.وقال هيدلستون "كان الأمر أشبه بتسلق جبل." وسبق أن قدمت قصة وليامز سينمائيا لكن المخرج مارك ابراهام قال إنه حاول فهم تناقضات رجل كان يصنع أغان رائعة مثل (آي سو ذا لايت) وفي الوقت نفسه يسرف في شرب الخمر ويتعاطي الأقراص المخدرة ويضاجع النساء. وقال ابراهام "نعلم انه عاش حياة مضطربة ومؤلمة وعفوية معظم الوقت." ومع ذيوع شهرته توترت علاقة وليامز بزوجته أودري بسبب افراطه في شرب الخمر وتناول الأقراص المهدئة. وقالت اليزابيث اولسن التي تجسد دور أودري "شعرت بالأسى لها." ورغم الحياة القصيرة والموت المبكر لوليامز قال ابراهام إن شخصيته كانت مصدر إلهام لعدة أفلام مثل (ليني) في 1974 و(راجينج بول) في 1980 والتي اقتبست عن كتاب (هانك وليامز: ذا بايوجرافي) للمؤلف كولين ايسكوت. وقال هيدلستون إن تكثيف وقت التصوير وتسجيل أكثر من 150 مشهدا في 57 موقعا على مدى 39 يوما أتاح له فرصة الامساك "بالتفاصيل الإنسانية" للرجل الذي عاش "بفرح وشقاوة وتمرد ووحدة وحزن وخزي" الحقه هو بنفسه. ومن المقرر طرح (آي سو ذا لايت) العام القادم.