دعا المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن مستخدمي خدمة التخزين السحابي "دروب بوكس" إلى استبدال خدمات أخرى -أكثر أمنًا- بها. وقال سنودن -في مقابلة أجرتها معه صحيفة غارديان- إن "دروب بوكس" شريك مستهدف ومرغوب من قبل برنامج التجسس بريزم الذي هو أشد المعادين للخصوصية، والذي كشف عنه سنودن العام الماضي. وعبّر سنودن عن استيائه من قرار "دروب بوكس" في أبريل/نيسان الماضي إضافة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس إلى مجلس إدراتها، ورجح سنودن أن تكون الأخيرة أكثر المسؤولين عداءً للخصوصية، وفق تعبيره. وقال المتعاقد السابق -الذي حصل على حق اللجوء السياسي المؤقت في روسيا العام الماضي- إن رايس كانت واحدة من عدة أشخاص أشرفوا على برنامج التجسس "ستيلر ويند" الذي سمح لوكالة الأمن القومي بجمع بعض سجلات البريد الإلكتروني الأميركية واستخدام الإنترنت لما يقرب من عشر سنوات بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. وأشار سنودن إلى أن رايس كانت أيضًا من دعاة التنصت على المكالمات الهاتفية دون إذن قضائي، الأمر الذي ساهم في انطلاق حملة شعبية تدعو الناس إلى "إسقاط دروب بوكس" التي ضمت رايس إلى مجلس إدارتها. ودعا سنودن الشركات التي توفر خدمات التخزين السحابي إلى تبني سياسة "صفر المعرفة" التي توفرها خدمة "سبايدر أواك" المنافسة لخدمة "دروب بوكس". وتقوم سياسة "صفر المعرفة" بتشفير بيانات المستخدمين حتى قبل أن تصل إلى خوادم الشركة مع ترك مفتاح التشفير لدى المستخدمين فقط، ما يعني أنه لن يكون بمقدور أي أحد التجسس على بيانات المستخدمين والوصول إليها إلا المستخدمين أنفسهم. من جهتها، ردت "دروب بوكس" بالقول إن حماية معلومات المستخدمين تأتي في أعلى سلم أولوياتها، وإنها ملتزمة بسياسة الخصوصية. وكان سنودن قد كشف منذ صيف العام الماضي عن العديد من البرامج التجسسية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركية، مثل التجسس على الملايين من المكالمات الهاتفية والتجسس على عدد من زعماء العالم. وتأتي مقابلة صحيفة غارديان مع سنودن بعد حوالي العام من حصوله على اللجوء السياسي في روسيا الذي ينتهي في 31 يوليو/تموز الجاري، وقد تقدم سنودن بطلب لتمديد اللجوء، بحسب موقع "روسيا اليوم".