أكد طلاب كليات التقنية العليا في دبي أهمية الابتكار في الحياة الجامعية، وتبني الكليات لسياسة الإبداع الموازية للخطط الأكاديمية على مدار العام، مع فسح المجال للطالب للمشاركة بصورة فاعلة في رسم خطط الابتكار المتنوعة مع أعضاء هيئة التدريس للوصول إلى مستويات علمية راقية، ومواكبة تطلعات القيادة الرشيدة في هذا الخصوص. وقال الدكتور هاشم الزعابي مدير كلية دبي التقنية للطلاب، إن تعزيز ثقافة الابتكار لدى الطلبة تعكس استراتيجية كليات التقنية العليا التي تتماشى مع توجهات ورؤى قيادتنا الرشيدة، حيث تعمل الكلية على توفير البيئة التعليمية المحفزة للابتكار والداعمة له، للوصول إلى مخرجات متميزة تتمتع بمهارات القرن وقادرة على تحقيق التغيير والتنمية المستدامة. أضاف الزعابي، أن الكلية تهتم بتشجيع الطلبة على العمل الجماعي وأن يفكروا ويناقشوا في شكل فرق طلابية يمكنها خلق مناخ من التفاعل والتواصل والبحث، بما يعزز إنتاج الأفكار الإبداعية لدى الجيل الجديد الذي يتوقع منه مساهمة فاعلة في سوق العمل عقب التخرج، موضحاً أن كليات التقنية العليا بشكل عام تركز على بناء شخصية الطالب المبتكر، خاصة في ظل تميزها بالتعليم التطبيقي والتكنولوجي، لترفد المجتمع بكوادر وطنية فاعلة تتمتع بالفكر الناقد القادر على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول للمشكلات وبالتالي تحقيق التطوير في المؤسسات والقطاعات التي يلتحقون بها في سوق العمل. آراء طلابية وفي هذا السياق، أكد الطالب سعيد ثاني، تخصص الهندسة في كلية دبي للطلاب، أن تنمية الشخصية الابتكارية للطالب أثناء دراسته الجامعية تعود بالنفع في نهاية المطاف على المجتمع والدولة خاصة أن الإمارات تعتبر من الدول الرائدة عالمياً في دعم الابتكار والإبداع الشبابي. وأضاف أنه في ضوء الأجواء السائدة داخل كليات التقنية العليا فإن عدداً كبيراً من المشاريع الابتكارية تلقى الدعم من الإدارة، وهيئة التدريس، وأن الإيمان راسخ بأهمية توفير قواعد إبداعية تتماشى مع متطلبات السوق المحلية التي تتحول تدريجياً إلى مرحلة العمل الذكي بالكامل.ويرى الطالب سعيد ثاني أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بشأن الابتكار تقود الشباب الجامعي إلى التفكير السليم في المستقبل، ومعرفة ملامح مرحلة ما بعد التخرج. لا مكان لغير المبدع من جانبه، يرى الطالب عبدالله أحمد، من تخصص الهندسة في كلية دبي للطلاب، أنه لا مكان في المستقبل لغير الموظف المبدع، وأن من هم على مقاعد الدراسة في الوقت الراهن عليهم أن يعلموا جيداً بأن الابتكار هو أساس العمل والنجاح. ويضيف أن ثمة رؤية واضحة من القيادة لدعم الابتكار، وأن فريق العمل الخاص بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يشكل نموذجاً واضحاً لأي مواطن يرغب في الوصول إلى مستوى التفكير القيادي في الدولة، وتلبية نداء الوطن بالتميز وعلو الشأن. ويَعتبر الطالب عبدالله أحمد أن فرص التبادل الثقافي التي تتيحها كليات التقنية العليا لطلبتها، تشير إلى أن الطالب الإماراتي لديه مستويات تفكير ابتكارية ناضجة، بالمقارنة مع أترابه في الدول المتقدمة، لكنها تحتاج إلى اتباع معايير منظمة وواضحة لكي تترجم علمياً بصورة أفضل وتفيد الدولة، والعالم أجمع. أهمية التطبيق ويؤكد الطالب سعيد عبدالكريم، من تخصص الهندسة في كلية دبي للطلاب، أن تطبيق الأفكار في أجواء علمية مجهزة، يزيد من فرص الابتكار العلمي لدى الطلاب، وهو ما يرفد الدولة بمجموعة من الإنجازات للحاضر والمستقبل، مشيراً إلى أن الاهتمام بجيل طلبة الجامعات في الآونة الأخيرة زاد من مخرجات الابتكار، وليس مخرجات التعليم فحسب، فالابتكار أصبح موازٍ حيوي للتعليم. وشدد الطالب يوسف الحمادي، من تخصص إدارة الأعمال، على أهمية مواكبة توجهات الحكومة الرشيدة في رؤيتها تجاه الابتكار، والتطبيق السريع للأفكار الريادية المميزة، مشيراً إلى أن الجامعات الأكثر تميزاً في العالم، تعتمد على تشكيل طلبتها لفرق الابتكار والإبداع، وإنضاج الأفكار لترى طريقها إلى النور من دون انتظار أي دعم من خارج الجامعة، وهنا يؤكد الحمادي، أهمية تحويل عدد من المحاضرات والحصص الصفية إلى جلسات حوار إبداعي، والانتقال من المحاضرة التقليدية إلى الجلسة التفاعلية. بناء الخطط ويقول الطالب حميد الشرهان، تخصص الإعلام التطبيقي، إن مرحلة الدراسة الجامعية حافز مهم لتعلم الكثير من الأشياء المفيدة لمستقبل الطالب عند التحاقه بسوق العمل، ومنها تعلم رسم الخطط والبرامج المتنوعة التي يسير عمله وفقها. ويتساءل الشرهان: لماذا لا يكون هناك برنامج متخصص لتعليم الطالب كيفية رسم الخطط الابتكارية أثناء دراسته في الجامعية؟ ويرى الشرهان أن هذا البرنامج سيعمل على توليد طاقة ابتكارية كامنة لدى الطالب، ويحفز الكثيرين على بذل الجهد لاكتشاف ذواتهم، والعمل على إخراج ما لديهم من أفكار إبداعية بصورة منظمة، ووفق خطط علمية. توفر الإرادة وينظر الطالب راشد علي عبدالله، من تخصص أنظمة المعلومات، إلى أن توفر الإرادة لدى الطالب تعتبر الدافع الأساسي لإظهار الابتكار بكافة أشكاله، حيث يمكن لأي طالب يمتلك إرادة الابتكار أن يشكل مجموعة حوار صغيرة تقوم بتداول الأفكار المبدعة، واستخلاص النتائج، وتقديم الفكرة الابتكارية، على أن يتم ذلك في سرعة إنجاز وإتقان. ويؤكد راشد أن العمل ضمن فريق مهم للغاية للطالب الجامعي، حيث يتعلم من خلاله مشاركة الأفكار وكيفية الوصول إلى مرحلة نضج الفكرة الابتكارية لتخرج إلى الجمهور في صورة أفضل، وتزيد من إرادة الفريق على العمل سوياً للحصول على النجاح المطلوب. ويضيف أن المشاريع العلمية والابتكارية التي يقوم بها طلبة كليات التقنية العليا، تنفذ ضمن فريق عمل يجمع بين صاحب فكرة ومطور وباحث ومنفذ، ليخرج في النهاية مميزاً في شكله ومضمونه، وهو ما يساعد على بناء الهيكلية الصحيحة للابتكار لأي مشروع أو رؤية.