صباح امس الاربعاء 21 اكتوبر 2015 كتب السطر الاخير في حياة اقدم صحفي عربي يعمل في السعودية (محمود شاكر احمد عبدالعزيز) واسمه مركب (محمود شاكر) لكنه عرف واشتهر باسم (شاكر عبدالعزيز) الذي جاء الى صحيفة (البلاد) السعودية صحفياً في ربيع الاول عام 1397هـ .. قادما من مجلة (آخر ساعة) مع صديقه ورفيق مشواره زميلنا (محمد يوسف) مخرج البلاد حالياً. صباح امس اراد (شاكر عبدالعزيز) أن يودعنا الوداع الاخير . بخلاف ما كان يعمل فيما مضى عندما كان يودعنا في اجازة قصيرة الى اهله في القاهرة ثم يعود لنا حاملا في كل مرة بسبوسة) محلات العبد الشهيرة في القاهرة ليحلي بها افواهنا مقرونة بضحكته الهادئة العذبة التي لم يكن لها صوت وهكذا بعض الناس يضحك كما النسمة فيما اخرون يقهقه عالياً. امس الاربعاء ظل مقعد الزميل شاكر عبدالعزيز خالياً ولم نعد نعرض عليه اخبارنا (كان رئيس قسم الديسك) ونستشيره في هذا الخبر او ذاك التقرير ، اجازة، او اضافة او حذفاً. امس غاب الصحفي الذي تعلمت منه الكثير من اسرار المهنة (الصبر عليها، مداخلها، مخارجها، عناوينها مقدمتها، صورها، شروحاتها… الخ).. وبغيابه فقدت شخصياً ينبوعاً من ينابيع المهنة وفقدت البلاد قطباً من أقطابها الذين كان تعتمد عليهم. امس كنا نكتب خبرا عن رحيل شاكر عبدالعزيز ونستطلع اراء الكثير ممن تمازج معهم في الحياة الاعلامية على مدى 40 عاماً.. كنا نكتب خبراً عن الفقيد شاكر في وقت كان هو اكثرنا نشاطاً لكتابة مثل هذه الاخبار عن الاخرين .. وهكذا حدث (تبادل ادوار) مهيب . فأنت اليوم تكتب خبراً .. وغداً تكون انت الخبر .. هكذا هي الحياة. أمس كنت التقط صورة لمكتب الزميل الراحل (شاكر) وهو خالٍ منه .. فيما لازالت كلماته (ترن) في اذني وانا في طريقي لمستشفى جدة الاهلي طامحاً في لقاء النظرة الاخيرة عليه، او في مكتبي الذي لا يبعد عنه سوى امتار قليلة في صالة التحرير كان ينادي علينا عند كل (اشكالية – خبر) فننطلق اليه لا ان ننتظره يأتي لنا .. تقديراً منا لكبر سنه وخدماته الطويلة خصوصا وقد ثقل جسمه مؤخراً، ولم يعد يصلي الا على مقعد. امس كان شاكر عبدالعزيز ملء السمع والبصر وواحداً من شلالات (البلاد) المتدفقة واليوم اصبح بجوار ربه في لحظة انتقال دراماتيكية من هذه الحياة تبعث في نفوسنا من جديد حقيقة ان البقاء لله واننا ماضون في ذات الدرب الذي سار في شاكر بالامس رحمه الله واسبغ عليه شبائب الرحمة والمغفرة. بخيت آل طالع الزهراني