صحيح أن الجذور التاريخية للعبة الجميلة متنازع عليها، إلا أن تكوين اللعبة الحديثة في إنجلترا أمر جليّ وبعيد عن النقاش. مع ذلك، عندما يتعلّق الأمر بكرة الصالات تبدو الأمور مختلفة. مقارنة مع جيرانها اللاتينيين القدامى، تأخرّت إنجلترا باعتماد هذه الرياضة، فلم يتألف منتخبها الوطني حتى عام 2003، أي بعد 73 سنة من ولادة اللعبة في أوروجواي. مع ذلك، يسعى منتخبها لإظهار نموّه بتخطيه لأول مرة التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم لكرة الصالات FIFA. يتوجّه منتخب الأسود الثلاثة، المصنف 59 عالمياً، إلى إسرائيل لمواجهة ويلز والدنمارك والمضيف في بحثه عن الذهاب إلى كولومبيا 2016. قال المدرّب بيتر ستورجيس لموقع FIFA.com قبل الرحلة "هذه ليست مجموعة الموت، إذ يمكن لكل فريق تخطي خصمه إذا كان يمرّ في يوم جيد." وأضاف "هذه أمر محيّر، فنحن بحاجة فقط للتأكد من الظهور بشكل جيد جداً. هذه مجموعة قوية لكن أعتقد اننا على مستوى يؤهلّنا المنافسة. يجب أن نكون واثقين، لأن مستوانا الحالي جيد. نحن نلاكم راهناً أعلى بكثير من وزننا، ونتائجنا الأخيرة كانت لافتة." بحال تصدّرها المجموعة، ستلاقي أوكرانيا والمجر وبلجيكا، مع علم ستورجيس أن المرحلة التالية ستكون ضخمة لكرة الصالات الإنجليزية "سيكون الأمر لافتاً، لكن عن جدارة على ما أظن." واستطرد قائلاً "المنتخب الإنجليزي على قمة الهرم التطويري، ونريد الإستفادة من ذلك لإلهام الناس من أجل الانخراط بكرة الصالات، اللعب أكثر، التحدّث أكثر عنها، كي تتطوّر اللعبة بأكملها. ستكون التصفيات تتويجاً لعقد من العمل الكادح حيث أُجبرنا على تخطي الكثير من العوائق. سيكون دفعاً كبيراً للجميع." عمل ستورجيس مع منتخب إنجلترا في آخر سبع سنوات، على غرار سايمون والكر المدير الوطني في الإتحاد الإنجليزي لجذور البالغين في كرة القدم، الذي كان يقود تطوير اللعبة. يعرف جيداً المستنقع الذي يتحدّث عنه مدرب المنتخب. يوضح ذلك القيمة المتزايدة التي نعلّقها على كرة الصالات في الإتحاد الإنجليزي والأهمية التي يمكن أن تلعبها في خلق ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو التالي لإنجلترا، لكن أيضاً لكرة الصالات كرياضة بحد ذاتها. سايمون والكر وقال والكر لموقع FIFA.com "كان لدينا نفس التحديات التي واجهتها الدول الأوروبية الشمالية. حاربنا في محاولة لحمل الناس على فهم قيم اللعبة وأسباب ممارسة كرة الصالات. خطوة بخطوة على مدى السنوات القليلة الماضية تمكننا من تخطي بعض الحواجز وسوء الفهم. بدأنا نحصل على زخم حقيقي وراء هذه اللعبة." جزء من الصراع كان ترسيخ الفوارق بين كرة الصالات كرة القدم الخماسية، إحدى الأساسيات في الرياضة البريطانية، إذ يمارس نحو 1.5 مليون نسمة الرياضة على ملعب صغير كل أسبوع في إنجلترا. لكن الفارق الآن بات ظاهراً حيث يشرح ستورجيس "في الماضي كنا نقول إنها مشابهة لكرة القدم الخماسية، لكنها على بعد ملايين الأميال الآن. تعيّن علينا شرح فوارقها الخاصة والدقيقة، خصوصاً من الناحية التكتيكية." لكن دور كرة الصالات في تطوير الجيل الجديد من رياضة الـ11 لاعباً ترسّخ مع اعتماد كرة الصالات خلال برنامج العطلة الشتوية للدوري الممتاز في أبرز أكاديميات البلاد. يقول والكر في هذا الوقت أن الإتحاد الإنجليزي ينظر إلى مضاعفة المشاركة إلى نحو 200 ألف في عام 2020، بعدما اعتبرها "عنصراً أساسياً" في تطوير الأجيال المقبلة. ويتابع "يوضح ذلك القيمة المتزايدة التي نعلّقها على كرة الصالات في الإتحاد الإنجليزي والأهمية التي يمكن أن تلعبها في خلق ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو التالي لإنجلترا، لكن أيضاً لكرة الصالات كرياضة بحد ذاتها." انصبّ التركيز على جلب لاعبين لممارسة كرة الصالات، لكن بعد بناء تلك القاعدة هناك احتمال لصقل تلك المواهب لخدمة الرياضة بحدّ ذاتها. وشرح ذلك بالقول "هدفنا هو رفع أعداد الممارسين ثم تعزيز النوعية في فترة تالية." لكنهم الآن يثقفون المدربين لتطوير المواهب، مع الأخذ في عين الإعتبار العلاقة القصيرة الأمد بين إنجلترا وكرة الصالات. وأضاف عن ذلك "احتياجات المدربين مختلفة عن نظرائهم في البرتغال وأسبانيا وإيطاليا، حيث تختلف كثيراً المعرفة لكرة الصالات. ليس هناك جدوى من تقديم دورات أسبانية لمدربين شاهدوا كرة الصالات للتو، سيكون هذا بمثابة تفجير اذهانهم!" مع إعادة هيكلة الدوري وفرق التطوير الجديدة للمنتخب، يحرص والكر على تحديد الأهداف العالية لمنتخب الأسود الثلاثة في المستقبل: "طموحنا هو الدخول في نادي الثلاثين الأوائل (في السنوات الخمس المقبلة) إذا كنا قادرين، لكن هذا طموح نبيل ويبقى معرفة ما إذا كنا نستطيع تحقيق ذلك ضد بعض الدول القوية في كرة الصالات، يجب أن ننتظر لنرى." وتتمثل الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف في التصفيات.