تشهد الجالية المسلمة في ألمانيا -وغالبيتها العظمى من الأتراك- اضطراباً ناجماً عن وصول مئات آلاف اللاجئين المسلمين العرب. ويمثل ذلك -حسب الخبراء- تنوعا مستجدا وأمراً إيجابياً، رغم مخاوف بعضهم مما يعتبرونه تطرفا محتملا ناجما عن عدم اطلاع طالبي اللجوء بشكل كاف على القيم الغربية. وترى خبيرة الشؤون الإسلامية في مؤسسة برتلسمان ياسمين المنور أن رغبة عائلة سورية (من طالبي اللجوء) في أداء صلاة الجمعة بمسجد ألماني على سبيل المثال، قد تشكل معضلة لأن "غالبية خطب الجمعة تلقى باللغة التركية". " هناك أكثر من 900 مسجد في ألمانيا يديرها الفرع الأوروبي بوزارة الدولة للشؤون الدينية في تركيا. وتعتبر هذه الهيئة جهة مفضلة لدى السلطات الألمانية في تعاملها مع كل ما يتعلق بالإسلام الذي يعد الديانة الثالثة في البلاد " وتضيف ياسمين أن ثلثي الجالية المسلمة التي استقدمتها إدارات المصانع الألمانية منذ عقود -وعددها نحو أربعة ملايين نسمة- "هم من أصول تركية أو من فضاء ثقافي تركي"، مشيرة إلى أن التأثير التركي "ما زال قوياً حتى في الجيلين الثاني والثالث". يشار إلى أن أكبر مساجدألمانيا افتتح عام 2008 في مدينة دويسبورغ، وهو يعتبر مسجدا تركيا يتسع لـ1200 مصل. وهناك أكثر من 900 مسجد في ألمانيا يديرها الفرع الأوروبي بوزارة الدولة للشؤون الدينية في تركيا. وتعتبر هذه الهيئة جهة مفضلة لدى السلطات الألمانية في تعاملها مع كل ما يتعلق بالإسلام الذي يعد الديانة الثالثة في البلاد. إدارة تركية كما أن أنقرةتواظب من جانبها ومنذ ثلاثين عاما على إرسال الأئمة لتولي الشؤون الدينية للمسلمين، علما بأن غالبية المبعوثين القادمين إلى هذا البلد الأوروبي لا يتكلمون الألمانية. وغالباً ما تعلق صور مؤسس الجمهورية التركية كمال أتاتورك على جدران مكاتب الهيئة الدينية التركية في ألمانيا، وهو أمر لا يعني عمليا المسلمين القادمين للتو من حمص أو الموصل. لاجئون جدديتعلمون اللغة الألمانية(الجزيرة) وتعلق ياسمين على هذا الموضوع بالقول "الآن يجب أن ينفتحوا على المسلمين من أجزاء أخرى من العالم". من جهته، يعتبر مسؤول كرسي الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر مهند خورشيد أن وصول هؤلاء يشكل "فرصة، وبالتالي سيكسب الإسلام في ألمانيا مزيداً من التنوع". وفي جميع الأحوال، ستشهد الجالية المسلمة نمواً على نطاق غير مسبوق نظراً لكون أكثر من 80% من نحو 800 ألف طالب لجوء يتوقع وصولهم إلى ألمانيا العام الحالي، هم من المسلمين، وفقاً للمجلس المركزي للمسلمين في هذا البلد. ويعيش في ألمانيا حالياً أكثر من 161 ألف سوري. لكن التوقعات تشير إلى ارتفاع هذا العدد، مما يجعل الجالية السورية في ألمانيا الأكبر عدداً في أوروبا. " يعيش في ألمانيا حالياً أكثر من 161 ألف سوري. لكن التوقعات تشير إلى ارتفاع هذا العدد، مما يجعل الجالية السورية في ألمانيا الأكبر عدداً في أوروبا " دولة قانون من جهتها تكرر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركلدعوتها اللاجئين إلى احترام مبادئ دولة القانون. أما صحيفة بيلد الألمانية فتتطرق إلى الموضوع مشيرة بالنص "نقول منذ اليوم الأول لأولئك الذين يأتون إلينا: هنا توجد قوانين ونظم حياة مشتركة يجب عليكم احترامها". أما خورشيد فيرى أن التحدي الرئيسي هو إدماج اللاجئين الشباب الباحثين عن هوية، موضحا ذلك بالقول "إذا تركناهم على هامش المجتمع، وإذا لم نمنحهم بسرعة الشعور بأننا نريدهم في ألمانيا، فهناك خطر كبير بأن يتحولوا إلى السلفية والتيار المتطرف". لكن هذا الخطر يبقى نسبياً -بحسب ياسمين- نظراً لأن العديد من اللاجئين فروا أساسا ممن يسمون الإسلاميين في سوريا والعراق. وتضيف أن بعض الشبان اتجهوا إلى أوروبا هرباً من تنظيم الدولة الإسلامية على وجه التحديد.