كشفت مصادر قريبة من جماعة الحوثي أن زعيم التمرد عبدالملك الحوثي استشاط غضبا من تصريح المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام إلى وكالة الأنباء الإيرانية، إذ كشف أن ميليشياتهم تعاني نقصا حادا في الأسلحة الحديثة التي تمكنها من مواجهة مقاتلي المقاومة الشعبية، وعناصر الجيش الموالي للشرعية، وقوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وأضافت المصادر أن الحوثي وبخ عبدالسلام، ووجه له ألفاظا قاسية بسبب ذلك التصريح، مشيرا إلى أنه ربما يتسبب في تزايد انهيار معنويات المقاتلين المنهارة أصلا، بسبب الضربات القوية التي تلقتها خلال الفترة الماضية في كافة جبهات القتال. اعتراف بالهزيمة ومضى المصدر بالقول "الحوثي يرى أن التصريح غير مناسب كذلك، في ظل قبول طرفي النزاع في اليمن للدعوة الأممية بالجلوس إلى الحوار من جديد أواخر الشهر الجاري، لأن الاعتراف بنقص الأسلحة يجعل الطرف الثاني أقوى على طاولة المفاوضات ويمكنه من فرض شروطه، والوصول إلى التسوية السياسية التي يريدها". وكان عبدالسلام اعترف أول من أمس في تصريحاته إلى الوكالة الإيرانية بأن الجماعة تعاني مشكلة النقص الحاد في السلاح والذخائر، معلنا ترحيب الحركة بأي حوار سياسي يمني ينهي الأزمة. وهي التصريحات التي أكد محللون سياسيون أنها اعتراف صريح من الميليشيات بأن التحالف العربي استطاع قطع إمدادات الأسلحة التي حاولت طهران إرسالها إلى المتمردين الحوثيين وفلول المخلوع علي عبدالله صالح. تراجع ميداني وسخر المحلل الإعلامي ناجي السامعي من تصريح عبدالسلام، الذي قال فيه إن حركته مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات، وإن الحل السلمي وحده الكفيل بإيجاد حل للأزمة في اليمن، وقال في تصريحات إلى "الوطن": "هل أصبح الحل السلمي هو المفضل عند الحوثيين حاليا؟ ولماذا لم يتجاوبوا مع الجهود المضنية التي بذلت في الفترة السابقة؟ ولماذا مارسوا التعنت والرفض؟ والإجابة عن هذه الأسئلة واضحة لا تحتاج إلى تفكير، وهي أن الغارات المركزة التي شنتها طائرات التحالف العربي تمكنت من تدمير كافة أسلحتهم التي كانوا يعولون عليها لمواصلة عدوانهم على الشعب اليمني، وأن الضربات المتلاحقة التي وجهتها لهم القوات الموالية للشرعية أنهكت قواهم، وتأكدوا أن الهزيمة الكاملة تحيط بهم من كل الجهات، وأن إعلان نهاية اليمن من شرورهم هي مسألة وقت ليس إلا". مواصلة العمليات ومضى السامعي بالقول "على الحكومة الشرعية أن لا تقع في الفخ الذي تحاول الجماعة الانقلابية نصبه لها، وهو ادعاء القبول بالحل السلمي، ريثما يلتقط المتمردون أنفاسهم، ومن ثم يعودون لنقض عهودهم وممارسة اعتداءاتهم. وينبغي أن يتواصل العمل العسكري الجاد، حتى لو تم الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأن يتم الفصل بين المسارين العسكري والسياسي، لأن ذلك هو ورقة الضغط الوحيدة التي ترغمهم على الانسحاب من كافة المدن والمحافظات والتطبيق الفعلي والكامل لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216، دون انتقاص أو انتقائية".