الدوحة: «الشرق الأوسط» أجرى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، محادثات في الدوحة التي زارها لعدة ساعات أمس، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث بحثا سبل تطوير العلاقات وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما الوضع في سوريا. وافتتح أردوغان المبنى الجديد لسفارة بلاده، برفقة الشيخ عبد الرحمن بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني وزير البلدية والتخطيط العمراني، إلى جانب عدد من المسؤولين في البلدين وسفراء الدول العربية والأجنبية في الدوحة. وشكر رئيس الوزراء التركي في كلمته الشيخ تميم على تخصيصه مكانة ومساحة كبيرة للسفارة التركية. وأعرب عن سعادته الكبيرة بحضور تدشين المقر الجديد للسفارة التركية في دولة قطر، مشيرا إلى أنه سبق وأن زار الدوحة واطلع خلال زيارته على مراحل بناء مبنى السفارة. وأكد أن العلاقات التركية القطرية تشهد تطورات كبيرة في شتى الأصعدة «وهذا ما نلمسه من خلال تبادل الزيارات الكثيفة»، مؤكدا أن هذه الصداقة والأخوة تزداد بالاستثمار المتبادل بين البلدين. وأضاف أردوغان «لنا تاريخ مشترك يمتد إلى قرون، ونحن قد اعترفنا ببعضنا البعض سنة 1972 بصفة رسمية وافتتحنا سفارتي البلدين عام 1979». وأوضح أن «هناك خاصية متميزة أخرى بين تركيا وقطر وهي أن لنا آراء متطابقة في المسائل ذات الصلة الإقليمية والدولية، ونبذل قصارى جهدنا مع دولة قطر من أجل تحويل منطقتنا إلى منطقة للتعايش بسلام». وأشار إلى أن تركيا وقطر تستمران في النمو رغم الأزمات التي يشهدها العالم، كما أن كلا البلدين قد سجلا تطورا كبيرا في الموارد البشرية. وأضاف: «رغم وجود مشاكل اقتصادية شهدها العالم في الآونة الأخيرة، فإن كلا البلدين قد تمكنا من الحفاظ على موقفيهما». وأعرب عن سعادته بأن يرى الشركات التركية تتولى مشاريع كبيرة في قطر خاصة في مجال المقاولات، وقال إن وجود نحو 60 شركة تركية في قطر أمر يسعدنا وإن قيمة المشاريع التي تحملتها 35 شركة تركية بلغت 35 مليار دولار. وأكد على استمرار الاتصالات والمبادلات الثقافية والبشرية بين البلدين. وقال: «على سبيل المثال في سنة 2011 استقبلت تركيا 7600 سائح قطري، وقد ازداد ذلك في 2012 بنسبة 85 في المائة ليصل إلى 14 ألف سائح قطري». وأكد أردوغان: «نحن كذلك لا نترك هذا الاهتمام الذي يصدر من الجانب القطري ونحاول أن نرد بالمثل، حيث نريد أن نعزز ذلك عن طريق مركز ثقافة تركي في قطر في أقرب وقت ممكن»، مشددا على أن السفارة التركية ستلعب دورا مهما في هذا الإطار. ووقعت تركيا وقطر مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال توليد الطاقة بين قطر القابضة وشركة الكتريك اورتيم في منطقة أفسن البستان بجمهورية تركيا. وأكد أردوغان أن أبواب السفارة ستظل مفتوحة للمواطنين الأتراك وغيرهم. وقال: «بإمكانكم أن تعتبروا هذا المكان البيت الثاني لكم لأن هذه الأماكن تؤسس من أجل أن تصبح رموز السلام، وأن سفارتنا ستكون في خدمتكم بكافة قدراتها وسنتطلع إلى المستقبل للحفاظ على وحدتنا وتضامننا». كما وجه أردوغان في نهاية كلمته الشكر للشركة التي نفذت مبنى السفارة التركية على إنجازها المشروع خلال فترة وجيزة وقدرها سنتان. من جانبه، قال السفير التركي في قطر أحمد ديميروك، إن السفارة التركية قد جرى بناؤها على مساحة 12 ألفا و400 متر مربع وقد جرى ذلك خلال سنتين، موضحا أن هذا المكان يتألف من مقر السفارة ومقر إقامة السفير وكذلك سكن للموظفين وله طابع معماري تركي خاص. وتوجه السفير التركي بالشكر لوزير الخارجية القطري الدكتور خالد بن محمد العطية وكل من ساهم في إنجاز وتسهيل هذه الإجراءات لبناء المقر «الذي يعكس تعاونا بين البلدين». وأكد أن تركيا وقطر بلدان صديقان تربطهما علاقات متميزة وهما ينحدران من ثقافة وعلاقات تاريخية وطيدة، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى عهد السلطان سليمان القانوني منذ عام 538 عندما قام بسفرة إلى خليج البصرة والتي سميت بالسفرة السادسة. وشدد على أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا أكبر في شتى المجالات الثقافية والاقتصادية والبشرية وغير ذلك. وقال إن تركيا وقطر دولتان تسعيان إلى إنتاج الحلول بتبني مبادئ في السياسة الخارجية، «أما القدرات الاقتصادية لكلا البلدين فهي تمثل أرضية قوية لتعزيز التعاون في شتى المجالات». وقال إن «أبواب السفارة ستظل مفتوحة لجميع مواطنينا الأتراك الذين يعتبر هذا المقر الوطن لهم، ونحن سنمضي قدما من أجل تعزيز العلاقات بين شعبينا الشقيقين وكذلك عن طريق التعاون والتضامن، وسنواصل الاستثمار لإثبات وجودنا والتعاون مع قطر». وجدد السفير في ختام كلمته الشكر إلى كل من ساهم في إنجاز وإتمام هذا المقر، متمنيا أن يكون المقر الجديد وسيلة خير للجميع. وقام رئيس وزراء تركيا عقب ذلك بجولة تفقدية في أنحاء مبنى السفارة، رافقه فيها الشيخ عبد الرحمن بن خليفة وزير البلدية والتخطيط العمراني.