×
محافظة المنطقة الشرقية

الصحة العالمية تبحث إنتاج لقاح لفيروس «كورونا» مع السعودية وأمريكا

صورة الخبر

نعيش في هذه الأيام زمن الإعادات، فلا نرى أمامنا سوى أفلام محدثة أو إعادة إطلاق سلسلة ما من الأفلام أو أجزاء ثانية وثالثة من فيلم نجح في الماضي. والسبب أن هوليوود تبدو مفلسة من الأفكار، أو تخاف صنع شيء غير مألوف على الشاشة تخشى أن يبتعد عنه الجمهور. رؤية المخرج المكسيكي غويليرمو ديل تورو اشتهر بأنه صاحب رؤية ثاقبة في صنع الأفلام؛ إذ لا يضع يده على فيلم دون أن يحقق نجاحاً كبيراً، فشاهدنا إبداعاته في The Devils Backbone وBlade 2 و Hellboy ورائعته Pans Labyrinth في 2006، لكنه في فيلم كريمسن بيك للأسف يتخبط كثيراً. ويدور الفيلم حول ايديث (ميا واسيكوسكا) مؤلفة قصص تحب وتتزوج توماس شارب (توم هيديلستون) وهو شاب من الطبقة النبيلة ومهندس أو عالم لديه اختراعات تحتاج تمويلاً، ثم تنتقل معه إلى قصره الذي يسكن فيه مع شقيقته لوسيل (جيسيكا تشاستين) لتكتشف ايديث أن القصر مسكون بالأشباح، القصة لا تتوقف هنا، إذ إن الأشباح تحاول التواصل معها لتخبرها بسر القصر! هل تذكرتم فيلم روبرت زيميكيسWhat lies beneath عام 2000؟ نعم، فهذا الفيلم لا يختلف كثيراً. مفاجأة الفيلم ليست أصلية، وتبدو مستعارة من قصص المسلسلات المكسيكية الرخيصة التي كنا نشاهدها في تسعينات القرن الماضي، بل نجزم أن عملاً مثل مسلسل لعبة العروش فيه قصة فرعية مشابهة لما يظنه ديل تورو مفاجأة هذا الفيلم. العمل بمجمله ينجح في شيء واحد فقط وهو صنع أجواء كئيبة ومرعبة، لكنه يفشل في السرد، ولا يتمكن من الاحتفاظ بفضول المشاهد لفترة طويلة. أحداث متوقعة القصة سهلة التخمين، وكأنه لم تكن هناك أي جهود تذكر لتحسينها، فالمشاهد المتمرس يستطيع تخمين ليس فقط أحداث القصة، بل كشف مفاجآت بعض المشاهد قبل أن تحدث. فهناك مشهد الشبح الذي يركض خلف الزجاج مع ارتفاع حدة الموسيقى أثناء مروره، وهو مشهد مألوف جداً في معظم أفلام الرعب المعاصرة، ومنها Insidious عام 2010. وكذلك الشبح ذو الوجه الأحمر المختبئ خلف الباب ليس جديداً، وإنما هو شبيه الشيطان الأحمر من الفيلم المذكور أعلاه. شخصيات الفيلم كلها سطحية ومملة، والأشباح جميعها أدوات إلهاء، فعندما نصل لنهاية الفيلم ندرك أنه ليس فيلم أشباح، لكنه فيلم مع أشباح، ولو ألغينا الأشباح فلن يتأثر الفيلم. الأسلوب البصري للمخرج ديل تورو يظهر جلياً وبقوة في كل الفيلم، فمن شدة ضعف القصة يبدو للمشاهد أن المخرج جهز المؤثرات الخاصة قبل وجود نص الفيلم بفترة طويلة، ولم يعرف كيف يستغلها، فاضطر لوضع قصة عادية وظفها في خدمة مؤثراته، وهو خطأ فادح أفقد العمل توازنه. استعارات الفيلم يحوي مشاهد مستعارة من أفلام كثيرة، أبرزها الفيلم الألماني الصامت Nosferatu عام 1922. وفي مشاهد أخرى يتقاطع مع فيلمNotorious لألفريد هيتشكوك عام 1946 من بطولة كاري غرانت وإنغريد بيرغمان، ومنطقة التقاطع بينهما المشاهد التي تركز فيها الكاميرا على أكواب الشاي وسلسلة المفاتيح التي ستكشف المستور في الفيلمين، وكذلك الرعب الذي تسببه أم الزوج للزوجة في الفيلمين. أشباح ديل تورو وهي نتاج خياله الخصب غاية في الإتقان رسماً وحركة، فخروجها من الظلام وطريقة تحركها وامتزاجها بالظل شكل أجمل تطبيق لفنيات المدرسة التعبيرية الألمانية في السينما، وهو ما لم نره بهذه البراعة من قبل. وآخر فيلم يحضر إلى الذاكرة في تطبيق هذا الأسلوب هوThe Babadook العام الماضي. نلاحظ أيضاً كثرة المشاهد التي نرى فيها حشرات، وخصوصاً فراشات على الجدران، وهي كلها جماليات ورموز معينة من حياة ديل تورو لا تخدم قصة الفيلم بالضرورة. يذكر أن تقارير إخبارية أوردت أن ديل تورو بنى قصراً في مدينة تورونتو الكندية خصيصاً للفيلم، وأشرف بنفسه على ديكوراته وتوزيع لوحاته، لأن هذا القصر في تصوره شخصية بحد ذاتها. لم يبدع مخرج في طرح أسلوبه البصري المتمثل في شخصيات خيالية يجسدها ممثلون حقيقيون متخفون تحت طبقات ثقيلة من الميك أب سوى غويليرمو ديل تورو في هذا الزمن، وتيم بيرتون في العقود السابقة.