أبلغ "الاقتصادية" سعيد البسامي رئيس لجنة النقل في غرفة جدة، أن الاستثمارات في قطاع نقل الركاب الداخلي ستصل إلى 20 مليار ريال خلال الخمس سنوات المقبلة، متوقعا حدوث تحالفات بين شركات من أجل الدخول بقوة في هذا المجال، ما يحدث نقلة نوعية تتواكب مع التطور الاقتصادي السعودي. وأشار البسامي إلى أن المنافسة في هذا المجال ستكون مفتوحة بدون ميزة لأي جهة عن أخرى، منوها إلى أن الصورة ستتضح بشكل أوضح بعد الاجتماع المزمع عقده مع الجهات المعنية خلال الفترة المقبلة. وأوضح، أن هناك شركات ومستثمرين سعوديين جهزوا ملفاتهم للدخول في استثمارات النقل بعد سبعة أشهر، مبيناً أن الملفات الاستثمارية المقدمة تنافسية وستدفع بمستقبل النقل في السعودية إلى أفق أعلى من التميز، وفق خطط مدروسة وموضحة في الملفات الاستثمارية المقدمة لوزارة النقل. وأضاف أنه بعد نهاية عقد التميز الذي حصلت عليه شركة النقل الجماعي "سابتكو" خلال السنوات الماضية وتجديد عقد الالتزام فقط بموجب اجتماع مجلس الوزراء الأخير سيفتح هذا الأمر الباب للمستثمرين الجدد وهم على كفاءة عالية وعلى قدر من تحمل المسؤولية والرقي بمستوى النقل في المملكة. وأشار البسام إلى أن مستقبل النقل سيتطور في المستقبل مع وجود مترو المدن وقطار الحرمين، وكذلك سيتطور داخل الأحياء ومن الأمور التي سيكون لها دعم في مستقبل النقل هو دخول مستثمرين جدد من السعوديين، الذين لهم كفاءه عالية. ونوه إلى أن أسعار النقل ارتفعت عن السنوات الماضية بما يقارب 15 في المائة في كل أشكال النقل البري، وهذه الارتفاعات طبيعية، نظرا للظروف المحيطة بالنقل، وفيما يخص نقل الوقود أكد أن أسعاره ثابتة والنقل بين المدن يختلف بحسب العرض والطلب وحجز الشاحنات من دخول المدن هو من أبرز الأمور الداعية لارتفاع أسعار النقل، إذ تضيع وتهدر وقتا كبيرا من وقت الناقل. وأضاف أن هناك 13 موقعا حددتها أمانة جدة سابقا كمواقع لحجز الشاحنات، لكن لم يسمح بتطوير هذه المواقع لأنها تعتبر أملاك الغير ولا يوجد أي موقع منها ملك للأمانة، مضيفاً أن الأمانة الآن أوجدت موقعا واحدا جنوب جدة من المتوقع أن يستوعب 900 شاحنة، فيما ينتظر تطويره وتجهيزه بالخدمات ونحن نأمل في إيجاد مواقع عديدة جنوب وشمال جدة وتكون مجهزة بالخدمات. ووصف البسامي تطبيق السعودة في قطاع النقل الثقيل بالصعبة جدا إن لم تكن مستحيلة لعدم إقبال السعوديين على مهنة النقل الثقيل والصعوبات الموجودة في القطاع من الطرقات الطويلة والسفر والمستمر. وأضاف رئيس لجنة النقل بغرفة جدة، أن هناك شركات صغيرة عديدة غادرت سوق النقل في السنوات الماضية، وذلك لعدم تمكنهم من مجاراة سوق النقل والصعوبات الموجودة فيه وعدم إعطاء الفرص لهم بشكل عادل وفشلوا في عمل أي تكتلات أو شراكات في قطاع النقل. وأضاف أنه من أبرز المعوقات التي تواجه قطاع النقل هي مشكلة التأمين الذي بلغ ارتفاعات هائلة وغير منطقية ونطالب بأن يكون هناك تنظيمات للتأمين وأسعاره. من جهته، أكد سعيد بن دعجم؛ عضو لجنة النقل في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن أبرز العقبات التي تواجه قطاع النقل هي نسب التوطين المطلوبة من قبل وزارة العمل، مضيفاً أن تطبيق السعودة في قطاع النقل أمر مستحيل وهو أمر لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع. ودلل دعجم على صعوبة تطبيق السعودة في قطاع النقل الثقيل، بأن نسبة السعودة في القطاع تصل إلى 10 في المائة، مضيفاً بما يعني أنه إذا كان في السعودية 120 ألف شاحنة، فإن نسبة سعودة ذلك ستكون 12 ألف سعودي في قطاع النقل الثقيل وهذا الأمر يستحيل تطبيقه فعدد من يحملون رخصة قيادة للنقل الثقيل في المملكة خمسة آلاف سعودي. وزاد دعجم إذا أرادت وزارة العمل أن تسعود قطاع النقل فعليها سعودة الوظائف الإدارية فيه، وليست مهن السائقين، التي لا يوجد عليها إقبال من السعوديين أنفسهم. وكان مجلس الوزراء قرر في اجتماعه الإثنين الماضي الموافقة على تمديد عقد التزام الشركة السعودية للنقل الجماعي لمدة خمس سنوات بدءاً من تاريخ 1 / 7 / 1437هـ، وعدم منح الشركة أو غيرها أي ميزة تنافسية تفضيلية عند فتح باب المنافسة لتقديم خدمة النقل العام بالحافلات بين مدن المملكة. كما قرر مجلس الوزراء قيام هيئة النقل العام بإعداد دراسة جديدة لفتح باب المنافسة لتقديم خدمة النقل العام بالحافلات بين مدن المملكة تتناول الجوانب الفنية والاقتصادية والمالية والتجارية والتنظيمية والاجتماعية، وذلك استناداً إلى الاستراتيجية الوطنية للنقل الموافق عليها بقرار مجلس الوزراء رقم (4) وتاريخ 3 / 1 / 1433هـ، على أن تتضمن الدراسة الشروط اللازم توافرها في سائقي تلك الحافلات بعد التنسيق مع الإدارة العامة للمرور وأن تتولى هذه الإدارة الرقابة عليهم ومتابعتهم.